بسم الله الرحمن الرحيم
انطلقنا يوم الإثنين 19ابريل 2014 الرابعة عصرا قاصدين اليمن - حضرموت - في رحلة خفيفة تستغرق أياما عدة نزورخلالها مدينة المكلا والساحل ونعرج على وادي العسل الحضرمي الاصيل ...وادي التاريخ ...وادي دوعن الشهير.
هذه الرحلة القصيرة بالتأكيد لاتعطي التصورالكامل عن حضرموت أوحتى عن الأماكن التي زرتها لأنها ببساطة كانت رحلة غيرمرتب لها ولم تكن في الحسبان ،
تقديرالله وظروف العمل أن تتم هذه الزيارة والرحلة الخفيفة بهكذا طريقة .
في الطريق انطلقت السيارة من الرياض مرورا بمحافظة الخرج فحوطة بني تميم ثم الافلاج ووادي الدواسر والتي بتنا بها ليلة في أحد شققها المفروشة بالساعة -4 ساعات - ثم واصلنا المسيرالساعةالرابعة فجراحتى الحدوداليمنية.
بعد السليل يأتي المفرق يمينا إلى نجران ، وإلى اليسار شرورة فامتداد الطريق الى اليمن ومن هذا المفرق قرابة ال300 كيلو هي عبارة عن رمال قاحلة إذ لايوجد بها محطة بنزين في الطريق حتى كتابة هذا التقرير، فيفضل حينها التزود بالوقود بجانب المفرق قبل الانطلاق .
ومن شرورة حتى منفذالوديعة الحدودي مسافة بسيطة لاتتعدى ال15 كيلو فقط...
ثم وصلنا الحدود...
في المنفذ السعودي كل المعاملات كانت سريعة وميسرة ، فقط يطلب منك الجواز واستمارة السيارة ودفتر التربتك للسيارة الخاصة بك - الحجم الصغير( سيدان) – وسبق استخراجه من الرياض من شركة ساسكو بمبلغ 430 ريال -
وكان المطلوب لعمل تربتك للسيارة :
1-جواز صاحب السيارة
2-الاستمارة
3-رخصة صاحب السيارة
4-بطاقة صاحب السيارة المصرفية واخذ صورة منها...(أحيانا)
بعدالخروج من المنفذالسعودي الى منفذ الحدود اليمنية يطلب منك الجواز وتأمين 38ريال سعودي وكذلك رسوم خدمات 200ريال سعودي وتختيم التربتك ثم ملصق يوضع على الزجاج الامامي...( والافضل ان تقوم بإنهاء اجراءاتك بنفسك ) وإن لم تكن مستعدا للتعب ووجع الرأس فسلمه لأحد المخلّصين لينهيه بطريقته الخاصة.
ملاحظة : دوام المنفذ اليمني من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعةال12 ظهرا
ثم العودة الساعة الثانية ظهرا وحتى الخامسة عصرا ويجب أن ترتب نفسك على هذا التوقيت.
بحمدالله لم يستغرق دخولنا وحتى خروجنامن السعودية سوى ماتمربه السيارة من اجراءات دخول وخروج(تربتك) لاتتعدى النصف ساعة ( ممكن يكون السبب لحجم السيارة وعدم تفتيشها )
انطلقنابعدها قاصدين الوادي أولا مرورا بنقطة تجمع السيارات وملتقى المسافرين (قهوة بن عيفان ) ومن قهوة بن عيفان إلى مدينة الهجرين التاريخية مباشرة دون توقف.
استغرق الطريق كاملا قرابة الساعتين من الوقت من الحدود وحتى مدينة الهجرين في طريق سالك وسرعة لاتتجاوزال120 كيلو في الساعة ووصلنا بحمدالله الساعة الرابعةعصرا وهو وقت حارجدا يقضيه الناس في العادة في بيوتهم هربا من حرارة الجواللاهب في مثل هذا الوقت من العام .
وصولنا الساعة الرابعةعصرا وانطلاقنا الساعة الرابعة عصرا أيضا من يوم الأمس مع توقف أربع ساعات يعني هذا أن إجمالي الوقت كله من الرياض الى محل اقامتنا عشرون ساعة بالتمام والكمال !! .
