هناك قوى جنوبية مازالت تعيش عشق السلطة لا عشق الوطن

2015-12-15 14:46

 

أفضلية تعدد الخيارات

يقول غستاف لوبون :      

"" في حقل العلم والفكر فقط يستحسن النظر الى الفكرة لا لمن ياتي بها ؛ اما في السياسة فينبغي ان يُنظر اولا الى من ياتي بالفكرة ثم الى الفكرة نفسها ""

 

اكتب على وقع خبر  صدر عن وجوه جنوبية اجتمعت في القاهرة منذ ايام يقول :

  " التوافق على استكمالها - اي الاجتماعات - مع الاخرين وعلى طريق لقاء جنوبي جامع يفضي لإيجاد قيادة جنوبية موحدة ورؤية سياسية واحدة وميثاق وطني على هدف شعب الجنوب العادل "

 

طبخة لم يتعظ " الشيف " الذي اعدها من طبخة مؤتمر القاهرة الاول التي تمخض عنها مكون جنوبي طارد غير جماهيري لم يستوعب الاخرين ولم يستوعبوه شكل عبء على الجنوب كغيره من المكونات !!

                    

 لاشك أن لتعدد الخيارات أفضلية لتشيكل فضاء واسع لأي قضية وطنية بما يحمله  التعدد من منابر  تتوزع عليها القوى السياسية والحزبية لخدمة القضية ويتيح للمارسة النضالية والسياسية التفاوضية وغير التفاوضية ان تنمو في ظل التعدد والقبول به اثناء مرارة النضال ليصبح منهاجا تتعايش معه عند تذوق حلاوة السلطة ومغرياتها وبما يمنحه التعدد للقضية من منابر تتضافر في ايصال صوتها الى اوسع طيف مؤثر عليها محليا واقليميا ودوليا .

 

لكن متى يكون تعدد الخيارات نافعا للقضية ومتى يكون ضارا لها ؟؟؟

لابد ان  تتفق كل الخيارات المتعددة اولا على الأسس والأهداف ومصطلحات الخطاب والفارق بين السياسي الذي هو شأن تعددي والوطني الذي هو سقف لا يجوز التعدد فيه ولذا فالمكونات والشخصيات والخيارات هي آليات لتحقيق الهدف ووظيفتها ووظيفة برامجها خلق التوازن بين الثوابت التي هي الأسس والاهداف الوطنية .. الخ  وبين البرامج التي هي المتغيرات النضالية أي الوسائل والاساليب والاليات التي تحقق الهدف الثابت لكي يتم التوافق اولا على تحديد الاسس الثابتة ثم يكون التنوع في التكتيك أي الآليات فعندما تصبح كل القوى والمنابر الحزبية والسياسية والنضالية متفقة على الهدف الاستراتيجي يكون مقبولا تعدد الخيارات التي تصدر لخدمة تحقيق الهدف الثابت كونها  اليات للوصول بالقضية إلى هدفها  لكن كيف يتم ذلك ؟

 

بالتأكيد لايكون باعداد طبخة الآليات مقدمة فيها على الثوابت ودعوة الاخرين لها خاصة وان تاريخ الطباخين ينطبق عليه قول غستاف لوبون  فكان جدير بهم. وهم الحريصون على إنجاح لقاء جنوبي جامع  " على هدف شعب الجنوب العادل !! " السؤال هو هل هم لم يعرفوا بعد هدف شعب الجنوب ؟؟ الم يقتنعوا بهدف هذا الشعب الذي اسمعت ملاحمه العالم ؟؟ الم يخجلوا عندما وضعوا هذه الصيغة ؟؟

كان جديرا بهم ان يسعوا  لانجاح المؤتمر الجنوبي الجامع الذي عنوانه التحرير والاستقلال وليس " هدف شعب الجنوب العادل " فعنوانه عرف الحق العادل بدون تقية لو افترصنا ان في العبارة تقية

التحرير والاستقلال  الذي اسمعه شعب الجنوب العربي للعالم منذ انطلاق  الحراك وهو الحق العادل الذي اسمعته المقاومة الجنوبية للعالم ولذا فهو المخول بتحديد القضية في ثوابت  تعريفها .وحقها العادل وهويتها ومصطلحاتها خطابها ثم يترك للقوى السياسية والنضالية والشعبية اختيار الاليات المتنوعة لتحقيق هدفها كل في مجاله لكن الضرر يكون على القضية عندما يعرف الحق العادل من كان يصرح بملء فمه بامكانية بناء شراكة مع الحوثه عندما كانوا في عنفوان تمددهم!!

