ما تزال الحملة الإعلامية التي تستهدف دور الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في جنوب اليمن على أوجها ويعلم معظم متابعيها وكل مدبريها بان وراءها مواقف وأجندات حزبية وأيديولوجية ضيقة لا علاقة لها لا بالسيادة الوطنية التي يتباكى عليها هؤلاء ولا بحقوق المواطنين وحرياتهم التي يدعي هؤلاء الدفاع عنها.
أغرب ما في هذه الحملة أن فيها يلتقي طرفا الحرب في اليمن: اعني تحالف الحوافش وجزء كبير من انصار الشرعية، وهو ما يعني أن هذه الاطراف يجمعها الكثير من القواسم المشتركة ولا يفرقها إلا التنازع على حصص النفوذ والثروة وهي امور قابلة للتسوية في أي لحظة.
لماذا يغار هؤلاء من الإمارات؟
إن وراء الحملة المغرضة على الإمارات تكمن مواقف جوهرية تتعلق بالنجاحات التي ساهم الدور الإماراتي في تحقيقها في الجنوب واهمها:
١. هزيمة المشروع الانقلابي ودحره بفضل المقاومة الجنوبية والدعم العربي متمثلا بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقتين
٢. المساهمة الفاعلة للقوات الإماراتية في هزيمة الجماعات الإرهابية في عدن وابين ولحج وحضرموت وتحرير تلك المناطق نهائيا من الوجود الإرهابي.
٣. الدور الكبير الذي يعلبه الهلال الأحمر الإماراتي في إعادة تأهيل الخدمات التعليمية والطبية وغيرها مما دمره حلفاء ١٩٩٤م واستكمل تدميره غزاة ٢٠١٥م
٤. الدور الإماراتي في إعادة تاهيل الأجهزة الامنية وتجهيزها لتولي مهامها بمهارة تقلق هؤلاء.
لكن هؤلاء لا يرون في دور الإمارات إلا اعتقال احد العناصر الإرهابية التي كانت حتى وقت قريب تسرح وتمرح وتنهب وتقتل وتفجر وتدمر ولم تهتز لهؤلاء شعرة وعندما بدأت اجهزة الامن وبدعم وإسناد الاشقاء الإماراتيين تمارس عملها وتكسر شوكة الإرهاب جن جنون هؤلاء وراحوا يتحدثون عن السيادة الوطنية وحقوق الإنسان وهم يعلمون أنهم اول من انتهك هذه الحقوق واكثر من فرط بهذه السيادة
إن هذا لا يمنعنا من انتقاد اي اخطاء قد تصاحب نشاط الاشقاء من قوات التحالف وهي أخطاء واردة في أي سلوك بشري تتداخل فيه الاجتهادات الانسانية والظروف الموضوعية.
لكن ما يثير الضحك والشفقة في آن واحد هو أن يكون الناهبون والمستبدون ومرتكبو الجرائم ضد الإنسانية ومن دمروا البلد بسياساتهم القائمة على النهب والسلب والإقصاء والتكفير والتسول هم من يتحدث عن السيادة والحريات وحقوق الإنسان.
______________
* من صفحة الكاتب على فيس بوك