من خلال تتبع حالات الهستيريا السياسية والاعلامية لبعض فصائل العمل السياسي الجنوبي او القوى والاحزاب التي تحسب على الجنوب نلاحظ كما هائلا من السلوكيات المقيتة والطروحات الجوفاء التي تفتقر الى ابجديات العمل السياسي ناهيك عن المغهوم الثوري وتجلياته الوطنية ….
لا نتحدث هنا عن التباين او الاختلاف السياسي بين المجموع السياسي الجنوبي فهذا امر بديهي بل ومطلوب لضبط ايقاع الحركة الوطنية حاضرا ومستقبلا ..
بل نتحدث عن استراتيجية التدمير الموجهة وغير الموجهة لكل قواعد العمل السياسي الصحيحة ولو بحدودها الدنيا..
ناهيك عن افتقارها لاي ابعاد وطنية وثورية تتسم بسعة الافق ورسم خارطة المستقبل السياسي والاجتماعي للجنوب القائمة على المواطنة والشراكة المجتمعية والابتعاد عن مفهوم الاستحواذ والغلبة ليكرس مفهوم الاقصاء والتهميش لنعود بذلك الى نقطة الصفر المجردة من اي مفهوم وطني او انساني او بذور مشروع الدولة القابلة للحياة..
قد نستطيع تفسير بعض الاخفاقات وسوء النهج لعوامل ضعف وتدمير التكوين السياسي والاجتماعي الجنوبي وذلك منذ العام 1994وما تبعه من سيناريو ممنهج بعقلية بدائية وحاقدة وبتواطؤ ومباركة قوى اقليمية ودولية لتدمير البنى الحداثية لشعبنا التي اكتسبها عبر عقود طويلة من الزمن لينتهي به الامر ليس فقط ابعاده عن مفهوم التكامل والشراكة بالسلطة والثروة بل تعدى كل ذلك لدرجة استهدافه وجوديا عبر تدمير ارثه الثقافي وامكانياته الاقتصادية المكتسبة وأواصر البنى الاجتماعية لشعبنا…
.
وللاسف ايضا العثرات بل الاخطاء القاتلة التي واكبت بناء الدولة الجنوبية الوليدة بعد ثورة اكتوبر المجيدة والتي اتخذت منحنى بياني غير مدروس منتهاه الدخول في مستنقع الايديولوجيا العمياء والصراع الطبقي والديكالتيك وشعارات القومجية الصماء لتشكل بذلك مشروعا سياسيا في محصلته السياسية والفكرية اصابنا كشعب وهوية في مقتل…
بعد كل ذلك وفي حاضرنا المؤلم اليوم ايعقل اننا لم نستوعب الدرس الذي تجرعه شعبنا لنحاول بذلك البحث عن وسائل العمل السياسي الخلاق القائم على استراتيجية عقلانية تتسم بالحكمة واستخدام وسائل واساليب ديناميكية تستطيع فهم الواقع والتعامل معه بشكل وطني ومسوؤل بعيدا عن مفهوم النظرة القصيرة المبنية على الانفعالية وسوء التفكير….
لنستطيع بذلك تحويل قوانا المتعددة الى اشكال فعالة قابلة للاستمرارية والحياة ومواجهة كل المشاريع التي تستهدف الجنوب كثورة وشعب وهوية لننتقل بذلك الى قوى قادرة على الفعل وليس ردة الفعل..
لنصبح من خلالها لاعبا اساسيا يسيطر على قلوب الجماهير وعقولها وعبرها السيطرة على الارض ومفاتيح التمكين والمبادئه وبهذا دون غيره سياتي العرب والعجم الينا بعيدا عن مفهوم التسول السياسي المخزي الذي يعيشه بعض من يدعون النخبوية الهلامية التي قل نظيرها في تاريخ الشعوب العظيمة وقواميس الثورات في سفر الانسانية عبر محطات نضالها اللامتناهي.
سلاما لشهدائنا الميامين وسلاما لذويهم واهلهم المقربين سلاما للثوار والمناضلين القابضين على الجمر…
سلاما لشعبنا المكابد الصابر على ظلم الغرباء وغباء الاقرباء… سلاما لوطن عظيم نقدم في سبيله الرؤوس والدماء طواعية قربانا لنيله الحرية والمجد والسؤدد..
بقلم / د. حاشد أحمد عبيد
اكاديمي وناشط سياسي