 

الخوف عندما تصدر الخيارات المتعددة عن قوى مازالت تقدم الالية على الهدف بحجة المرونه السياسية والكارثة على القضية عندما نقدم المرونة قبل التفاوض كحال التهافت الفدرالي منذ مؤتمر القاهرة الذي لم تلتفت له صنعاء بعفاشيتها واخوانيتها وحوثيتها وحتى لاجئيها في الجوار الذي لو قارنه الذين عرضوه ومازالوا يعرضونه  بما يسمى الوثيقة المسربة لاجتماعات جنيف وهي صادرة للتضليل عن مكاتب عفاش لكن العبرة منها كيف تدافع نخبهم عن مصالحهم وكيف تفرط بعض نخبنا في مصالحنا ؟ اتحدتهم ان تجتمع قيادات شمالية وتقدم للجنوب عرضا مثل الذي قدموه 

 

ان هذا يضع شكوكا بل يؤكد ان هناك قوى جنوبية مازالت تعيش عشق السلطة لا عشق الوطن لانهم يعرفون قبل غيرهم ان السلطة  صنعتهم ولم يصنعوها بل صنعتها لهم معادلات دولية وهم يراهنون الان على معادلات كتلك تقدم لهم سلطة الجنوب مرة اخرى فعندما تكون المعشوقة السلطة وليس الوطن تتقدم الاليات على الاهداف كشان الطبخة اياها او مايندرج في فحواها

 

ليس من تعدد الخيارات ان يطرح فريق جنوبي خيار الدولة المستقلة وفريق اخر الاقاليم وفريق ثالث اقليمين ورابع اقليمين ثم استفتاء

 كيف ستتكون رؤية موحدة من هذا المزيج  ؟ وماشكل قيادته ؟ وماهو ميثاق شرفه الذي سيخضعون له جميعا ؟

 

 كل ذلك و الطرف الاخر لم يعترف بالقضية اصلا ولم  يعترف بالتفاوض الذي  لو قبله فانه سيختار ادنى عرض من الخلطة وسيقدم عرض تفاوضي ادنى منه  ليثبت للعالم انه مرن وعلى استعداد لتقديم التنازلات !! فالعالم لن  يظل متفرغا لمزاج بعض نخبنا التي لاتتهافت على وطن بل تتهافت بتقديم  عروض لمن يقبلها شريكة في حكم هذا الوطن لو اسميا !!! 

 

هذا الاسلوب ليس له سابقة في التاريخ فاي ثورة تنشد التحرير من الاحتلال لايكون هذا المسلك تنوع من نخبها تنوع خيارات بل ازدواجية غير مسئولة او انانية  تخفي خلفها شهوة سلطة بالتسابق بتقديم العروض قبل اوانها

 ان توصيف القضية يجب ان يكون من الثوابت فتوصيف القضية بانها سياسية وليس وطنية  توصيف خطير لانه يعني استعداد هذا التعريف  للتنازل عن بعض اهدافها وثوابتها فكل شي في التوصيف السياسي قابل للتفاوض بالتنازلات المتبادلة وليس من التنوع التمسك بشمال وجنوب لان ذلك يعني التمسك باليمننة وخطورة ذلك بانك لن تقنع العالم انك محتل هويتك ؟

فالشعب الخاضع للاحتلال له هوية مغايرة ويسعى للاستقلال عن دولة المحتل وهويته ففي تارخنا مع الاحتلال البريطاني كما هو في تاريخ كل الشعوب المحتلة لم يطالب الجنوبيين لا باقاليم ولا بفدرلة بل سعوا للاستقلال .

 

إن تعدد تتقدم فيه ألآلية على الهدف ليس تعددا ما يعني ان الهدف  أصبح قابلا للتفاوض وانه مجرد شعار لتعمية الشعب ليقبل آلية الفدرله خاصة عندما يتم ذلك وقوى تعدد الخيارات السياسية للقضية الوطنية لاتقف على ارضية اجماع يحدد الأهداف والأسس ومعاني المصطلحات التي تتخاطب بها قواها وينظم آليات تعددها .