حزب الإصلاح ( الإخوان المسلمون ) لم يقدم حتى الأن أي رؤية علمية أو عملية حقيقية قابلة للتطبيق لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة رغم مشاركته في السلطة سابقاً و حالياً ولعدة عقود .
بل كثير من المسؤولين الإصلاحيين الذين تقلدوا كثير من المناصب السيادية المختلفة من مجلس الرئاسة سابقاً ( الزنداني ) والوزراء و المحافظين و الوكلاء و مدراء العموم ونصف السلطة بعد حرب صيف ٩٤م ، كل أولئك السالف ذكرهم لم يقدموا نموذج المسؤول المدني المبدع المتفاني الباحث عن بناء الدولة الإسلامية الحديثة بصدق و إخلاص كما كانوا يدّعون بل هناك تشابه و تطابق في طريقة الادارة لتلك المرافق بينهم وبين المؤتمر الشعبي العام و تكاد لا تستطيع التمييز بينهم هل ذلك الوزير أو المدير إصلاحي أم مؤتمري ، إنما البعض الاخر للاسف الشديد قدم نموذج للمسؤول الفاشل الفاسد الضعيف الانتهازي الذي سخر حزبه لخدمة مصالحه الشخصية فقط وهم كثيرون و معروفون للكل ، و حتى الان وزير الكهرباء يرفض العودة لإرض الوطن متنصلاً عن مسؤولياته وواجباته و كأنَّ الأمر لا يعنيه و كأننا لسنا بمواطنيه وكذلك الوزير السعدي وغيرهم لماذا هذا الإستعلاء و الهروب ؟ .
إتضح أن المتمصلحين في الحزب أكثر بكثير من الإصلاحيين الشرفاء المغلوبين على أمرهم من أصحاب المبادئ والقيم الحميدة ، على حزب الإصلاح أن يعقد مؤتمره الإستثنائي ليحدد فيه إستراتيجيته و رؤيته الواضحة للمرحلة الراهنة و المقبلة و يتخلص من المتمصلحين من المسؤولين و مشائخ القبائل و العسكريين و غيرهم إذا أراد أن يستمر و يواكب المرحلة الراهنة وأن يقوم بإعادة بناء وهيكلة الحزب على أساس وطني بعيداً عن تقديس الأفراد لأنهم بالأخير بشر و خطائهم أكثر من صوابهم .
الشعب ينتظر الأفعال على أرض الواقع و ليس الشعارات و الأقوال و الأعمال الموسمية المكررة من توزيع المواد الغذائية و المسيرات و المظاهرات و الأمسيات تلك النشاطات أصبحت قديمة و قد عفى عنها الزمن وهي بالأساس أعمال و نشاطات الجمعيات خيرية وليس لحزب .
أما مواقف زعماء حزب الاصلاح فهي نادرة و باهته و متأخرة دائماً رغم خطورة و حساسية المرحلة الراهنة بل يتم السكوت المريب على كثير من قرارات هادي رغم إلزامه في المبادرة الخليجية و مخرجات الحوار الوطني بعدم الاستفراد بالقرارات و التعيينات إلا أن الاصلاح و المشترك ترك هادي يستفرد بتلك القرارات المناطقية و الشللية الكارثية وقبضوا الثمن وهو تعيينات دبلوماسية و غيرها نظير سكوتهم و مباركتهم لقرارات هادي و الشعب هو الخاسر الوحيد من ذلك التحالف المصلحي المشبوه ، و دائماً ما تغط تلك القيادات الإصلاحية الهرمة في نوم عميق و تأني مخجل وينتظرون ردود الأقوال و الأفعال و مواقف الأحزاب و السياسين ليبنوا عليها تحركاتهم و مواقفهم القادمة فهم لا يستبقون الأحداث و الأزمات و لكن دائماً ما ينتظرونها و يستثمرونها .
لم ينحاز حزب الاصلاح يوماً لإرادة الشعب و الوقوف معه في أزماته و نكباته بشكل واضح ولم تتبنى قياداته العليا أو الوسطى موقف واضح و صريح من تلك التصرفات أللا مسؤولة و التجاوزات الخطيرة التي قام ويقوم بها الرئيس هادي و حكومته ، ولم يتبنى أي قضية تخدم الوطن و المواطن من محاربة فساد و المفسدين ، لم يسحب الاصلاح كتلته النيابية مطلقاً إحتجاجاً أثناء الموافقة و التصويت على الجرع و الصفقات الكبيرة المشبوهة مثل الإمتيازات الغير قانونية لشركات التنقيب عن النفط و تأجير ميناء عدن و تمرير بيع الغاز لشركة توتال الفرنسية بثمن بخس و غيرها من عمليات النهب المنضم لثروات و خيرات البلاد .
كان الإصلاح دائماً جزء من السلطة و إحدى أدواتها ، بإستثناء ثورة ٢٠١١م الذي أصبح الرئيس المخلوع عفاش فجأة شخص فاسد و ديكتاتور و تناسوا أنهم في يوم من الأيام شاركوه في نصف الحكم و نصف السلطة بعد حرب صيف 1994م بل كان عفاش مرشحهم الوحيد للرئاسة سابقاً .
ماذا يريد حزب الإصلاح من الوطن و المواطن ولماذا لا ينحاز و يتبنى قضايا المواطن الحياتية و المصيرية .