نضال أسطوري لشعب عظيم
إن تطورات المشهد الجنوبي اليوم أوجد واقعا جديدا بعد تلك المسيرات المليونية المرعبة التي حدثت في 13 من يناير 2013م ولا يمكن لاحد أن ينكر ذلك , فقد أوصل شعبنا صدى ثورته إلى كل أنحاء العالم , وارسل عدة رسائل مختلفة إلى دول الإقليم والعالم بان هناك شعب يعيش تحت الاحتلال ولا يمكن أن يستمر ويعيش تحت هذا الواقع المؤلم , واثبت أبناء الجنوب في مشهد أسطوري لشعب أسطوري من المهرة إلى باب المندب بانهم شعب حر وصاحب كرامة لا تقهر .
لهذا كشفت تلك المسيرات المليونية الكثير من الوجوه السياسية القبيحة المتسلقة على دماء شعبنا والتي أتت بعضها للأسف الشديد لزرع الشقاق والخلاف بين أبناء الجنوب الواحد , وكسب مصالح ذاتية خاصة بها , فمرة نراها تتحدث عن الجنوب وعن حقة في تقرير مصيره وهي في نفس الوقت تصادر حقوقه وتريد أن تتجاوز إرادة شعبنا من خلال مشاريع منقوصة ومفضوحة , وكذلك كشفت لنا الكثير من المكونات الوهمية الجنوبية والتي تم تشكيلها بإيعاز من قبل سلطات المحتل وأعوانه , وهناك الكثير من الأمور التي سوف ينقشع ضبابها مع مرور وهج ثورتنا السلمية السامية, لهذا السبب ما هو العمل اليوم في ضوء تلك المتغيرات الحالية التي أحدثها شعبنا العظيم ؟
أن الأوان للنخب السياسية المؤمنة بحق شعبنا الجنوبي أن تدرك وتعي أن الماضي يختلف عن الحاضر والمستقبل والواجب عليها أن تترك و تدع شعبنا يقرر مصيره ويصنع قياداته بنفسة من دون تدخلاتهم المريضة التي أثقلت كاهل حياة شعبنا العظيم على مدار مراحلة الماضية , لذا كونوا عامل مساعد لنضالنا السلمي الجنوبي وان لا تكون حجر عثرة أمام تطلعات شعبنا الجنوبي , فشعبنا اليوم يعلم ما يدور وراء الكواليس من خطط خبيثة هدفها مصالح ذاتية وهي في الأساس تقدم خدمة مجانية للمحتل وعصابته , وهؤلاء للأسف الشديد لا يدركون ذلك بسب غبائهم التليد , فعلى النخب السياسية والدينية النظيفة المؤمنة بالله والوطن أن تبدأ مرحلة جديد من نضال شعبنا العظيم وتتمثل بإيجاد بدلائل أخرى لتطوير عمل نضالنا السلمي .
لذلك على شعبنا العظيم بكل مكوناته وتوجهاته السياسية والثقافية والاجتماعية أن لا يعتمد على الحلول القادمة من الخارج وإنما يعتمد على قوة وصلابة شعبنا العظيم المكافح في الداخل والخارج فهي كفيلة بان توصلنا إلى بر الأمان , والأبرز والاهم في ذلك هو عدم السماح لأي جهة مهما كان موقعها بأن تراهن قضيتا إلى مصالح إقليمية ودولية , فموقعنا الاستراتيجي وصلابة شعبنا الأبي هي كفيلة أن تدع تلك الدول الإقليمية والدولية ومن يجري في فلكها أن تخضع وتركع لإرادة شعبنا الجسور , فتضحيات شعبنا هي الأساس والمنبع الأصيل وحامي عرين ثورتنا الفتية والتي هي بأذن الله تعالى سوف تخمد كل المؤامرات والألاعيب القذرة التي تدار من هنا وهناك , فقضيتنا اليوم تستمد عدالتها من عدالة مطالب شعبنا , فشعبنا هو نبراس الحرية والكرامة.
فنحن اليوم نحتاج إلى الرؤية السياسية الواضحة والشجاعة والتي تنتج لنا قيادات مستقبلية قادمة , فنحن نحتاج إلى الكثير من العمل الجاد والمخلص والى المرونة والديناميكية في التعامل مع المواقف المختلفة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتعامل مع أي موقف بجمود ألا بوجود قيادة صلبة ثابتة على الأرض مستندة شرعيها من شعبنا العظيم , لذلك يمكن القول أن نضالنا السلمي الأسطوري الممهور بتضحيات شعبنا العظيم لدية القدرة والفعالية بان يكسر كل الحواجز والقواعد الاستثنائية ليصنع لنا قيادات فذة شابة مستندة شرعيتها من الله عز وجل ومن شرعيتنا الثورية التحريرية .