عندما ذهبت الي قناة الشرعية .. بناء على دعوة كريمة من الأخ : مصطفى القطيبي ، معد و مقدم برنامج مسارات ، كان الاتفاق معه على الهاتف الحديث عن ما آلت اليه الاوضاع في حضرموت ، و كيف اصبحت حضرموت محاصرة من الداخل بمربع القاعدة ، العسكر ، داعش و الحوثيين ؟!.
حضرت الي الاستوديو و لم يكون واردا في ذهني الحديث عن أي مواقف شخصية من ادارة العامة لحضرموت في المجلس المحلي او مع الرئيس السابق : علي عبدالله صالح .. بشكل مباشر او من خلال قرارات و توصيات المجلس التي لم تلاقي اذاننا صاغية على المستويين المركزي و المحلي ، في ظل تسيب وفساد اداري دفع بي الي التحذير من ادارة البلاد بالسياسة لا بسياسة الادارة في ندوات منتديي الخيصة و مؤسسة الثورة الصحفية ـ في مقرها و في ندوتين في جامعة حضرموت نظمتها صحيفة الثورة ـ معظم تلك الاوراق منشورة في صحيفة الثورة ، فضلا عن مخاطبتي الرئيس مباشرة في مركز بلفقية بقولي : ان استمرت الادارة بهذا الشكل سنذهب الي اللبننة .
□ يومها لم تكن استراتيجية الفوضى الخلاقة قد استغلت الاوضاع العربية لتطلق ثورات الربيع العربي.. الذي تحول الي خريف عرى الاوضاع و كشف هشاشة المنتظم السياسي اليمني ـ سلطة و معارضة ، وعجزهما عن بناء دولة الأمر الذي الزم كل منا ان يقيم في مجتمعه و موروثه الاجتماعي و الثقافي المتقاطع مع الاخر الي حد العودة الي العشيرة و القبيلة .
□□ نعم لم يكن في ذهني الحديث عن مرحلة مثل صوتي فيها نشازا عن جوقة المبررين في المجلس والسلطة المحلية لحضرموت ، الي حدد اتهامي بالمزايدة .. في الوقت الذي اتهمني منهم خارجها بالتملق للنظام ، و حسبت على فرقة " حسب الله " لأنني كنت ارى ان الرئيس السابق هو الاقدر على قيادة الاصلاح وبناء دولة المؤسسات ؟!.
لذلك قلت له بعد لقاء " مركز بالفقية " وفي مقيل محافظ حضرموت : نريدكم اتاتورك اليمن ، في الوقت الذي يريدكم غيرنا الجنرال : سوهارتوا .. الا انه لم يختر أي منهما رغم مناقشته لي فيما رميت اليه يومها بما اشعرني بالتفاؤل .
لكنه مع الاسف اختار الا ان يكون علي عبدالله صالح ، ليضعنا امام وحش الطائفية و المناطقية بتحالفه مع "انصار الله ـ الحوثيين " ليقود الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني .. مراهنا على ما تبق من الوحدة ، في مشروع اعادة صياغتها في دولة اتحادية .. تماما كما رفضها في وثيقة العهد و الاتفاق و الغاء مشروعها بحرب صيف 1994 ، بل وذهب بعيدا في رهان على الامن القومي ـ العربي ، الي حد التحالف مع ايران ـ الصفوفارسية و في تقديره ان تهديده بإيران و مشروعها سيلزم الاشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية التراجع عن مساندة مبادرتهم ، ودعمهم الحفاظ على الوحدة اليمنية من خلال دولة اتحادية ، تأخذ فيها اقاليمها حقها في ادارة مواردها البشرية و الطبيعية و تصبح اليمن بموقعها الجيوإستراتيجي جزء من منظومة دول الخليج و الجزيرة العربية .
□□□ اوضاع حضرموت .. بموقعها الجيوإستراتيجي في الراهن ، كانت موضوعنا في برنامج مسارات لقناة الشرعية ، الا ان عودتي الي ما قبل الانقلاب لإعطاء صورة عن الادارة قبل 2011 دفع بالأخ : مصطفي القطيبي ـ معد ومقدم البرنامج الي تخصيص حلقتين الاولي للأوضاع التي اوصلتنا الي هذه المرحلة من خلال ادارة محافظة حضرموت كمثال و الثانية : لكيفية تهيئة حضرموت كساحة حرب قادمة من خلال محاصرتها من الداخل بالقوى القبلواعسكرية و الميليشيات الحوثية و الداعشية بل و السيطرة على ساحلها بتنظيم القاعدة ، لكي تكون انبار اخرى تسهل للقوي الدولية تجاوز التحالف العربي الي تحالف دولي لمحاربة الارهاب ، هذه قراءتي ولا اظنها بعيدة عن رهانات قائد انقلاب سبتمبر2014 وامل آلا تفسر في اطار المزايدات من قبل البعض في مؤسسات الحكومة او خارجها .. وبعض الظن صواب ، كما امل ان يكون ما ذكرته و هو غيض من فيض عن ما واجهت وحذرت و غيري منه قد قدم صورة عن الاسباب التي اوصلتنا الي ما نعيشه اليوم من انقسامية صنعها من يخشون بناء دولة .. خوفا ان تبتلعهم مؤسساتها ومن هؤلاء من اصبح في خندق الشرعية ، ولم يغادر الذهنية القبلية و المناطقية و يشاطر الانقلابين نظرتهم الي حضرموت و خوفهم منها الي حد العمل على تهميشها في سبيل السلطة و الثروة .
□□□□ لكي لا نتراجع مهزومين امام تلك الذهنيات ذكرنا بما كان يحدث في حضرموت .. ونذكر هنا ان حضرموت هي المعركة الاشرس و لا نصر دون حضرموت ، ومن هذه الزاوية امل اخذ حديثي الي برنامج مسارات ـ الذي اعيد نشره في إطار حوار لا أهدف من خلفه الي ادانة افراد بقدر تنبيهي الي ذهنية سياسية يجب مغادرتها لنحافظ على ما تبقى من وحدة لم تأخذ حضرموت كما يجب ، في ابعادها الجغرافية و التاريخية و الثقافية كدور .. هذه الذهنيات لا تختلف عن ذهنية صالح في كثير ، ولا زالت تنظر الي حضرموت .. كثروة و ورقة رهان و هنا تكمن الخطورة ؟!