لانه وبكل بساطة هناك من خلط في ان تكون المليونية وسيلة وان تكون هدفا وغاية.لقد نجح منظموا المليونية بتوفير الامكانيات المتاحة لضمان حشد كبير ورائع ساعد في ذلك حماس الجماهير بغية الانعتاق النهائي من كافة القيود التي كبلت بها الشرعية والتحالف والتي باتت تشكل عائقا كبير امام شعب الجنوب في تحقيق الاستحقاق السياسي بعد ان نجحت المقاومة الجنوبية في تحقيق النصر العسكري
لكن المنظمين اخفقوا باهمالهم لبعض التفاصيل التنظيمية التي ادی اهمالها الی عكس صورتين شابهما الانفصام الواضح..فبينما رفع بعض الحضور لصور زعامات ترفع راية الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية المغتصبة
رفع البعض الاخر صور الرئيس اليمني المعين هادي والذي يقف بقوة مع الدولة الاتحادية من ستة اقاليم.
فكيف يا تری سوف يقرأ الاقليم والمجتمع الدولي هذا التباين في الصورتين.
لكن الغريب في الامر ان كافة المكونات الجنوبية التي تنادي بخيار الاستقلال كانت ممثلة في اللجان التحضيرية ومع ذلك لم يتضمن البيان الختامي خطوات ملموسة ومحددة لتاسبس الحامل السياسي الواحد للقضية الجنوبية.
*ماذا بعد؟*
ننتظر حتی مليونية نوفمبر لنحشد الجماهير علی نفس المنوال ونضاعف من حالة الاحباط لديها.
لقد اصبح واضحا ان قيادات المكونات الجنوبية لا تملك الارادة لحزم امرها والمضي قدما لتاسيس الحامل السياسي الجنوبي لخلل كارثي في تركيبتها السياسية والتنظيمية.
*- د أحمد مصعبين