لم نكن ندعو إلى التشاؤم عندما كنا نقول أن جنيف ٢ لن تحقق شيئا من ذلك الذي لم تحققه جنيف١، فقد كانت كل الدلائل توحي بهذا، فجماعة تحالف الحوافش، قد ذهبت إلى جنيف مسلحة بمجموعة من الألاعيب، وربما نبرر للحكومة أنها لا ترغب في الظهور بمظهر المتعنت فراح الوفد الحكومي متمسكا بالتشاور حول آليات تنفيذ القرار الدولي الشهير ٢٢١٦ بينما ظل الحوثيون وحلفاؤهم يرفعون هراوة النقاط السبع في وجه الجميع.
يمكننا القول أن الحكومة هذه المرة كانت أكثر حذقا في التعامل مع ألاعيب العصابة الحوفاشية، فهي تتمسك بالهدنة لكنها ومنوخلال المقاومة وقوات التحالف، لا تتردد عن التصدي للخروقات التي يرتكبها تحالف الحوافش.
كل هذه الأمور تؤكد أن جنيف ٢ لم يحقق شيئا يساوي ثمن تذاكر السفر وحجز الفنادق التي أقام فيها أعضاء الوفدين، وأتصور أن هذا سينسحب على لقاءات أديس أبابا القادمة مالم تحصل معجزة على الأرض تجبر تحالف الحوافش على التخلي عن سياسة العجرفة والمراوغة والخداع، أو أن تجرى صفقات أخرى بين حزب الإصلاح وصالح ينقلب فيها الأخير على الحوثيين ويتقاسم الشريكان في الصفقة الكعكة كما تقاسماها عام ٢٠١١ عندما انقلبا على ثورة الشباب السلمية وحولاها إلى اتفاق تورطت معهما فيه أحزاب صغير لم تفز لا ببلح الثورة ولا بعنب السلطة والثروة، ناهيك عن تلبية تطلعات الثوار التي كانت آخر ما يحسب حسابه.
المثير للعجب أن وزير الخارجية الزميل عبد الملك المخلافي يتحدث بثقة عالية أن الحوثيين سيطلقون المعتقلين وسيرفعون الحصار عن المدن إلى درجة إنني تصورت أن المتحدث هو محمد عبد السلام وليس عبد الملك المخلافي، أتمنى أن يكون تشاؤمي في غير محله ويصدق الحوثيون هذه المرة ويطلقون سراح محمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب ومحمد قحطان وغيرهم من الصحفيين وأسرى الحرب وكل المخفيين قسريا لدى عصابة الانقلاب وأن يرفعوا الحصار عن تعز وغيرها من المدن المحاصرة.
_________________________
* رئيس مركز شمسان للدراسات والإعلام