صربيا الشمال وكوسوفو الجنوب

2016-08-08 05:11

 

المتفاوضون اليمنيون في الكويت لم يستطيعوا تحمل الآم ماضيهم ولم يستطيعوا بناء مستقبلهم فمضى كُل إلى غايته.

جماعة الحوثي وحليفهم صالح اقدموا على إجراء أحادي الجانب ، بتأسيسهم مجلس مجلس سياسي يدير البلاد وهو كناية عن كيان سياسي جديد يمتلك الارض والسلاح والمال، وجماعة الشرعية حزمت حقائبها المملؤة بالادانات والانتقادات واعلنت مغادرتها ارض المفاوضات في الكويت وعودتها الى مثواها الاخير في الرياض.

 

والسؤال المطروح اليوم على الساحات اليمنية هل قيام كيان سياسي في الشمال سيسبقه كيان سياسي جنوبي واخر كيان اوسطي يتم بعدها التفاوض بين هذه الكيانات السياسية الثلاثة لتأسيس دولة فيدرالية اتحادية في اليمن..

أم إن الأمر اكثر صعوبة من ذلك فقيام كيان سياسي في الشمال أشبه ( بكيان الصرب) في يوغسلافيا الاتحادية .

 

الذي حكم يوغسلافيا بالحديد والنار وطلب من كوسوفو ان تظل اقليم حكم ذاتي في اطار يوغسلافيا لكن كوسوفو رفضت ذلك واعلنت منح نفسه الاستقلال الناجز فقامت الحرب بينهما ، حتى تدخل حلف الناتو وحسم الامر . لكن هذه أوروبا ، اما اليمن بعيدة كل البعد عن أوروبا.

 

لكن التكتيك (الصنعاني) المقروء منذ تأسيس مجلس سياسي في صنعاء يبدو ان يستهدف اليمن بحذافيرها ، فهو استطاع ان يرهق الجنوب بصراعاته ويجعله اسيراً لتناقضاته الداخلية حتى يتفرغ الكيان السياسي في (صنعاء) من ازماته مع الجيران ويقدم على تسويات (تكتيكية) يستجمع فيه قواه ، ثم يمد ذراعه نحو الجنوب وجاء توقيت قيام كيان سياسي في صنعاء محكماً فالبلدان العربية تعيش ازمات حادة وصراعات دامية في كل من سوريا والعراق وليبيا وهناك ربما صراعات قادمة حول المياه بين (مصر والسودان واثيوبيا) وصراع قادم بين المغرب والجزائر حول ( الصحراء الغربية)

 

وربما جاء هذا التوقيت والمجتمع الدولي مشغولاً بالترتيبات (final) النهائية لأعضاء مجلس الامن الدولي واختيار أمين عام مجلس الأمن الدولي الجديد ففي هذه الفترة تكون أجهزة الأمن الدولي معطلة وينتظر ان يفرج عنها نهاية هذا العام 2016م.

اما الجنوبيون فما حيلتهم ،فهم (مكّبلون ) بالتزامات حكومة الشرعية والتحالف العربي واموره معطلة المالية والخدماتية والسياسية .

 

والجنوب في آخر الأمر سيتحمل (صليب كوسوفو) إذا لم تظهر منه افكار خارقة للعادة يقودها حكيماً ولديه (كاريزما) تؤهله القيادة والخروج بأهل الجنوب من سباتهم ومن موقفهم التقليدي (السلبي) حين قالوا إن الأمر لا يعنينا في مؤتمر الحوار الوطني وقالوا ان الامر لا يعنيهم من مخرجات التفاوض في الكويت وما الذي يعنيهم بعد ...