إسماعيل ولد الشيخ المبعوث الأممي لم يأتي بجديد بخارطة الطريق الأخيرة ، إلا أنه هذه المرة قد وضع النقاط على الحروف بكل شجاعة و بشفافية رغم قناعاتي الشخصية بعدم جدوى الأمم المتحدة و المحادثات و اللقاءات التي تتبناها في كل مناطق النزاع في العالم و أن الحل في اليمن عسكري وليس سياسي .
ألم يكافئ الرئيس هادي الانقلابيين بدخول صنعاء و تردد كثيراً ولم يصفهم رسمياً بالانقلابيين أنداك ووقع معهم (إتفاق السلم والشراكة) ، ألم نكافئ الانقلابيين و نعترف بهم رسمياً عندما ذهبنا لسويسرا لإجراء محادثات معهم ومع هذا تركوا الوفد اليمني الشرعي ينتظرهم وحيداً بفارغ الصبر ، وعلى أي أساس جلس الوفد الشرعي يفاوضهم أليس على أساس المرجعيات و الشراكة في السلطة ، ألم نكافئ الانقلابيين بمحادثات الكويت وقمنا بتمديدها و أختلفنا فقط على ترتيب تطبيق النقاط ولم نختلف عليها ، ألم تكن بعض من هذه النقاط التي أوردها ولد الشيخ مؤخراً هي نفسها التي كانت في محادثات الكويت .
لنضع النقاط على الحروف و لنتحدث بصوت عالي و بشفافية و صدق (هل هادي و الأحمر و بن دغر) يهمهم أمر اليمن و اليمنيين بالطبع لا ، مَن مِن أولئك الثلاثة قد قام بجولة مكوكية خليجية أو عالمية واحدة لحل أزمة واحدة من أزماتنا أكانت مشتقات نفطية أم كهرباء أم مياه أم رواتب أم غيرها من المشاكل و الأزمات لا أحد منهم على الإطلاق ، من منهم قام بزيارة رسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أو ولي عهده أو ولي ولي عهده وهم جميعاً في مدينة واحدة الرياض ليناقش أوضاع المناطق المحررة أو الغير محررة و يطلب من الملك سلمان محطة كهرباء مستعملة أو دعم بمشتقات نفطية أو غيرها مما يحتاجه الوطن و المواطن من أساسيات الحياة لا أحد حتى الان ، أم أن الزيارات كانت خاصة و شخصية الغرض منها لطلبات شخصية ولم يعد يمتلكون وجه أبيض لطلبات تخص وطنهم و شعبهم .
أجزم بأن رفض الرئيس هادي و الأحمر و بن دغر لم يكن كما صوروه للرأي العام المحلي و الدولي بأنه رفضوا مكافئة الإنقلابيين لأن الثلاثة هم من قد كافئ الانقلابيين مسبقاً بل البعض كان شريكاً أساسيا في الانقلاب ودعمه ، ذاك أدخلهم صنعاء و قام بتفكيك الجيش وذاك من حاربهم ستة حروب فاشلة وقوى شوكتهم و الاخير كان الدراع الأيمن لصالح حتى عهدٍ قريب .
ذلك الثالوث الانتهازي لم يقدم شيء حتى الان غير الفشل تلو الفشل ،أوهمنا الرئيس هادي أن بتعيين الأحمر ستتحرر صنعاء و ستنتهي الحرب و أن له ثقل عسكري و قبلي مازال موجود في صنعاء ، و أكتشفنا بأنه لم يكن الغرض من تعيين الأحمر سوى (إزاحة خالد بحاح) فقط ، أوهمنا هادي بأن تعيين بن دغر سيشق به صفوف المؤتمر الشعبي العام و سينشق كثير من قيادات الصف الاول و سينضموا لفريق الشرعية و سينهار صالح سياسياً و النتيجة لم ينشق ولم ينضم أحد من فريق صالح لهادي حتى يومنا هذا .
من الاخير لو أن ولد الشيخ لم يقترح على هادي بتعيين نائب رئيس جمهورية غير الأحمر المنتهي الصلاحية تنقل له سلطة و صلاحيات هادي و تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة رئيس وزراء توافقي غير بن دغر لكانوا وافقوا على جميع النقاط و المقترحات و الشروط دون تردد المهم هو بقائهم لا بقائنا ، يعني بهذا المقترح يتم إقصاء الثالوث الانتهازي بضربة واحدة لهذا شعر الثلاثة بالخطر فرفضوا القرار الدولي بإقالتهم جملةً و تفصيلا قبل أن يتسلموا نسختهم رسميا ليردوا عليها رسميا أيضاً ، كما صرح ولد الشيخ في جلسة مجلس الامن الاخيرة حيث أعلنها بصراحة وقال بالحرف الواحد :
وهذا دليل على عجز النخبة السياسية في اليمن عن تجاوز خلافاتها وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية ، و أضاف ولد الشيخ :
عجز اقتصادي ووضع إنساني لم يعد إنسانيا.
نتساءل معكم:الى متى سيبقى اليمنيون رهينة قرارات سياسية شخصية وعشوائية وماذا ينتظر الأطراف للتوقيع على اتفاق سياسي سلمي وألم يفهم المعنيون بعد أن ما من رابح في الحروب؟ .
قالها ولد الشيخ بصراحة تامة و مؤلمة بنفس الوقت : تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية وقال أننا رهينة قرارات سياسية شخصية و عشوائية وهذا ينطبق على جميع الأطراف المتنازعة المتصارعة على السلطة وليس على مصلحة الوطن و المواطن اليمني .