تقرير إيراني خطير:السيطرة على صنعاء كان جيدا الا ان التقدم إلى عدن كان خطأ.

2015-05-06 02:02
تقرير إيراني خطير:السيطرة على صنعاء كان جيدا الا ان التقدم إلى عدن كان خطأ.
شبوة برس- خاص - باريس فرنسا

 

تخطيط الخامنئى بهدف إحتلال صنعاء ثم السيطرة على كل اليمن في خطوة تالية

الطائرة المعادة من صنعاء تعود لقوات الحرس الإيراني وكانت تحمل مجموعة من قادة الحوثي

تفيد التقارير الواردة من داخل النظام الإيراني تواً حصلت عليها المقاومة الإيرانية بان الخامنئي قد أمر قوة القدس الإرهابية في حزيران/ يونيو الماضي بالإسراع في مشروع احتلال صنعاء من قبل الحوثيين والسيطرة على اليمن. وجاء هذا الإجراء بعد تفاقم الأزمة في العراق وسيطرة داعش على اجزاء كبيرة من هذا البلد وتشكيل الإئتلاف الدولي بهذا الشأن. وحسب تلك التقارير قد قال الخامنئي ان اهتمام امريكا بداعش والعراق من جهة والمفاوضات النووية من جهة أخرى يؤديان الى تقليص حساسية امريكا تجاه تدخل النظام الإيراني في اليمن. كما أكد أننا نتمكن من التغطية على المشاكل التي نواجهها في العراق بإنتهاز هذه الفرصة وبسط نفوذنا في اليمن.

 

في 12 تموز/ يوليو 2014 قد كشف العميد الحرسي اسماعيل قاآني نائب قائد فيلق القدس أمام مجموعة من قادة هذه القوة عن دورة جديدة من عمليات انصارالله في اليمن قائلا: نحن وبواسطة هذه العملية سنضع السعودية في حالة واهنة. وجاءت هذه التصريحات في نشرة داخلية لقوات الحرس بعد سلسلة من التحضيرات العسكرية وتدريب الحوثيين في كل من ايران واليمن ولبنان.

 

متزامنا مع دخول انصارالله الى صنعاء في 21 ايلول/ سبتمبر 2014 أكد حسين عبداللهيان مساعد وزير الخارجية في الشؤون العربية والإفريقية في تجمع عدد من المسؤولين في هذة الوزارة قائلا: «سنشاهد قريبا انتصارات في اليمن والجمهورية الإسلامية ستحقق إنجازا كبيرا في اليمن بأقل كلفة. واليمن المستقبل سيحظى بدعم إيران التام».

سبق وأن كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان أصدره بتاريخ 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 حسب مصادر من داخل النظام: «أكد الخامنئي أن كلا من محور العراق وسوريا ولبنان واليمن يلعب دورا حاسما للنظام فلايجب التراجع عنه ويجب محاصرة سائر الدول العربية خاصة العربية السعودية والأردن عن طريق هذه الحلقة وممارسة الضغوط على دول أخرى كمصر».

في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 أكد علي أكبر ولايتي مستشار الخامنئي في الشؤون الخارجية خلال اجتماعه مع مجموعة من الحوثيين في طهران تحت عنوان « العلماء والمثقفين اليمنيين» قائلا: « يجب أن يلعب أنصار الله في اليمن نفس الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان».

في كانون الثاني/ يناير 2015 وبعد احتلال قصر الرئاسة في صنعاء زار وفد من قادة الحوثي إلى طهران والتقى بأعضاء من مكتب الخامنئي وقوة القدس ومؤسسات أخرى.

متزامنا مع هذه اللقاءات كتبت قوة القدس في ايجازها الداخلي: « ان تنظيم انصارالله المتماسك والقوي في اليمن هو حصيلة جهود ايران وانهم كانوا يعيشون سنوات عدة في إيران. وقد عملت إيران بشكل مستمر مع حركة أنصارالله لمدة 15 عاما وانهم وصلوا الى هذا الحد بفعل إسنادنا وتدريبنا ومعلوماتنا التي قدمناها لهم. اضافة إلى ذلك قام فيلق القدس بتأمينهم عن طريق حزب الله اللبناني والمجموعات العربية الأخرى. ويتلقى أنصارالله أوامرهم من إيران بشكل كامل».