ارتحناهذا اليوم كله حتى صباح اليوم التالي إذ تبدأبعدهازيارةبعض الاصدقاء و الأماكن والقرى القريبة للإطلاع والفرجة إذ القرى متناثرةهنا وهناك على جنبات الجبال المحيطة بالوادي... ومن هذه القرى كما ذكرها متسلسلة أحد المهتمين :
عمد (( السفال • بروم • الدوفه • العرسمه • القرين • بضه • خديش • رحاب • صيف • قيدون • لبنه • الصداع • القاره • النقعه • شحير • غيل باوزير • السفيله • السيله • العليب • المقد • لقنه • الجول • الصداره • محمده • حديبو • قاضب • الهجرين • حريضه • نفحون • قلنسيه • سهوه • رماه • العرض • ساه • سكدان • الخيام • الريده • الغرفه • القلعه • تاربه • تريس • شرمه • بور • عرض عبدالله • مدوده • مريمة الجديدة • الرحبه • الردود • الريضه • السويرى • الغرف • الفجير • القريه • المسيله • الواسطه • تريم • ثبى • دمون • عينات • قاهر • قسم • ثمود • حوره • قعوضه • الديس الشرقية • الحجلين • الظليعه • عتود • البلاد • العقاد • العنين • القطن • بروج • خشامر • منخر • الحافه • الريده الشرقيه • المصينعه • خاشيم • سرار • قصيعر • سناء • الحامي • الشحر • العيص • عرف • الحاوي • الحزم • السحاري • القاره • سحيل جعيمه • سحيل غانم • سحيل مقارمه • شبام ))
يهمني هنا أن أعرج على شيء من التاريخ وهو( وادي دمون) سالف الذكر والذي ورد ذكره في سيرةالملك الضليل امرئ القيس بن حجر الكندي عندما أشار لدمون في البيت الشهير:
تطاول الليل علينا دمون ***** دمون إنا معشر يمانون
وإنا لأهلنا لمحبون...
ويقع هذا الوادي - كما وورد في الموسوعةالحرة - :
في الجهة الشمالية من مدينة تريم ويمتاز بأراضيه الخصبة والتي تستغل معظمها بالزراعة ويوجد به العديد من المعالم الأثرية من الحصون والمساجد ومن أبرزها :
حصن (نافي ) الذي يقع في بوابة دمون وحصن (غرامه )و(متاش ) أما المساجد فبها مسجد
( مشهور ، وبلفقيه ، وسواده ، والشيخ علي بالغويضه ، ومسجد النور، ومسجد أحمد ) حيث سكن بها سكان دمون قديماً، أما عن العادات والتقاليد التي يحضى بها الوادي فمنها :
قنص الوعول (ويعرف في اللهجة بـ قناصة أو قنيص الوعالة) والتي يعشقها كثيرمن سكان الوادي رغم المتاعب والمشقة التي يلاقونها إلا إنها تظل الأبرز بالنسبة لعادات البلاد .
وكذلك من العادات :
الزوامل وغالباً ماتكون أثناء احتفالات الزواج . ومن أبرزها مهرجان الحياة الذي ينظمه اهالي منطقة دمون وكذلك المطالع السنويةالتي تقام في مناطق مختلفة .
ودمون أيضا ساقية من أودية دوعن (بحضرموت)، وفي غربيها مَسيل وادِ عظيم يقال له:
وادي الغَبَر، ينهر إلى (وادي) الكسر.
(السقاف: إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت، 2005، ص 412)
ويقال ان دمون هذه (وتعرف أيضا بـ دمون الهجرين) هي التي أشار إليها أمرؤ القيس في شعره....ويقال أيضا انها قرية (القزة) الواقعة في وادي الغبر جنوب مدينة الهجرين .
الهجرين...المدينة التاريخية
يهمني هنا أيضا أن أذكربعض المعلومات عن الهجرين ( مسقط رأسي ) وموطن أبائي وأجدادي والتي تعتبرمن مدن حضرموت التاريخية جدا وهي تقع – كما ورد في الموسوعة الحرة أيضا- :
في بداية وادي دوعن في هذه المحافظة ، أو تبعد عن مدينة سيئون 100 كم جنوب غربها، ويغلب أرضها شجر السدر ، إذ أن النحل يتغذى عليها .
