من ينزع الطوبة الأخيرة من جدار النظام ؟!

2014-08-24 15:06

 

إن أي معالجات رئاسية للأوضاع السياسية في اليمن ستكون معالجات متأخرة وفات زمانها، خاصة بعد أن أطلقت الجرعة الديزلية رصاصات الرحمة على النظام السياسي في اليمن.

 

وهذه الأوضاع من يركب موجاتها سيكون هو الـ(سي سي) المنتظر بعباءة إمامية تقدمية، تحاول إرجاع حقوق المظلومين إليهم، وتقف إلى جانبهم، وتحمي تطلعاتهم وتهديهم إلى الطريق القويم.

 

جدار النظام السياسي في اليمن جدار جعلت منه الأزمات السياسية والاقتصادية جداراً قابلاً للانهيار، ولكنه لم ينهر حتى هذه اللحظة، وهو واقف بحياء منتظراً أحد المارين أن ينزع منه حبة الطوب الوحيدة التي تحمي جدار السلطة من الانهيار.

 

لم تسمح الظروف للأحزاب السياسية في اليمن بأن تقوم بدور (الزوج المعطل) الذي يراد منه أن ينزع الطوبة الأخيرة للنظام، والكل كان ينتظر ذلك، ولكن لا أحد استطاع أن يستجمع قوته وينتزع ورقة التوت عن عورة النظام.

 

وتطوع النظام نفسه بانتزاع الطوبة الأخيرة من جداره من خلال إصداره جرعة مميتة للنظام وليست جرعة وقائية تحمي النظام، والآن جدار النظام في طريقه للانهيار طوبة وراء طوبة، وهو ما سوف يؤدي إلى تمزق البلاد إلى طوبات يصعب لملمتها من جديد. الكل يتوقع أن يظهر في هذه الحالة (سي سي) جديد لليمن يركب الموجة الهادرة ليتحكم بما فيها بعدما ينهي خصومته مع النظام الذي وجه إليه ستة حروب اقتصادية وأمطره بوابل من الحروب المتتالية، وسيجازيهم بتهم الفساد والعبث بالأموال العامة وإنهاك البلاد والحؤول دون تقدمها.

 

البنيان السياسي في طريقه للانهيار، لأن الفترة الانتقالية في اليمن شهدت تحركات سياسية بطيئة، ولكنها لم تنتج إصلاحات ناجحة في اليمن، ولهذا سيتكرر ظهور (السي سي) المصري في بلادنا، وسوف يتفرع إلى (سيسيات) مفردها (سي سي)، على مستوى الشرق الأوسط؛ لأن هذه الأوضاع ستجعل من يركب موجتها (سي سي)، ولكنه سيظهر على شكل رجل سياسي بحنكة عبدالملك الحوثي، الإمام المنتظر للثورة اليمنية.

 

وسيأتي ربيعٌ جديدٌ للشعوب العربية، حاملا معه نكهة (حوثية) مجددة للأنظمة العتيقة التي باءت بالفشل، وألقى بها التاريخ في متحف مخلفاته، وبعدها سيرفع الناس أيديهم للسماء، داعين بظهور (سي سي) جديد، ينهض بهم وبحياتهم إلى مصاف الدول التي يأكل شعبها ثلاث وجبات يومية على الأقل من الغذاء متوسط الدسم.

* الأيام