بعد انطلاق عملية عاصفة الحزم تم التصريح في وثيقة سرية تعود لقوة القدس ان قوات الحرس أرسلت مختلف الأسلحة منذ عامين إلى اليمن بما فيها عدد كبير من صواريخ أرض- أرض وأرض- بحر وزودت الحوثيين بها لذلك انهم لايشعرون بالنقص في إمتلاك الصواريخ والأسلحة. ( الوثيقة موجودة لدى المقاومة الإيرانية)

قبل تشكيل الائتلاف العربي كان ينقل جرحى الحوثيين إلى إيران بشكل مستمر كما قامت قوة القدس في 23 آذار/ مارس 2015 بنقل 52 جريحا من أنصارالله عن طريق الجو إلى مستشفى بقية الله التابع لقوات الحرس في طهران وقام الحرسي قاآني بتفقدهم شخصيا.

طائرة شركة طيران ماهان (التابعة لقوات الحرس الإيراني) والتي اضطرت إلى العودة من مطار صنعاء في 29 نيسان/ إبريل 2015 كانت تنقل عددا من قادة أنصارالله ممن كانوا في طهران ولبنان إلى اليمن. وكان من المفروض أن تنقل الطائرة عددا من الحوثيين الى طهران لدى عودتها تحت عنوان الجرحى. ولهذا السبب قام النظام بإخلاء أقسام من مستشفى بقية الله التابع لقوات الحرس.

كان ملف اليمن في يد قوة القدس منذ سنين الا ان الخامنئي شخصيا بدأ يتابعه مباشرة عن طريق قوة القدس منذ العام المنصرم. كما تستخدم هذه القوة أجهزة حكومية أخرى لهذا الغرض. ممثلو الحوثيين في طهران يقيمون اجتماعات منتظمة في مكتب الخامنئي وأن المدعو شعبانكاري هو المسؤول عن شؤون الحوثيين في مكتب الخامنئي.

منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم تقام اجتماعات رؤوس النظام بشأنها في المجلس الأعلى للأمن الوطني بشكل مستمر. ويعمل سعيد ايرواني المساعد للأمين العام للمجلس في الشؤون السياسية والدولية كمسؤول عن التنسيقات بشؤون اليمن.

في غضون ذلك يتابع اللواء الحرسي قاسم سليماني قائد قوة القدس المجرم حرب اليمن في طهران بمثابة مهمة رئيسية لهذه القوة. ويعتبر العميد الحرسي أميريان أحد نواب سليماني القائد المباشر للنظام في حرب اليمن وهو المسؤول عن شبه الجزيرة السعودية في قوة القدس حيث يقيم جلسات هيئة هذه الحرب في طهران يوميا.

وقد شكلت قوة القدس هيئة أخرى في لبنان بهدف التدخل في حرب اليمن بالتعاون مع حزب الله. وجاء في تقرير داخلي لقوات الحرس الإيراني : « حسن نصرالله يدعم حرب اليمن بشكل كامل وأن جوانب كبيرة من هذه الحرب يتم في لبنان بحيث انه يقوم باجتماعات مع قادة ومسؤولين الحوثي في لبنان... ويعمل حسن نصرالله مع الحوثيين تحت إشراف قاسم سليماني وللحوثيين هيئة في ضاحية بيروت الجنوبية ويتابع قادة قوات القدس شؤون اليمن عن طريق لبنان».

عقب انطلاق عملية عاصفة الحزم وانغلاق الطرق السابقة لايصال المساعدات إلى الحوثيين تواصل طهران مساعداتها للحوثيين تحديدا في 3 مجالات:

تواجد بعض قادة قوة القدس في الميدان حيث يتحملون عمليا مسؤولية التخطيط وقيادة الحوثيين في المعارك.

ايجاد منظومة اتصالات ضرورية حيث يتمكن الحوثيون وقوات الحرس الموجودة حاليا في اليمن من الاتصال مع قوة القدس في طهران مباشرة وتلقي التوجيهات من هناك لقيادتهم.

إرسال المزيد من القوات والقادة من حزب الله اللبناني لمساعدة انصارالله: نظرا إلى ان دخول قوات الحرس الإيراني إلى اليمن أصبح أكثر صعوبة، قام النظام بإرسال بعض قادة حزب الله إلى اليمن بشتى الطرق حيث تم سحب بعض منهم من المعارك في العراق وتم نقلهم إلى اليمن.

تعتبر بعض العصابات داخل النظام خاصة في وزارة الخارجية عاصفة الحزم بانها ضربة موجعة وستراتيجية تلقاها النظام. ويؤكد تقرير داخلي من هذه العصابة على عدة نقاط:

« تم الإفراط في اليمن. السيطرة على صنعاء كان جيدا الا ان التقدم إلى عدن كان خطأ. عندما جلب وزير الخارجية الأردني رسالة السلام للسعودية إلينا وطلب ان لا تتدخل إيران في شؤون اليمن وقد أصبح الأمر لدى قوة القدس مشتبها وبدأت بتخطيط ستراتيجية السيطرة على اليمن على غرار سوريا والعراق.