وقد شيدت مدينة الهجرين على مرتفع صخري بالوادي يشرف على الوادي الأيمن و الأيسر .
ويبلغ ارتفاع المرتفع الصخري للهجرين بـ 950 متر تقريباً، إذا كانت تعتبر مدينة إستراتيجية في تاريخ اليمن القديم في عهد الدولة الحميرية .
وقد وصف الهجرين عددٌ من الشعراء أمثال الشاعر (صالح المفلحي) في إحدى قصائده التي يقول فيها:
سقا أم الهجر منبتك بالغصن المورد.........منازل تنبت الجوهر وطيب العود والند
وفيها قاصرات الطرف من مثلك وأمثال....حبيبي حل في قلبي وطيفه في سماء حبي
ومدينة الهجرين جزء من العمارة الطينية في وادي حضرموت وتمتاز بمنازلها الشاهقة والجميلة، المتقاربة والمتلاصقة، التي تنسجم مع لون الجبال الشامخة من حولها، فقد تمكن مهندسوها من بنائها بمواد محلية من الطين والتبن ، وكانت هذه المواد تصنع في أحواض النخيل وفي الأودية المحيطة بها ثم تُجلب على قمم الجبال على ظهور الحيوانات حتى وقت قريب في طرق وممرات محددة ووعرة.
وتميزت مدينة الهجرين بخاصية تنفرد بها عن غيرها من مدن حضرموت وهي تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك حيث تتم رؤيته من قبل أشخاص لهم دراية ومعرفة بما يسمى "المطالع" ويتم تحقيقه من قبل القضاة الشرعيين .
الهجرين...أقدم واعرق مدن وادي حضرموت*
الهجرين أو أم الهجر كما يحلو للبعض أن يطلق عليها تقع بين (صقع الكسر) ووادي دوعن فهي حاضرة امرؤ القيس وقبلة الامام المهاجر، هناك يطالعنا التاريخ ويحكي لنا الماضي حيث اطلال الشاعر الجاهلي المعروف امرؤ القيس الكندي وآثار الامام المهاجر واحدة من اقدم واعرق مدن وادي حضرموت، فهي البوابة والواجهة لوادي دوعن وقد عرفت في السابق بهجر دمون التي ذكرت في اشعار امرؤ القيس وهجر خيدون والذي كان يسكن بها بنو الصدف من كندة وعند قراءتنا للاسم باللهجة اليمنية القديمة نفهم ان الهجرين اثنان أي مثنى يعني ذلك مدينتين متقابلتين على رأس جبل كما ورد ذكره في كتاب «صفة جزيرة العرب» للهمداني الذي شبه جبل الهجرين الواقع بين هاتين المدينتين بالجمل البارك، وكما هو معروف انها تتوسط الواديين، دوعن من الشرق ووادي الغبر من الغرب وكأن الهجرين جزيرة يحيط بها الماء من جميع الجهات كما تكسو الخضرة جنباتها عند هطول الامطار ويلتف حولها حزام من اشجار النخيل والسدر، ولقد حبا الله الهجرين ميزة خاصة بأن جعل جبلها منفردا وغير متصل بأي جبل مما يشد الناظر اليها من بعيد وكأنها اسد في عرينه، لقد استطاع الانسان منذ عصور قديمة وبمكونات بسيطة ان يشكل كتلة من المباني وفنون العمارة الطينية التي تزخر بها حضرموت عموما والهجرين خاصة، يقف الزائر نظرة تأمل ودهشة وانبهار مما يشاهده من منازل شاهقة ومنحدرات خطيرة يدل على أن هناك إبداعاً وتعاملاً يعجز عن وصف تلك اللوحة الجميلة كما ان الفنون الاخرى كاعمال النجارة وغيرها لا تقل روعة وجمالاً عن فنون العمارة الطينية.
مكانة رفيعة
لقد احتلت الهجرين مكانة رفيعة في عصر الجاهلية وعصر الاسلام مما جعلها محل الاهتمام من قبل المسؤولين في الدولة والمهتمين بالثقافة والتاريخ والتي ظلت لبرهة من الزمن في طي النسيان وتجاهل كبير لهذا الموروث الحضاري والتاريخي.
