أعتقد بأنه يجب تجميد مشروع الانفصال و إعلان دولة اليمن الجنوبي لفترة من الزمن قد تصل لعشر سنوات أو أكثر ، و ذلك بسبب إستمرار تناحر تلك الزعامات الجنوبية على أحقية زعامة الجنوب و عدم نضوجها السياسي و الفكري ، رغم الأحداث المؤلمة و الحروب المدمرة التي مرت على اليمن الجنوبي سابقا و حاليا لم تستطيع تلك الزعامات و القيادات أن تتجاوز خلافات و صراعات الماضي ، ولم تستطيع تلك القيادات أن تتفق و تخرج حتى بصيغة بيان واحد مشترك يواسون به شعبهم المكلوم أبداً .
فلتتوحد تلك القيادات أولاً قبل طرح و مناقشة أي مشروع مصيري ، أما الشعب فهو واحد قد وحدته الحروب و الأزمات و الكوارث و المصائب و المعاناة .
الجنوب يحتاج لرجال أوفياء حقيقيون و طنيون شجعان ، و لا أحد يستطيع أن ينكر وجود مثل أولئك الرجال ولكنهم قلة في هذا الزمان و لم يتم الإستعانة بهم حتى الان ، في هذا الزمان تغيرت غالبية الناس سلوكياً و أخلاقيا تغيراً كبيرا ، فظهر و تصدر المشهد العام ذلك البلطجي و ذاك المستهتر و اللئيم و بائعي الاوطان و الأناني و الفاسد وغيرهم ، و أصبح الرجال أصحاب الأخلاق الحميدة يصفونهم مع الأسف الشديد بالضعفاء و الجبناء .
هل أولئك الاشخاص سيئِ الذكر والصيت هم من سيقررون مصير الجنوب و يقودون ثورته العسكرية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و يعيدون سمعة اليمن الجنوبي الطيبة السابقة و مجده الغابر ، بأِولئك الاشخاص سيدخل الجنوب إلى عصر الصراعات الدموية لا محالة ، بأِولئك سينتهي الجنوب ولن يصفونا كالسابق كدولة فاشلة و إنما سيتم وصفنا كأول شعب فاشل في تأريخ البشرية .
لنبحث عن قيادة جديدة تاريخها نضيف و أفكارها أنضف و رصيدها الأخلاقي و النظالي و المالي ناصع البياض غير متسخ كالأخرين ، أيتها القيادات الهرمة الصدئة ، آن الأوان لأن تتنحوا و تغادرون المشهد السياسي و الإجتماعي و الإعلامي ، فلم تعودوا تنتجون سوى الأزمات و مزيداً من الإنشقاق بين أفراد مجتمعكم البائس .