حصن العر .. بوادي حضرموت

حصن العر أحد المآثر بحضرموت منذ ما قبل الإسلام يقع على تلة صخرية تبدو كجبل صغير وسط مساحة كبيرة من التربة الطينية، ويهيمن على الاتجاه الشرقي لوادي حضرموت .

تواصلت فنون العمارة المحلية قديماً حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة من الجمال وروعة الهندسة والتصميم في العديد من مناطق محافظة حضرموت رغم عدم وجود أدوات هندسية دقيقة مثل ما هو عليه الحال اليوم, وقد بقيت إلى وقتنا الحاضر بعض الشواهد الحية على روعة البناء والتصميم كما هو الحال مع الحصون التي كانت ولازالت منتشرة في نواحي عديدة من المحافظة.

من بقايا الحصن

حصن "العُرّ" واحد من المعالم التاريخية التي تحكي قصة إنسان هذه الأرض مع الأصالة، فقد أنشئ هذا الموقع فوق تلة صخرية ترتفع عن مستوى الوادي بقرابة(50) قدماً، والواقعة إلى الشرق من مدينة تريم وفي شرق سيئون ، ويبعد عنها بنحو (71 كم) ، ويعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام ، واستمر أيضاً حتى الفترة الإسلامية.

بالنسبة لفترة ما قبل الإسلام فيحتوي الموقع على عدد من القطع الأثرية الحجريـة القديمة المزخرفة ، منها قطع حجرية عليها نحت بارز لزخرفة نباتية متداخلة قوامها تفريعات وأوراق وعناقيد عنب ، وهناك قطعتان حجريتان عليها رسوم لوعول ، منظراً رسم عليه رجل ، ومناظر صيد حيث تبدو على إحداها ، منظر لرجل يمتطي صهوة جواد ويصوب بيده اليمنى رمحاً طويلاً باتجاه أسد واقف على رجليه ، كما توجد أجزاء من أعمدة حجرية مزخرفة ـ أيضاً ـ ، ومعظم تلك القطع الأثرية هي عبارة عن بقايا لديكور أحد المعابد القديمة يعتقد بأنه واحد من معابد الإله (سين) حيث تنتشر في المنطقة الشرقية من وادي حضرموت على وجه الخصوص معابد للإله "سين".

ويتم الصعود إلى الحصن الذي أقيم على موقع المعبد السابق من الجهة الجنوبية الشرقية ، عبر ممر صخري متعرج ، وعليه توجد بقايا أساسات وجدران لمباني خاصة جدران الأسوار ، وبعض المنشآت في الحصن داخل ، وهناك أيضاً صهريج للماء ، وبئر، إلاّ أنه من غير المعروف تماماً تاريخ إنشاء وبناء هذا الحصن وكذلك متى تم هجرة ـ أيضاً - لازالت بقايا آثار حصن العر مع بقايا جدران المنشآت قائمة مبنية من الأحجار المهندمة كبيرة الحجم، كما توجد بقايا صهاريج المياه القديمة.

الحصن بحاجة من الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة السياحة، والهيئة العامة للآثار، التدخل السريع للحفاظ على ما تبقى منه، وكذا القيام بأعمال التنقيب لمعرفة خلفية الموقع بصورة علمية صحيحة ،بالإضافة إلى توفير خدمات البنية الأساسية لتسهيل الوصول إلى الموقع ، فمثل هكذا تاريخ لا يجب أن يهمل.

* موضوع ذي صلة : اضغـــــــــط هنــــــــــا

* عن الثورة