# في البداية لايسعني نيابة عن جمعية الشهداﺀ وذويهم الا ان اتقدّم بالشكر والعرفان للشيخ صالح بن فريد العولقي لتحمّله النفقات الكاملة لمعرض صور شهداﺀ محافظة شبوة الذي اماط جهل الكثير من الناس بحقيقة تضحيات هذه المحافظة المعطاﺀة وبلغ عددهم 525 شهيدا * .
# تعليق للعميد علي محمد السعدي حين زار المعرض يوم امس اوحى لي بعنوان هذا النقال ، فقد علّق بلهجته الشعبية المميزة قائلا ( لقد قشرتو يا هل شبوه ولا حد داري بكم ) "أي لقد قتلتوا"
# فكرة المعرض جزﺀ قليل من وفاﺀ لفلذات اكباد لنا كانت ذات يوم تسير على الارض تملأها ضجيجا وتملا نفوسها الامآل وتعتمل في اراداتها الاهداف وكاتت تملا قلوب ذويهم ضمانات ضد المجهول ، فشاﺀت الاقدار ان يفارقونا وفي نفوسنا لفراقهم حسرة رغم سمو ونبل الهدف الذي استشهدوا من اجله .
وما دفعنا لعرض هذه الكوكبة منهم انني وبحق أرى أن مشروع الجنوب الذي ضحى اولئك الابطال من اجله أراه يبتعد بل أراه مجرد جزﺀ في مشروع دم قادم بين تكبيرتين بعيدة كل البعد عما يرضاه الله ، كان لاولئك الرجال فضل كبير بان دماﺀهم واختيار مسمى مقاومته منعته لكنه مازال يتحرك وبقوة.
# كان لي شرف ان اكون من المجموعة الاولى التي فكّرت في جمع وتوثيق شهداﺀ الحراك السلمي والمقاومة الوطنية الجنوبية في محافظة شبوة ، فتطورت الفكرة لدينا حتى تخلّقت بولادة جمعية شهداﺀ لابناﺀ شبوة.
#لماذا الجمعية
في كل مراحل النضال او الصراع تقدّم شبوة قوافل من خيرة ابنائها ، ولم ينهض احد بتوثيق تلك التضحيات وتدوينها في سجل الذاكرة فطواهم النسيان وتراكم على نضالهم واستشهادهم صدى الاحداث السياسية وإثرتها فسقطوا من الذاكرة الشعبية التي من المعروف انها تحتفي بالبطولة والاستشهاد حين تخلى القادرون من الاحياﺀ فاسقطوهم من ذاكرة التوثيق
# تاسست الجمعية لكي تقدّم ما تستطيعه من رعاية لذوي الشهداﺀ ولاطفالهم واسرهم ، والذي مهما كبر فلن يرتقي لدفﺀ الابوة والبنوة التي فقدوها باستشهاد شهدائهم على محراب حرية الاحياﺀ .
.# لماذا المعرض؟
خلال الحرب كنا نعاني في شبوة من الاهمال الاعلامي حتى على مستوى الاعلام الداخلي .. للاسف حتى صفحات التواصل الاجتماعي في شبوة كانت سلبية فاهملت تضحيات اولئك الابطال واخذت تصوّر الظواهر السلبية التي دائما ما تبرز في الحروب ، وصوّرت احداث شبوة ومعاركها بطريقة أقل ما توصف به بانها تخلو من الموضوعية ان لم تكن تجاوزت ذلك الى التقليل والتجنّي
# للاسف فقد حاول البعض في عالم الفسبكه الاعلامي ان يربط شبوه بتلك الاستعرضات الفارغة التي توارى اغلب روادها ولم ينهضوا حتى للدفاع عن محارم قراهم ناهيك عن الدفاع عن سواها ..
والبعض ربط شبوة بظاهرة التقطّع التي يستغل سعة مساحة اراضيها بعض من ذوي النفوس الشيطانية الخبيثة من ابنائها او ممن يشاكلونهم من محافظات اخرى فيمارسون تلك المهنة الرذيلة والمدانة شرعا وعرفا وقانونا في المساحات الفارغة من الاسكان البشري فيها.
حتى ان البعض اعتقد ان شبوة كيان من الجنوب مرتبط بالثار والتقطع والارهاب فقط
# كانت فكرة المعرض واقامته في العاصمة عدن مرتبطة بكل تلك الاسباب هي بمثابة رسالة اعلامية لكنها هذه المرة مدعومة بوثائق ، من صورة وتاريخ استشهاد الشهيد ومكان الاستشهاد
# رغم المصاعب ، وما غذاه نظام عفاش من فتن وثارات قبلية بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي الا ان هذا الغزو كان حافزا للكثيرين ، نضج فيها شعور القبائل المتناحرة بالمسئولية واستعادت وعيها فاختلطت دماؤها في خنادق المواجهة بل انه في حالات اسعف فيها طالب الثار غريمة بل أصر ان يتبرع له بالدم وهكذا حال العربي :
اذا احتربت يوما وسالت دماؤها
تذّكرت القربى فسالت دموعها
# قدّمت شبوة ومازلت تقدم خيرة ابنائها في ملحمة الدم ..قد لاتكون انتصاراتها بحجم تضحياتها لكن لذلك اسباب منها السعة الجغرافية وحجم وكثافة التواجد العسكري والطبيعة الصحراوية والتباعد بين التجمعات السكنية وخلوها من الكادر العسكري مقارنة بالمحافظات الاخرى
# رحم الله شهداﺀ الجنوب
واتمنى ان تكون مبادرة شبوة حجر اساس لتاسيس معرض دائم لشهداﺀ الجنوب.