أفرزت المستجدات المترتبة على قرارات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، والتي طرأت على صعيد المشهد السياسي الجنوبي خصوصاً واليمني عموماً، في الآونة الأخيرة، أفرزت عدداً من السيناريوهات المتوقعة التي يمكن أن تتحول في القريب العاجل إلى حقيقة على أرض الواقع، واللافت أن مؤشرات مختلف السيناريوهات المنتظرة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الخاسر الأكبر هو حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) في البلاد.
صبغة القرارات
والمتتبع لتفاصيل وطبيعة ديباجة القرارات الرئاسية التي شملت إقالة محافظ عدن اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي وتعيينه سفيراً في وزارة الخارجية، وتعيين خلفاً له بقمة هرم السلطة المحلية بعدن عبدالعزيز المفلحي، إضافة إلى قرار إعفاء وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء الشيخ هاني بن بريك من منصبه وإحالته للتحقيق بتهمة لا يعلمها إلا من يقف خلف القرار، يلاحظ وبوضوح الصبغة الإخوانية التي طغت على قرارات الرئيس هادي.
وعكس الكم الهائل من المواقف الصادرة عن حزب الإصلاح، والمعبرة عن تأييد قرارات الرئيس هادي، وخصوصاً المتعلقة بمحافظ عدن الزُبيدي ووزير الدولة بن بريك، مدى رغبة الإخوان في إزاحة العقبات التي تقف صخرة صلبة أمام طريق تنفيذ أجندتهم السياسية المتمثلة بالسيطرة على عدن.
سيناريوهات مرتقبة
وشملت السيناريوهات التي يترقبها الجنوب والجنوبيين، أولاً تراجع الرئيس هادي عن قراراه بإقالة محافظ عدن الزُبيدي، وهو ما سيعزز حق أبناء الجنوب في اتخاذ القرار بالشراكة مع القيادة السياسية والحكومة الشرعية بعيداً عن أي تجاوزات من شأنها مصادرة إرادة وحرية الثورة الجنوبية، وذلك لتحقيق مآرب سياسية تقف خلفها أسماء بارزة محسوبة الشرعية، ويعتبر نقطة تحول فارقة أعادت لملمة وتوحيد وترتيب الصف الجنوبي في مواجهة المؤامرات المحاكة ضده.
كما تتضمن السيناريوهات مضي القيادة السياسية والحكومية الشرعية ممثلة بالرئيس هادي، في التمسك بتنفيذ قرار تنصيب المفلحي محافظاً لعدن خلفاً للواء الزُبيدي، وبالتالي يمكن القول بأن الأمر من شأنه قطع حبل الوصل بين الشارع الجنوبي والشرعية وفتح الباب على مصراعيه أمام تصعيد شعبي وثوري جنوبي قد يتحول مع مرور الوقت إلى طوفان يقتلع كل أعداء الجنوب ويفتح صفحة جديدة في تاريخ الجنوب من خلال إعلان تشكيل كياناً جنوبياً يكون بمثابة الحامل السياسي لتحقيق أهداف القضية الجنوبية.
وأيضاً من المرجح أنه قد تتجاوز السيناريوهات المرتقبة ما تقدم من العدول أو المضي بتنفيذ قرار محافظ عدن، وهو ما سينكشف جلياً في قادم الأيام، ولكن أمام مختلف الاحتمالات فان حزب الإصلاح يعتبر الخاسر الأكبر نظراً لتعمده خلق العداوة مع الجنوب والجنوبيين الذين تعهدت مواقفهم وردة فعلهم في ظل غليان الساحة الجنوبية بالتصدي لكل المشاريع التي تسعى لإعادة هيمنتها على أرض الجنوب ولكن هذه المرة عبر بوابة الشرعية والتأكيد بأنه لا صوت يعلو فوق صوت الجنوب.