لا يمكن ان نكون كلنا نفهم سياسة ونفتي فيها ولا يمكن أن نكون كلنا نمتلك الحقيقة ونمسك بتلابيبها ولا يمكن أن نكون كلنا نستطيع أن نعبّر عن إرادتنا او مطالبنا المشروعة بشكل سليم دون الإضرار بمصالحنا وعلاقتنا بالاخر..
لهذا لابد لنا من ان نرتب خطواتنا ونبتعد عن التدافع وتعثر الخطى ليسهل سيرنا إلى المستقبل بثبات ووضوح ،، وكما فعل الرئيسان البيض والجفري عندما حسما موقفهما بالتوقيع على وثيقة لتوحيد الرؤية والهدف والجهد فإنهما بذلك قد وضعا فنارا يستدل به لمن أراد الاهتداء إلى شاطئ التحرير والاستقلال دون مواربة أو انتقاص لحق وإرادة الشعب.
.
حري بنا اليوم أن نحسم أمرنا ونفصل بين خياراتنا الوطنية والسياسية والحزبية والمناطقية والقبلية، فليكن خيارنا الوطن اولا واخيرا وشعارنا الجنوب اولا وباقي الخيارات الأخرى وسائل وأدوات لحماية المشروع الوطني لا ان تكون شروطا على الوطن، وشخصيا أرى أن ماكان يصلح قبل الحرب لم يعد صالحا بعدها اي ان الحديث عن مبادرات ورؤى كانت لا ترتقي إلى مطالب شعب الجنوب( ايام العوافي) قبل الحرب فكيف بنا القبول بها اليوم بعد كل هذه الفضائع والحرائق وقوافل الشهداء والجرحى وموجة الحقد والكراهية التي تجتاح الجنوب من كل منافذ الشمال الإعلامية والحزبية والدينية ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة.
لم يعد مقبولا ولا معقولا الوثوق بمن قتل الوحدة في لحظة ولادتها وغزا الجنوب بالحرب مرتين لاحتلاله واخضاعه وإذلال وتهميش شعبه والاستئثار بثرواته ومميزاته ولم يعد محتملا الان البقاء تحت أي شكل من أشكال الوحدة ولا بأية صيغة من صيغ القاموس السياسي والمصلحي.
وفوق هذا وذاك علينا كجنوبيين أن نتذكر دائما اننا الفريق الوحيد المنتصر في هذه الحرب الظالمة ومع هذا لم ننتبه لهذا المكسب والذي يمكننا من فرض إرادتنا على الفريق المهزوم عسكريا في المواجهات المباشرة على كل الجبهات في الجنوبية ومن الطبيعي أن تكون سقوفنا عالية وهاماتنا عالية وأهدافنا عالية وطموحاتنا عالية تتناسب مع هيبة المنتصر والا مافائدة النصر العسكري اذا قابله انبطاح تفاوضي كأن يهدي المنتصر حبل المشنقة للمهزوم ليشنقه من جديد وهكذا نحفظ للمهزوم ماء وجهه دون أن يقدم لنا اعتذار على مافعله بالجنوب أرضا وانسانا طوال سنوات الاحتلال منذ العام 90 وحتى آخر يوم في هذه الحرب التي لم تتوقف بعد وبهكذا انبطاح نعود إلى دوامة عصابة الاحتلال ومركزها المعقد في صنعاء وإدارة البلاد بالأزمات والحروب والكراهية… الخ.
نعم يجب أن نحسم أمرنا وفرض إرادتنا كطرف اوحد منتصر عسكريا في هذه الحرب وليكن حشدنا ووقفتنا وصوتنا مدويا عاليا يسمع العالم اننا ننتصر لجنوبنا في الحرب وننتصر لأهدافنا في السلم وان خيارنا الوحيد هو التحرير والاستقلال وهذا هو الثمن المعقول والمقبول لتضحيات شعب الجنوب وهو الأكليل الازهى الذي يستحق أن نضعه على شواهد اضرحة الشهداء والعقد الابهى الذي يستحق أن يعلق باعناق الجرحى والراية الأسمى التي ترفرف في فضاءات جنوبنا العربي الجديد.