ازدادت الانتقادات الموجهة الى مسلسل وحيد حامد "الجماعة 2" كما هو متوقع ، تماماً مثلما حدث مع المسلسل في جزئه الأول قبل نحو سبع سنوات إذ شن تنظيم الاخوان المسلمين هجوماً ساحقاً أثناء و بعد عرض المسلسل ، و بالأخص على المؤلف وحيد حامد و اتهامه بأنه ضد الاخوان المسلمين بل و بأنه يحقد عليهم بشكل خاص و على الإسلام بشكل عام .
عضو مجلس النواب المصري مصطفى كمال الدين حسين، طالب أمس ، بوقف عرض مسلسل "الجماعة 2". النائب مصطفى أكد ، وفق ما نقلته وسائل إعلام مصرية ، أن المسلسل فيه "تشويه متعمد" للتاريخ و "ينال من المؤسسة العسكرية و الزعيم جمال عبد الناصر" .
ما لفت انتباهي ان النائب مصطفى في كلمته خلال الجلسة العامة للبرلمان المصري ، وصف ما تناوله المسلسل بأن الزعيم "جمال عبد الناصر" يأخذ تعليمات من "سيد قطب" بأنه "تهريج" ، قائلاً: "اللي بيحصل ده كلام فارغ و تهريج".
في الحلقات الأولى أشار المؤلف وحيد حامد الى أن جمال عبدالناصر كان قبل ثورة يوليو من أعضاء تنظيم الاخوان المسلمين و اسمه الحركي "زغلول" ، و أن سيد قطب لم يكن في البداية من أعضاء تنظيم الاخوان المسلمين بل عمل مع مجلس قيادة الثورة و كانت كلمته في أحد اجتماعات مجلس قيادة الثورة برئاسة اللواء محمد نجيب هي المرجحة في اتخاذ قرار بعدم حل جماعة الاخوان المسلمين. و هذه من المعلومات التي لم تكن من الممكن مطالعتها من قبل .
في احدى الحلقات تفاجأتُ بمشهد يؤكد أن من أطلق على ما قام به الضباط الأحرار ضد الملك فاروق بالثورة هو "سيد قطب" و ليس "جمال عبدالناصر" الذي كان يصف ما حدث بالحركة. و من يتابع المسلسل يكتشف أن الرئيس اللواء محمد نجيب شارك في التآمر مع عدد من أعضاء تنظيم الاخوان المسلمين لاغتيال جمال عبدالناصر و على رأس هؤلاء مرشد الجماعة حسن الهضيبي .
المسلسل عمل فني ابداعي حافل بالدراما المشوّقة و محاولة جريئة جداً لاعادة كتابة مرحلة مفصلية من مراحل التاريخ الحديث في مصر لدرجة ان منتقديه هم من كافة الاتجاهات بمن فيه الاخوان المسلمين الذين شنوا هجوماً لاذعاً على القائمين على المسلسل و أولهم المؤلف وحيد حامد بكل تأكيد ؛ لكن في الأخير يبقى المسلسل مجرد عمل فني ابداعي مثير للاعجاب و يستحق المشاهدة في حين يبدو من الواضح أن اعادة كتابة التاريخ سوف تستمر مرة و أخرى و أكثر.