بسم الله الرحمن الرحيم
بذرة بحث عن مجلات ونشرات مصفاة عدن
تم افتتاح شركة الزيت البريطانية (بي بي) في عدن (اليمن) وتحديدا في منطقة البريقة (عدن الصغرى) في شهر يوليو من العام 1954م, بعد بناءها في مدة أسطورية دامت سنة وثمانية أشهر, من قبل الشركتين البريطانية والإمريكية (Bechtel & Wimpy بكتل آند ويمبي) ثم آلت ملكية هذه الشركة بعد استقلال جنوب اليمن بعشر سنوات, أي في العام 1977م إلى الدولة, ودعُيت منذ ذلك الوقت بـ(( شركة مصافي عدن (ARC)).
بدأ اصدار المجلات والنشرات الخاصة بالشركة في وقت مبكر جدا, بل حتى قبل أن تقوم للشركة قائمة, فأول النشرات الصادرة كانت:
(Little Aden Mercury) التي صدرت عن شركة (بكتل آند ويمبي) المنفذة لبناء شركة مصافي الزيت البريطانية (BP),حيث صدر أول أعدادها في العام 1952م, وقد كانت أسبوعية وباللغة الإنكليزية, إذ كانت تعُنى بشئون المتكلمين بها آنذاك, وعلى الرغم من مواضيعها القليلة, إلا أنها كانت أخبارية بحتة ، تهتم بشكل أساسي بما تم إنجازه خلال أسبوع من العمل, إضافة إلى سجلات الوافدين المهمين إلى الشركة من موظفيها والمغادرين منهم, وقد استمرت المجلة أو النشرة - بصورة أدق–إلى أن انتهى المشروع نهائيا في العام 1954م.
عندما تولت BP مهام المصفاة سارت على النحو ذاته، فأصدرت مجلتها الأخبارية(Jottings) بنفس الشكل الذي كانت تصدر به المجلة السابقة, بل إنها كانت أقل درجة منها من حيث المستوى الفني، غير أنها شهدت تحسناً ملحوظاً بعد ذلك, حتى توقفها في العام 1974م.
أما (أخبار المصافي), والتي تعتبر مجلة الناطقين بالعربية من موظفي المصفاة والأهليين (اليمنيين) منهم خاصة، والمعنية بشئونهم- لذا فهي رديف الـ(Jottings) غير انها ليست نسخة مترجمة عنها- وقد صدر أول عدد منها في الأسبوع الأول من نوفمبر من العام 1956م, وكانت تحمل في طياتها أخبار المصفاة ومنطقة البريقة، ورسائل التوعية المهنية (رسائل السلامة), وخُصص - منذ البدايات الأولى - قسم للأطفال أو طلبة المدارس, حيث تم التواصل معهم ونشر ما يجودون به حسب اهتماماتهم وقدراتهم بدءا برسوماتهم, مرورا بما ينقلونه من معلومات، وحتى ابداعاتهم وانتاجهم الفكري الذي يتناسب ومستوياتهم, ونتيجة لذلك كانت (أخبار المصافي) مصاحبة لبدايات وانطلاقات قامات علمية وأدبية مشهورة في ساحتنا الثقافية اليوم, إضافة إلى المخضرمين الذين كتبوا سطورهم في طياتها.
لقد لعبت (أخبار المصافي) في وقت ماضٍ دور القناة التلفزيونية اليوم تقريبا، فتهافت عليها الجميع في منطقة البريقة, وكانوا يقرأونها من الغلاف إلى الغلاف, وتعد هذه المجلة بحق سجلاً حافلاً بتاريخ المصفاة وتاريخ البريقة الرياضي والإجتماعي وحتى الثقافي، وكذا تاريخ عدن وغيرها من المحافظات بل والعالم احيانا, لا سيما مع وجود الصور النادرة المطعمة بها, وهنا أجدها فرصة لأستحث المصفاة والباحثين للاستفادة من هذا الأرشيف الثري.
واذا ما تتبعنا فترات سبات هذه المجلة بانقطاعها (للأسف) ثم نفض الغبار عنها، ومعاودتها الحياة، وجدنا أنها ومنذ صدورها في العام 1956م قد تعرضت لهذا مرات عديدة فمثلا انقطعت لأشهر في الستينات، ثم لأسباب سياسية في يناير من العام 1974م، ولم تعاود نشاطها الا في اغسطس من العام 1980م, ثم انقطعت مرة أخرى في العام 1993م حتى صدور جملة من أعدادها الأخيرة المتقطعة ابتداءً بالعدد (صفر) في العام 1998م وانتهاءً بالعدد (15) في نهاية العام 2001م, وحتى يومنا هذا.
جدير بالذكر هنا أن شركة (BP) لم تقتصر على هاتين المجلتين فحسب, بل إنها أصدرت مجلات عديدة, لربما وحسب اعتقادي, أن أي شركة – ليست إعلامية – آنذاك, لم يكن لها نفس هذا الاهتمام بمثل هذا العدد من المجلات, فقد أصدرت إلى جانبهما:
(Aden Magazine): نصف سنوية,صدرت في الستينات.
(مجلة عدن): وهي النسخة العربية للأولى, وهي التي على الرغم من قلة أعدادها إلا أنها جديرة بكتابة مقال آخر يتواءم وغزارة المعلومات التي حظيت به هذه المجلة مع نوعية المقال المتداول حتى اليوم, إضافة إلى الشكل الجميل الذي ظهرت به حيث طبعت في لبنان.
(View Point) والتي صدرت عن جمعية المصورين في عدن الصغرى, صادرة باللغة الانكليزية.
(Staff Newsletter) التي أصدرها مشرفو الإدارة المركزية وبالأخص من إدارة شئون الموظفين في مطلع الستينات بجهد ذاتي وعدد من الاوراق قليل, لم يقدّر لها الاستمرار طويلا, واعتمدوا الانكليزية في نشرها ايضا.
كما ساهمت (شركة مصافي عدن) في طباعة مجلة (الشعلة) الخاصة بنادي الشعلة الرياضي, وطبعت أيضا نشرة (الإداري) التوعوية الصادرة عن إدارة شئون الموظفين في العام 2004م, وانتهت في العام نفسه بعد صدور ستة أعداد منها.
ملاحظة: كل المجلات والنشرات الصادرة قبل حرب 1994م أتى عليها حريق ذلك العام وما صدر بعده قليل جدا كما ترون اعلاه.
* بقلم - هاني باسل