من ترك داره قل مقداره (مثل شعبي)
الرئيس هادي و حكومته المهاجرة اخر من يعلم بقرارات كيري في مسقط هكذا أراد المجتمع الدولي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية إنهاء الأزمة اليمنية ، تطرقت في إحدى مقالاتي التحليلية السابقة قبل عدة أسابيع بأن خارطة الطريق ستكون الاخيرة بسبب وصول دول التحالف العربي و الدولي لقناعة أن الرئيس هادي أصبح هو العائق الرئيسي لأي تسوية سياسية قادمة ، و أن الرجل عاث في البلاد و العباد فساداً و فشلاً إدارياً و أصبح ديكتاتورياً من الطراز الاول متجاوزاً في قراراته الدستور و المبادرة الخليجية و ألياتها و مخرجات الحوار الوطني و تم كل ذلك بتواطؤ من أحزاب اللقاء المشترك ( أحزاب الخراب المشترك ) التي أصبحت جزء من فساد الرئيس هادي من خلال إقتسام السلطة فيما بينهم متجاوزين مصالح الوطن و المواطن .
لم يعد يمتلك الرئيس هادي أي أوراق للضغط أو للابتزاز فقد إتفق اللاعبين الكبار في الأزمة اليمنية صالح و الحوثي و دول التحالف العربي على وقف إطلاق النار و تشكيل حكومة وحدة و طنية من دون علم هادي أو حكومته ، وعلى هادي تعيين نائب للرئيس و ينقل صلاحياته له فوراً من دون قيد أو شرط ، مما يعني خروج هادي و حكومته من أي مفاوضات أو حتى مشاورات إلا في حدودها الدنيا لحفظ ما وجه الرجل .
ورقة ضغط الرئيس الشرعي الوحيدة اليتيمة و مشروعية تواجد دول التحالف من مشروعية الرئيس هادي إنتهت بإتفاق الأطراف الرئيسية الاخير ، و لم يعد للرجل شيء يمتلكه غير السير في طريق تنفيذ خارطة طريق أمريكا و بريطانيا و السعودية و الامارات و إلا سيتعرض للعقوبات الدولية وهو أضعف طرف من الأطراف اليمنية الاخرى ، ماذا سيصنع هادي هل سيعود لعدن بالطبع لا فهو لا يمتلك أي حاضنة شعبية فيها فقد عاقب شعبه الجنوبي سابقاً بتلك القرارات الجمهورية الكارثية لرموز الفساد ضارباً بعرض الحائط بمشاعر و معاناة الجنوبيين بل كاد يتسبب بإقتتال جنوبي جنوبي في عدن بسبب تصرفاته أللا مسؤولة و بطانته الفاسدة الانتهازية ، هل سيذهب إلى صنعاء بالطبع لا فهناك أعدائه المتربصين به و الذين يتمنون الظفر به حياً أو ميتاً ، إلى أين سيذهب الرجل غير التوقيع على خارطة الطريق أو بدون التوقيع كما قرر اللاعبين الكبار و الخروج من المشهد السياسي و الذهاب إلى أي دولة ليعيش بقية حياته بصمت كمن سبقوه من الرؤساء، ماهو مستقبل و مصير أحزاب الخراب المشترك و بطانة هادي ، مصيرهم هو ليس كل ما يتمناه المرء يدركه و آن الأوان ليعودوا من حيث أتوا صغاراً حفاة مهزومين بسبب حبهم المفرط لمصالحهم الشخصيّة و الحزبية الضيقة .
أراد هادي بأن يكون هو صاحب قرار الحرب و السلم و بطريقته الخاصة و لكنه لاعب غير محترف و متمرد على من أحسن إليه و مد له يد العون و المساعدة ، لهذا أصبح الرئيس هادي أخر من يعلم وهذه صفعة دولية و إقليمية له لكي يصحوا من تلك اللعبة التي كان يلعبها الغير أخلاقية من خلال إطالة أمد الحرب في اليمن من أجل مصالحه الخاصة فقط .