في تقديري لم نعد نحتاج للحشود الكبيرة التي تتوافد من كل أرجاء الجنوب وتتدفق كالسيل الهادر إلى ساحة الحرية في خورمكسر..كما كان الحال في عهد الاحتلال العفاشي، خاصة بعد أن تم الخلاص من ذلك الاحتلال وبدأ عهد جديد يتطلب تغيير اساليب نضالنا،والمضي بثبات على درب الشهداء الذين استرخصوا حياتهم من أجل انتصار قيم التصالح والتسامح واستكمال تحقيق حرية واستقلال بلادنا والنهوض بها..
ما نحتاجه اليوم أكثر هو ممارسة التصالح والتسامح كقيمة إخلاقية وإنسانية ووطنية في سلوكنا وممارساتنا وفي تعزيز لُحمتنا الوطنية بعيداً عن أحقاد الماضي والنزعات المناطقية الضيقة التي لا تبني وطناً ولا تحقق استقراراً، وهذا ما يراهن عليه عدونا ويحاول أن ينفذ من خلاله ليفل من عضدنا ويعيق انتصارنا.. ولا بأس من فعاليات وأنشطة محددة هنا وهناك لاحياء ذكرى ذلك اليوم العظيم الذي أقض مضاجع الاحتلال واستنهض همم شعبنا وأجج نضالنا السلمي الجنوبي الذي جمع كافة قوى ومكونات الثورة الجنوبية، ومهَّد للاحداث المتسارعة التي أدت إلى سقوط نظام المخلوع وعصابته، بل وطرد قواته من أرجاء الجنوب بدعم من الأشقاء في التحالف العربي...
نحتاج اليوم إلى المزيد من العمل والقليل من الكلام والتدافع لبناء وطننا الجنوبي الذي أصبح الآن بين ايدينا وتعزيز وحدة الصف وجعل الولاء للوطن فوق كل اعتبار...
✍ د.علي صالح الخلاقي .