ليس لدي تفاصيل كاملة عن حادثة اغتيال الشهيد سعيد بهاء الدين الصبيحي لكنني في كل الاحوال أرفض مبدأ الاعتداء على حريات الناس وحقوقهم اما عندما يتعلق الأمر بتعريض روح مواطن للعدوان وإزهاق حياته
فإن الامر يجب أن يأخذ مجرى المساءلة القانونية وتقديم الجاني للمحاكمة لينال العقاب المناسب بغض النظر عن طبيعة وموقع ووظيفة هذا الجاني، اقول هذا ولدي يقين أن القائمين على اجهزة الامن في عدن لن يكونوا إلا أداة للدفاع عن الحق ونصرة المظلومين وإن صدرت افعالمخالفة لذلك فلن تكون إلا شواذ يجب التوقف امامها .
من هذا المنطلق يمكن التاكيد على حق أهلنا ابناء الصبيحة في المطالبة بالكشف عن الجاني الذي تسبب في إزهاق روح الشهيد سعيد وتقديمه للمحاكمة العادلة بما في ذلك حقهم في الاحتجاج والاعتصام والتظاهر.
لكن من الواضح ان هناك جهات عمدت إلى استغلال هذه القضية وتحويلها إلى قضية صراع سياسي ومناطقي وجهوي وتحريض أبناء الصبيحة ضد وطنهم الجنوبي وضد الثورة الجنوبية ورموزها وضد المجلس الانتقالي الجنوبي على وجه الخصوص ومحاولة إفشال فعالية ٢١ مايو التي يجرى التحضير لها هذه الايام لإعلان الدعم والمساندة لهذا المجلس كمعبر سياسي عن هموم الجنوبيين ومطالباتهم .
ولقد ادركت أسرة الشهيد سعيد ومعها أبناء الصبيحة ووجهاؤهم هذه اللعبة القذرة واعلنوا تعليق احتجاجهم إلى ما بعد ٢١ مايو وهو الموقف العقلاني الذي كان متوقعا منهم وهم الذين سجلوا أنصع الصفحات في سفر النضال التحرري وما يزالون يخوضون المعارك الضارية ضد الجماعات الإرهابية وجماعات الغزو الحوفاشية على طول حدود منطقة الصبيحة ويقدمون قوافل الشهداء انتصارا للكرامة والحرية والحق.
لا يمكن لكل حر شريف إلا ان يتقدم باصدق التحيات الحارة لابناء الصبيحة الابطال الذين اسقطوا رهانات المراهنين ودسائس العابثين واختاروا الانحياز للقضية الوطنية الكبرى التي اجمع عليها السواد الاعظم من الجنوبيين.
وبنفس الوقت نتوجه بالتحية إلى قيادة وافراد امن عدن لما يبذلونه من جهد في مواجهة الجريمة والحد منها و ندعو السلطات الرسمية في عدن كما في جميع المحافظات الى تفعيل اجهزة القضاء والنيابة العامة والبحث الجنائي لقطع دابر الجريمة وملاحقة المجرمين والمخربين والعابثين وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم العادل.