و حظيت الهجرين باهتمام الحكومة ودعمها فهي المدينة التي تختزل ذاكرة أمة، وفيما يلي نورد بعض المعالم والاماكن التاريخية بالمدينة:
> دمون:
موطن الشاعر والملك الضليل امرو القيس الكندي الذي انشد قائلاً- كما ذكرنا - :
تطاول الليل علينا دمونا ... دمون انا يمانيون وانا لاهلنا محبون..
كاني لم اسمر بدمون ليلة ولم اشهد الغارات يوما بعندل.
* جبل صيلع:
وهو الجبل الذي جاء فيه خبر مقتل ابيه، فقال قولته المشهورة:
تركني ابي صغيراً وحملني دمه كبيراً، اليوم خمر وغداً امر..
اتاني واصحابي على رأس صيلع.. حيث اطار النوم عني فاغمي.
*جول آل يزيد:
كما يذكر بعض من سكان هذه المدينة التاريخية ان هذا الجول كان معقلاً لدولة آل يزيد التي كان يحكمها النقيب علي بن محمد اليزيدي ورتبة نقيب بما يعادل اليوم الامير او الشيخ وبها آثار قديمة وبوابات تغلق في منتصف الليل والتي لا تزال بعض آثارها باقية الى يومنا هذا والبعض الآخر اندثر مع مرور الزمن.
* جبل المنيصور:
جبل شاهق يصعب الوصول اليه لان الطريق اليه وعرة ويوجد به آثار يقال انها لقوم عاد وهو بذلك موروث تاريخي كبير، لما يكتنزه هذا الجبل من حضارة عاد.
* كهف القزة:
وهو الذي ذكره الهمداني بقوله: ولهم غيل يصب من سفح الجبل كما يوجد بالمدينة عدد من الاماكن الاثرية كاباحجر وقبور مقدسية بالاضافة الى مجاورتها لمستوطنة ريبون الأثرية.
انتهى...
نقلا عن (صحيفة 26سبتمبر...بتصرف يسير
ذكريات زائر...
في (البلاد ) تبرز بعض العادات الجميلة و التي توارثها الحضارم جيلا عن جيل ، فعلى سبيل المثال يتبدى هناك المعنى الجميل لقول الشاعر :
الناس للناس من بدو وحاضرة.....بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
فترى في اليوم الواحد التقارب الروحي والتعايش الجميل بين الجيران في القرية الواحدة ...
فهذا يتناول الغداء مع جاره وتلك تقوم بنظافة المنزل عوضا عن جارتها الغائبة وثالث يعين جاره في الحراثة والساقة ، واخر يقف بسيارته للعابرين للقرى المجاورة ينقلهم بلامقابل سوى اللحمة الاخوية بين ابناء البلدة الواحد...
يبرز في هذا كله حب الخيربين الناس جميعا في المساندة والمؤازرة في السراء والضراء.
ومن الصورالجميلة أيضا ، وضع برادات ماء السبيل للعابرين وسالكي الطريق ، سواء في داخل القرى المتناثرة أو حتى في شبكة الطرق الواصلة بينها وكانت تلك في يوم من الايام عبارة عن (سقاية ) ماء فاستبدل مكانها البرادات الحديثة .
في ( البلاد ) وفي الوقت الحالي استحدث طريق جديد يربط بين مجموعة من القرى وهو خط الطليعةالسريع حتى مدينة القطن والتي تعتبر سوقا كبيرة مقابل بقية القرى ، والتي يتوفربها كل مايبحث عنه المستهلك...حتى تعارفوا على ذلك .
في ( البلاد ) يطالعك الماضي بالحاضرفي تمازج عجيب ، كهندسةالبيوت الطينية والاخرى الخرسانية وكذا السيارات والدبابات مقابل البغال والحميروالجمال...
والأدهش من ذلك كله راعية الغنم التي تعلق الجوال على صدرها وهي ترعى في الحقل !
في (البلاد ) أيضا التنوع الفقهي في الحياة الدينية للمجتمع ، حيث لاوصاية لأحد على احد ، فهؤلاء على طريقة واخرون على اخرى بغض النظرعن الخطأ والصواب في ذلك كله ،
ومن صورهذا التنوع توافد بعض الزيارات والتعني لأجلها لمسلمين من شرق اسيا – كمثال – في زيارة قبورالأولياء والصالحين كمايقولون ، كماهو الحال في زيارة المشهد - المنطقة الواقعة بين مدينة الهجرين وباقي القرى - .
