هذا اليوم الخالد بوجدان كل جنوبي حر غيور على هذه الأرض الطاهرة التي دنستها مليشيات وقوات الاحتلال العفاشية الحوثية وسفكت الدماء وارتكبت الجرائم الشنعاء ودمرت الأخضر واليابس وأوقفت كل مناحي الحياة ..
في الـ 27 من رمضان الفائت انطلقت معركة تحرير العاصمة عدن من جبهة رأس عمران بمدينة البريقة حيث كان الغزاة معدين العدة ومجهزين للهجوم على البريقة هذه المدينة التي صمدت وكانت قلعة الصمود وبوابة النصر للجنوب، كونها المنطقة التي تمد الجبهات بالمشتقات النفطية والسلاح والذخيرة والمقاتلين ففيها مقر القيادة والقوات الإماراتية والمنفذ البحري الوحيد ( ميناء الزيت ) ..
كان العدو جاهز للهجوم على البريقة الذي فيه مقر القيادة ولو سقط انتهت المقاومة، إلا ان رجال المقاومة الجنوبية والجيش الجنوبي وبإسناد كبير ومباشر من قوات التحالف العربي افشلوا مخططهم وكان الهجوم فجر 27 رمضان من منطقة صلاح الدين على رأس عمران بطريقة سرية ومفاجئة، وخرجت المدرعات الإماراتية لأول مرة حينها ..
كان يوم عظيم ومعركة فاصلة رفعت معنويات الجميع وقلبت الموازين حيث أنها حولت المقاومة من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم وكانت المعركة بقيادة اللواء فضل حسن واللواء احمد سيف المحرمي قائد المنطقة العسكرية الرابعة وحضور الأستاذ نايف البكري وكيل محافظة عدن حينها المسئول الوحيد الذي صمد مع المقاومة حين فر كل مسئولين السلطة بداية الحرب، وأيضا مشاركة قيادات المقاومة وآخرين ..
القوة المهاجمة لتحرير جبهة رأس عمران مكونة حينها من عدد بسيط من الجنود الإماراتيين على المدرعات وشباب المقاومة وبالمقدمة قيادة وإفراد كتيبة سلمان الحزم وعناصر قلة من الجيش الذين يقودهم فضل حسن وقد استمرت المعركة حتى العصر قتل وأسر فيها العشرات من الغزاة من ضمنهم أطفال، واستشهد وجرح قرابة 20 من إبطال المقاومة ..
لقد كانت هذه المعركة أول خطوة في طريق الانتصار الكبير للعاصمة عدن والجنوب فبعدها تحررت الوهط وصبر والعند وخورمكسر والمعلا والتواهي بأيام قليلة حيث أننا دخلنا مبنى قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بالتواهي ثاني أيام عيد الفطر المبارك العام الماضي ..
نبارك لقيادة التحالف وقيادتنا وشعبنا وأبطال قواتنا ومقاومتنا الباسلة بهذا اليوم الخالد 27 رمضان ذكرى انتصار عدن ونسأل الله العلي العظيم ان يمن علينا بالنصر الأكبر .. الرحمة والمغفرة للشهداء .. الشفاء العاجل للجرحى .. والحرية للأسرى ..