سمعنا كثيراً و سنسمع أكثر من قيادات و أفراد مقاومة تعز عن مطالبهم المتكررة للدعم العسكري و المالي ، بل البعض منهم قد ذهب بعيداً ويقول أن سبب عدم حسم المعارك بتعز يعود لقلة الإمكانيات و تقاعس و تخاذل دول التحالف العربي .
ما قدم لتعز من دعم كان كافياً لتحرير حلب و دمشق معاً ، فثوار حلب الصامدون و غيرهم يتعرضون للقصف اليومي المستمر من الجو و الأرض من قبل طائرات و قوات بشار الأسد ومع هذا صامدون ، صنعوا المدافع البدائية من بقايا المواسير و القذائف من أسطوانات الغاز وغيرها من وسائل القتال البدائية بعد أن تخلى عنهم العالم أجمع ، الشعب الذي يعشق الحرية لا يهزم أبداً ،
لا وجه للمقارنة بين نوعية السلاح التعزي و الحلبي ، فثوار حلب لم يتحصلوا على إسناد جوي طيلة فترة الحرب تقريباً مثل تعز ، ولم يتحصلوا على إنزال جوي لمختلف أنواع الأسلحة ولم يتحصلوا على ٥٪ من الدعم المالي مما تحصل عليه جيش و مقاومة تعز ، ناهيك عن القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني و العراقي و الأفغاني و غيرهم ممن يشتركون بالقتال مع بشار الأسد .
كنت أتمنى من حمود المخلافي و عارف جامل و عدنان الحمادي و غيرهم من كبار قادة المقاومة بتعز أن يخرجوا و يتكلموا بشجاعة أن تعز منقسمة على نفسها ، حتى القائد العسكري صادق سرحان وكيل الجنرال علي محسن الأحمر طلع أي كلام و ضاع و ضيّع تعز.
فكثير من أبناء تعز بل قرى بأكملها توالي صالح و الحوثي و تقاتل معهم ، من منا لا يعرف ما يدور في منطقة الصراري بجبل صبر و أن كثيرين من آل الجنيد و آل الرميم و غيرهم من أبناء تعز موالون للمليشيات و يقاتلون في صفوفهم ، من منا لم يسمع بقرية الحضارم مسقط رأس آل السقاف بتعز وهم موالون للحوثي و كذلك آل المغلس ، من منا لم يعلم أن منطقة و مفرق ماويه و مشائخها من آل البحر موالون للحوثي و عفاش و جميعهم يقاتلون مع المليشيات .
من منا لا يعلم بالشيخ بجاش الشرعبي وهو من كبار مشائخ شرعب وهو موالي و يقاتل مع المليشيات حتى يومنا هذا ، وهناك الكثيرين و الكثيرين اللذين لا يسعفني ذكرهم .
تعز لن تنتصر بالسلاح ولا بأي معركة عسكرية مطلقاً هذه هي الحقيقة ، مفتاح معركة تعز في صنعاء وهو بعد الحل السياسي التوافقي المتعسر ، لا يستطيع التحالف ضرب القرى المتحوثة فهي قرى تعز وبها أبناء تعز شئنا أم أبينا .
أستغربت كثيراً من تصريح رئيس جبهة مقاومة تعز الشيخ حمود المخلافي عندما صرح من على شاشة قناة الجزيرة مؤخراً بأنه سيعود إلى تعز فاتحاً عبر مناطق ملوك سبأ يقصد مأرب و الجوف .
لا أعلم كيف سيصل المخلافي إلى تعز عبر مأرب ، وهل يعي هذا الرجل ما يقول ، هل سيسلك طريق مأرب البيضاء ذمار إب ، أم سيسلك طريق مأرب صنعاء ذمار ، لا يوجد أي طريق آمن إلى تعز غير طريق التربة هيجة العبد مرورا بالقبيطة ثم طور الباحة الجنوبية و لحج وصولا إلى عدن التي غادر منها ، وقد أغلق هذا الطريق منذ أربعة أيام من قبل المليشيات .
لماذا لم تستطيع مقاومة وجيش تعز تأمين آخر ممر آمن لهم في تعز ، سؤال يحتاج لإجابة سريعة .
هل علمتم الأن سبب نكبة و نكسة تعز ، السبب هم قادتها أولاً ثم الانقسام الحاد بين أبنائها ثانياً . حتى بعد توقف المعارك لن تعود تعز كالسابق ، ستظهر قوى و تحالفات جديدة سيفرزها واقع ما بعد الحرب .