في ( البلاد ) أيضا تتضررمصالح الناس –أحيانا- بالاحداث الجارية أولا بأول ، فانقطاع الديزل - كمثال - عن الجمهورية يلقي بظلاله على حياة الناس العادية وسائر يومهم ، ففضلا عن توقف التيارالكهربائي والذي يعتمد على وقودالديزل فإن بقية المصالح الاخرى تتوقف تبعا لذلك ، أو حتى تتضررجزئيا قدرهذا التوقف وخذ مثلا المستوصفات والمراكزالصحية والبقالات وغيرها.
في ( البلاد ) أيضا اماكن وضعت للقمامة والتي تعارف عليها أهل القرية وغالبا ماتكون بعيدا عنهم في الوادي وماحوله حتى لاتتضررالبيئة أوالقرية بالامراض والاوبئة...
في ( البلاد ) صنف من الناس يقال لهم (الحرافيش ) يعيشون على هامش الحياة ، فلاسكن ولاماء أوكهرباء بل في خيام من الاكياس والصناديق المبعثرة والكراتين المجمعة تُنصب في وادي أوبجانب الطريق العام ولاتكاد تقيهم حرارة الصيف او برد الشتاء...
في الطريق ( للمكلا ) ممرنا بعقبة عبدالله غريب وهي طريق سالك على مجموعة جبال مختلفة يربط بينها هذا الطريق وهو قريب من طريق الهدا الموجود في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية ، وصادف ان اغلق هذا الطريق في طريق العودة الى الوادي وذلك بسبب انقلاب قاطرة شحن بضائع ممااضطرنا للعودة من طريق اخرغير سالك ولا معبد ويبعد ساعات عن الطريق العام للبلاد لكننا اثرنا المشي فيه بدلا عن العودة الى المكلا مرة اخرى...
في ( المكلا ) وفي الدائرة الحكومية بالمدينة...اجراءات حكومية فاشلة – هكذا رأيت وماشهدنا الا بماعلمنا - ولخبطات ادارية مزرية وكذب صراح أحيانا حتى تتعطل مصالح الناس فإما أن ترضى بهذا الواقع أو( هت لي معك شي امشيك ) يعني الرشوة بكل بساطة !
ورأيت مثله في بعض الدول العربية إلا من رحم الله .
وفي نفس الدائرة – أيضا - لاقيود على بعض تصرفات الموظفين فذاك يبدل ثيابه أمام المراجعين واخر يأكل ويشرب في لامبالاة واضحة وصريحة بالنظام والقانون .
في ( المكلا ) رأيت البحروجماله والشاطئ ونظافته اذ المكان بكرا لم يتم استثماره الا شيئا يسيرا
على الرغم وجود بعض المشاريع الصغيرة هنا وهناك.
في ( المكلا ) هناك الخور- خورالمكلا – والذي يلتقي فيه اطياف من الزوار والقادمين واهل المكلا بخاصة في جلسات خفيفة وممشى خصص للمارة والعابرين والزوار وحتى في المهرجانات والاعياد المختلفة على اثيربحرالمكلا وبين ضفاف ماءه .
في ( المكلا ) المدينة الجميلة وعاصمة اقليم حضرموت يلتقي التاريخ وتتعانق الصور والذكريات في بوتقة واحدة ومنظر بهيج...و...بعد المكلا شاق !
وفي (حضرموت الحضارة ) مفارقات متنوعة وصورمختلفة وألوان متعددة للحياة لكن في النهاية يبقى الشعب الحضرمي العظيم واريحيته وبساطته المقياس الحقيقي لهذه الارض التي انجبت الكبارفي المال والاعمال وقبل ذلك في الصدق والنزاهة والامانة فنقلوا هذه الاخلاق الى شتى المعمورة واصقاع العالم فانتشروا في البلدان والامصارونقلوا نماذجهم للعالم أجمع .
تحية اجلال واكبار لشعب حضرموت العظيم...
تقرير: عبدالله علي بامعيبد
تصوير: عبدالله بامعيبد وبالتعاون مع المصورالفوتوغرافي المحترف محمد باواكد ( عاشق حضرموت )