لا أدري كيف التقت الأديان السماوية المعروفة الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام المنتشرة اكتساحا بالعالم بتداول بمثل هذه الآلية لحل كل أمورهم، وليس هم وحدهم، وإنما أيضا كل بقية البشر الوثنين منهم والملحدين سواء من بعد أو من قبل، وعلى كافة المستويات والمجالات حتى على مستوى تبادل الهوايات مثل لعبة التنس وكرة القدم وبقية المباريات، وأظنكم أنتم أدرى بذلك وأعلم.
ومن هذا المنطلق أقول نحن باليمن حتى الآن الموحد قولا والمشطر جزئيا فعلا، روحا وجسدا أتسلسل معكم باختصار فيما تم بوحدة الشطريين أذكر ما صار على التوالي اتفاقية الوحدة المبرمجة بالنفوس، ولم تكن على الإطلاق بحسٍ ولبٍ مدروس، ولهذا كل ما صار بعدها إلا تحصيل حاصل لهذه الوحدة التي ليتها ما كانت ولا تمت!!
بدأتْ بقتل الكوادر وقادات الشق المتنازل عن دولة النظام والقانون والثروات إلى مصير مجهول لم نعلم لا نحن ولا المتخصصون بها غير ما كان ظاهر، وهذا بالضبط جهل وغباء القيادات وأولي الأمر، وتخطيط من معهم مندس!!
أما ثانيا كانت اتفاقية العهد والاتفاق الذي دبرت بليل صنعاء، ووقعت بنهار الأردن، ولم يكاد حبرها يجف حتى بدأ حرب وغزو جحافل التتار والمغول وبتعاون الشاطر والمشطور الذين أذاقوهم المر نتيجة لعدم فهمهم أصول اللعب المحكوم، ومن بعد نصرهم المزعوم إلا فئة قليلة من تجار العرطة في زمن اليمن المجهول.
«وثالثة الأثافي» كما يقولون، وبعد سرقة ثورة الشباب في خريف اليمن التعيس من قبل الحكام من قبل ومن بعد توقيع وثيقة ومخرجات الحوار الوطني، ومن يحاور من!! هل يعقل من ينهب ويسلب ويقتل يحاور المنهوب والمقتول والمسلوب، وليس ذلك بعد بل تعداه بأنهم سوف يُحَلون قضية الجنوب المنهوب أرضا وثروتا وإنسانا، وكل ذلك دبر كما دبرت كل الحيل من قبل، ويكفي ما قاله كبير الياوارن «بأن ما أؤخذ منهم بنتائج الحوار سوف يستردوه بالدستور المزعوم» وهذا بالضبط ما صار، ولهذا قيادات الجنوب المدركين للأمور لم يدخلوا باللعبة ولم يشاركوا فيها لأنهم أدرى بخساسات أخس البقر من البشر، ولا يجرب المجرب إلا من مخبول!!.
وقد قال الله في كتابه الكريم: «كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون» و «وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا» و «يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود» و «ولا يحيق المكر السيئ إلَّا بأهله».
وقال سيدنا سيد الأنام محمد - صلى الله عليه وسلم: «من آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف» أو كما قال.
وبعد أن ذكرنا ما ذكرنا وقد بلغ السيل الزُبى ألا يحق لنا أن نقول نحن شعب الجنوب بأن الثالثة ثابتة، ويكفي ما أذاقونا وذقنا حنظل ومرارة حب الإخوة ألا يحق لنا أن نحتفظ بذكرى حلم رضعناه منذ صغرنا ومحبة إخوة لتروى.
* الأيام