من منا لم يسمع بحادثة الطفل الاماراتي قبل عدة أيام والذي سقط من على سطح منزله و مات بينما كان يحاول وضع علم بلاده ، من منا قد تعلم من الشباب الاماراتي المنخرطين في الجيش و البعض منهم قد ضحى بحياته في اليمن و البعض الاخر جرح كل ذلك من أن يردوا لوطنهم قليل من الديّن الذي في أعناقهم ولم يتأخر واحد منهم ملبين نداء الوطن بكل طواعية ، هل نستطيع أن نقف لحظة صمت و تأمل و تفكر متجردين من الحزبية و المناطقية و العصبية و الشللية و نتساءل لماذا الأخوة الإماراتيين حكام و شعوب خصصوا يوم رسمي في بلادهم من كل عام سموه بيوم العلم الاماراتي ترفع فيه الاعلام في كل مكان دون إستثناء ولا ترفع فيه صور حكامهم .
العلم رمز الإنتماء للوطن هكذا أراد حكام و شعب الامارات تربية أبنائهم و شبابهم و رجالهم و نسائهم ، الولاء يكون أولاً لله ثم الوطن و الحكام هذا هو النهج الصحيح ، هؤلاء من يصنعون مجد الاوطان وليس مجد الحكام الذين بصدق يستحقون كل الاحترام و التقدير ولكنهم مجرد بشر راحلون و يبقى الوطن .
أم نحن في اليمن عموماً و الجنوب خصوصاً لا رمز لنا غير الأفراد و لا إنتماء لنا إلا للحزب أو الجماعة أو القبيلة ، فوطننا يشكي من خيانة رؤسائنا و قادتنا و كثير من مثقفينا و مفكرينا الذين باعوا الوطن و ضحوا بالوطن من اجل مصالحهم الشخصية و المادية ، حتى العلم نرفعه بإستحاء و نضعه و ننظر إليه بقلة إحترام و صرنا نمجد و نقدس زعامات و أشخاص و يا ليت من نمجدهم يستحقون ذلك التمجيد فهم أول من يتخلى عن الوطن و يهرب و يخون الوطن و يبيع الوطن بإبخس ثمن ، حتى من يطالبون بالانفصال أو فك الارتباط سيرفعون العلم الجنوبي وحيداً و بجانبه ألف صورة لألف زعيم و لألف تنظيم مختلفين في الفكر متحدين في خيانة قضية الوطن ، قائد خارج الوطن ويرفض العودة إليه أي وطني ذاك ، أي زعيم وطني هذا المفارق لوطنه في أصعب الظروف و أحلكها على الإطلاق .
إصرار غريب و عجيب من عامة هذا الشعب بتمسكهم بتلك القيادات الخائنة الهرمة التي باعت الوطن سابقاً و تطالب بعودتها لاحقاً ، أيها الشعب اليمني الجنوبي إرفع العلم و إنتمي للوطن و تخلى عن تمجيد تلك الزعامات الرمم تبلغ القمم ، لا تجرب مرة أخرى المجرب فهم من خان الوطن سابقاً و خرب .
الوطني يعيش و يموت في تراب الوطن ، الوطني دائماً ما يلبي نداء الوطن و يفديه بدمه و ماله و أبنائه بغير ثمن و متجرد من المصالح .
ليس كل خائن لوطنه بلطجي أو فاسد أو سارق فقد يكون بعض المتدينين و المثقفين خونة لإوطانهم من خلال تبنيهم لفكر ضال و هدام ومن خلال إرتباطهم بأشخاص أو بدول أخرى معادية لنا و تريد خرابنا و هلاكنا أو يكون ولائهم لجماعات داخل أو خارج الوطن ولا تريد للوطن أمن و لا إستقرار ، للخيانة ألف لون و ألف شكل و ألف صورة و للوطن بعض الرجال الأوفياء والأقوياء الشجعان الذين لن يتخلوا أو يفرطوا في وطنهم مهما كانت التحديات و مهما حيكت المؤامرات .