تلقيت يوم أمس وعدد من الأصدقاء الناشطين الجنوبيين في العمل السياسي والإعلامي والثوري بطاقة {{ دعوة }} طبعا "رسمية" اقصد " كرت "مطبوع" لحضور حفل أطلق عليه القائمون على تنظيمه بعنوان بارز باللون الأحمر عبارة (( حفل إشهار المقاومة الجنوبية بعدن)) .
وحين سألت من استلمها .. عن من أتى بها .. قالوا أشخاص لا نعرفهم .. بدأت تساورني الشكوك في مصدرها ومعناها أيضا .. كأمر لا أتوقعه أن يحدث كهذا المسمى "حفل الإشهار" أو أن يأت من عاقل .. أو يكون خلفه أناس عقلاء!
سارعت بالاتصال بعدد من الزملاء والشخصيات الوطنية والاجتماعية والمهنية في عدن للسؤال عن ما أذا كان لهم علم بهذه "الدعوة" وحقيقة هذا الحفل وما إذا كان تلقوا مثلها .. وكان الرد الشافي من أخي وصديقي العزيز الناشط السياسي والحقوقي البارز الأستاذ / عدنان الجنيدي أمين عام نقابة المحامين الجنوبيين الذي أكد لي عن سماعه بهذا الحفل والدعوة إليه ومن يقف خلفها .. وأصبت بالصدمة والذهول حين عرفت مصدرها ومن يقف خلفها .. وبأسم "الرئيس" وأن يتمادى هولاء او ينزلقوا كعادتهم الى الهاوية .. في هذا الدرك الأدنى من اللا شعور واللا وعي واللا مسؤولية ويحشرون "الرئيس" في أعمال رثة ومتطفلة كهذه المسرحية البليدة البلهاء مع الأسف الشديد؟!
ما أضحكني في حديث الأستاذ عدنان الجنيدي معي , حين قال ساخرا :- والله يا أخي هولاء با يجيبوا لنا الجنان بطيشهم الصبياني وتصرفاتهم المتطفلة .. ولا تستغرب ولا تستبعد أذا شفت أخوك بكره في الشارع يجري عريان ويصرخ بالصوت العالي ( من أنتم .. من أنتم .. من أنتم ) ؟على طريقة "القذافي" .. فلا تلومنا ....؟!
وأعجبت كثيرا بما تضمنه تعليقه الساخر مساء أمس على صفحته على الفيس بوك , تحت عنوان ((حفل إشهار المقاومة)) تعليقا على عمل صبياني متطفل كهذا الذي جاء فيه:-
عبارة أعجبتني كثير جدا إلى درجة لا يتصورها القائمون على هذا العمل لأني أول مره اعرف أن المقاومة بحاجه إلى حفل لإشهارها , وهنا اسأل القائمين على هذا العمل هل يعقل أن يتم إشهار مقاومة في مدينه انتهت فيها الحرب قبل أربعه أشهر والقصف والشهداء والدمار والجرحى والتشريد والعالم كله يناشد ويتوسل مش كافي للإشهار.. وبعدين قد المعارك في تعز .. انتم مقاومه ضد من؟! ومع من؟ ومن شان ايش؟ والله انه أمر مضحك ومحزن , الله يتممها لكم بخير والعاقبة بالمسرات .. وأختتم منشورة بعبارة ساخرة .. كعادته.. قال فيها:-
بطاقة الدعوة تنقصها عبارة في الأسفل ( جنة الأطفال منازلهم ) أو بنادقهم أحسن .
بالنسبة لي أؤيد بقوة وعلانية جريئة ما تضمنه حديث ومنشور الأستاذ عدنان الجنيدي, في طرحه ونقده العقلاني .. وهذا رأي الشارع الجنوبي عامة .. شي صادم للعقل والمنطق .. عمل طائش كهذا .. ولماذا ؟ ومصلحة من ؟ ويخدم من ؟ تطفل مخجل ومهين .. لكل المقاومين الجنوبيين الأحرار , واستخفاف رث بتضحيات الشهداء والجرحى ومعاناة المواطنين العزل والأبرياء في هذه المدينة والعاصمة الجنوبية عدن .. عدن المدنية المتحضرة .. ممن خرجوا طوعيا وباندفاع ذاتي مطلق , في وقت مبكر للتصدي للعدوان الهمجي والبربري لمليشيات (الحوثي وعفاش) بصدور عارية .. وقدموا أروع وأنبل التضحيات الجسام لتحريرها وطرد الغزاة المارقين.
الدعوة لحفل {{الإشهار}} يذكرني بحفلات إشهار (الجمعيات الخيرية والأندية الرياضية) مسخرة وقمة الغباء والاستهبال !
لقد حذرنا مرارا ومنذ وقت مبكر , من محاولات ومخاطر الالتفاف على المقاومة الجنوبية ومساعي بعض اللئام لتجريدها من أسلحتها وعرقلة اعادة تنظيمها وتأطيرها مهنيا , وصرف مرتبات منتسبيها ومستحقات شهداءها الإبرار وتهميش دورها .. وما زلنا نحذر من استمرار مثل تلك المحاولات اليائسة لتفتيت وتمزيق المقاومة الجنوبية .. التي لا تخدم الرئيس هادي "شخصيا" بل ستنسف الأرضية القوية الصلبة التي يقف عليها ويستمد قوته منها كرئيس جنوبي .. !
المقاومة الجنوبية وجدت لتبقى وتنتصر .. وقد وجدت من نفسها في خضم الحرب وأعلنت عن إشهار نفسها في ساحات الشرف والبطولة والكرامة .. بفوهات البنادق وهتافات الثوار ومواكب الشهداء وأنين الجرحى في عنابر المستشفيات الحزينة وصيحات الأمهات الثكالى وزغاريد الصبايا الماجدات , واعترف بها العالم .. ونالت إعجاب واحترام الصديق والعدو , حين هربتهم قبل بدئها , يا هولاء الصبية , وأدت واجبها في التصدي للعدوان وتحرير الأرض دون وجودكم أو حتى سماع ذكركم .. لكن قد نتفهمكم .. إذا أردتم حفل لإشهار وجودكم .. وهذا من حقكم .. أن كان لكم وجود يذكر؟! والحليم تكفيه الإشارة؟!