ويعتبر ذلك هزيمة ستراتيجية لنا في المنطقة... كما في العراق دفع القوات الموالية لإيران من تكريت وهددت امريكا بأنها لا تقوم بالقصف ما لم يتم انسحاب الميليشيات من هناك.

لا تستطيع قوات الحرس الثوري مع الحوثيين ان تتسلط على كل اليمن. لو كان الحوثيون قد بقوا في صنعاء لكانت السعودية تنوي إجراء مفاوضات وعندئذ نحن كنا في موقف أقوى. وكان الإستيلاء على اليمن أمرا خاطئا وإحتراق المرحلة حيث أدى إلى تحشيد القوات ضد إيران بهذا الشكل حيث لم يشاهد مثله خلال عدة عقود.

كان على إيران ان تعطي دورا للحوثيين في اليمن مماثلا لحزب الله في لبنان وكان عليها أن تسمح لمنصور هادي باحتفاظه عدن ثم وبعد انهاء المفاوضات وبدء الإنفراج في المحادثات النووية تقوم بالتقدم شيئا فشيئا في المنطقة... الا انه ومع الأسف لم ينظر الأخوة في قوات الحرس الأمور من منطلق منطقي وستراتيجي.

تفاجأ قادة قوات الحرس حيث لم يكونوا يتوقعون هذه الحالة (عاصفة الحزم)...  

نشر الأخبار وصور حاج قاسم في أجواء السايبري كان فخا لقوات الحرس حيث أثار كل المنطقة ضد إيران وأدى الى إضعاف القوات الموالية لإيران. كما أصبحت حاليا رهانات إيران منذ سنين ضعيفة في لبنان واليمن وسوريا والعراق».

وأما في المقابل فقد جاء في تقرير داخلي لقوة القدس: « ليس مطروحا على الطاولة أي تراجع من قبل الحوثيين وستراتيجيتهم هي التقدم ولديهم الأسلحة والصواريخ بقدر كاف وبامكانهم الصمود، كما أن لديهم 180 ألف من قوات البسيج (التعبئة) مستعدة للقتال وشكلوا قوة قوامها 20 ألف فدائي فبالتالي سينتصر الحوثيون وستهزم السعودية في هذه المعركة. إن أهم موضوع هو أنه وبعد مرور 33 عاما بدأت تتشكل ثورة تشبه ثورة الجمهورية الإسلامية بزعامة سماحة القائد المعظم في اليمن».

وفي الوقت الحاضر وبينما يحكم الحوثيون في صنعاء إن سياسة النظام الإيراني في المشهد السياسي هي التأكيد على ايجاد الهدنة في أسرع وقت ممكن حتى تكون لها يد عليا في المفاوضات. وعلى أساس تقارير داخلية لقوة القدس « ان هذه الحالة لايمكن استمرارها بالنسبة للسعودية وكلما يتعرض اليمن لدمار أكثر كلما ستخسر السعودية وسيؤدي إلى انصراف دول الإئتلاف عنه ولا تتمكن السعودية من الهيمنة عليهم. لذلك على أنصارالله التحلي بالصبر».

في 17 نيسان/ إبريل 2015 وفي محاولة يائسة لعرض العضلات أكد الحرسي سلامي نائب قائد قوات الحرس قائلا:  « ان أنصارالله لديهم القدرة لشن الهجوم على القوة البحرية السعودية وكذلك مواجهة هجوم بري من قبل السعوديين... كما أن لديهم قدرة صاروخية ومدرعة ومدفعية. وان لديهم تقريبا جيش قوي في المنطقة... اذا استمرت هجمات السعودية كما هو الحال فبالتأكيد انهم سيردونها عن طريق هجوم على القوة البرية للجيش السعودي والدخول إلى اراضيها. وطبعا ان أنصارالله لن يبقوا مكتوفي الأيدي أمام هجمات السعوديين».

لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اذ تشدد على النقاط المذكورة والعديد من المؤشرات والتفاصيل الأخرى وتؤكد حقيقة أنه مادام هذا النظام المعادي للإنسانية قائما على السلطة في إيران، فانه لن يتخلى عن تصدير الإرهاب والتطرف واثارة الحروب في دول المنطقة. ولهذا السبب إن الطريق الوحيد للحصول على السلام والهدنة في المنطقة يكمن في طرد النظام الإيراني والقوات الموالية له من المنطقة خاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفي نهاية المطاف إسقاط هذا النظام في إيران.

 

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية- باريس

لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب