مقابلة صحفية
س- كيف تنظرون للواقع المعاش اليوم وما هي حقيقة الصراع الجاري على السلطة والثروة في اليمن؟
- يعود بنا هذا السؤال المركب إلى نبش ملفات قديمة أهل السياسة والأحزاب في الحكم لها أو عليها من حيث الصواب والخطأ الذي أحاط بالجوانب السلبية العديدة أو الايجابية القليلة النادرة المرتبطة.
والبداية كانت في اليمن.. يمن شمالي ويمن جنوبي- شمال وجنوب، مملكة متوكلية وجنوب عربي ومستعمرة عدن ومحميات شرقية ومحميات غربية ومن ثم اتحاد فيدرالي في تركيا وثالث في الهند، وتختزن عقول المعتمرين الأحياء في صنعاء وحضرموت وتعز وعدن الكثير من المعلومات والتفاصيل كإضافة لما تحتويه الكتب التي تزخر بها مكتبات جامعية في العالم العربي وبريطانيا وتركيا.
واختصارا للطريق والوقت ولتفادي الإقرار بسوء الحكم أو صوابه وصحته في أزمان ومراحل لا يملك أحد المعاصرين الحجة التي تبرر له اطلاق حكم على مواقف ومراحل سابقة لم يعايشها بل سمع أو قرأ عنها.
فالمحطة الأولى التي لها علاقة مباشرة ومضمون متميز دون إثارة جدل بيزنطي حولها في متاكي القات وندوات النخب والانخاب ومجالس الأنس والطرب ، هذه المحطة تحكي حالات يأس واحباط واكتئاب تسود الشمال والجنوب وعن معاناة الناس البسطاء فيهما من أنظمة حكم هيمنت في عدن وصنعاء لسنين طوال وتزامنت مع حالات عزل واضطهاد في ظل ظروف المشار لها قرر علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح وهما الفاشلان في حكم الجنوب والشمال أن يعلنا إنشاء وحدة اندماجية يتقاسما بموجبها السلطة والثروة بينهما ، وكان شهود الزور كما هي العادة من رفاق الحزب الاشتراكي الجنوبيين ومن نكرات قافلة النهيق والنفاق.. وللرفاق والنكرات سجلات خزي وعار تحكيها حقائق محفوظة في الذاكرة، وأمامنا تبرز الحقائق التي أخفاها الفاشلون الفاسدون في حينه وأذكر منها:
- تجاهل وإهمال توعية الجماهير في الشمال والجنوب عن عمد بتفاصيل صفقة الوحدة المبرمة بين العليين السنحاني والحضرمي دون الرجوع إلى الشعب فكان المعارضون للوحدة أغلبية في الشمال وأقلية في الجنوب وسبحان مغير الأحوال بالنفط والغاز والأسماك.
- دور صدام حسين وأمواله للعليين السنحاني والحضرمي لإنجاز وحدة بعد الحاق السكتة الدماغية بالعقلاء والمفكرين في يمن الشمال ويمن الجنوب، وما خفي كان أعظم.
- فشل محاولات ومساعي خليجية للتحذير من مغبة إبرام وحدة سياسية بين نقيضين لا يجمع بينهما سوى الجهل والتخلف والنهب المنظم للمال العام ومصادرة السلطة واحتكارها .
واليوم ويا للعجب ينقلب السحر على الساحر فقد تحول الشماليون المعارضون إلى عشاق وحدة ما يغلبها غلاب وتعاظم تمرد ومقاومة الشعب في الجنوب لوحدة الضم والالحاق والاقصاء وهكذا يفعل الله ما يشاء ويغرق شماليون في حروب جهوية في صعدة وحركات تمرد مسلح في مارب والجوف وسفيان وعمران ومحيط صنعاء بينما تضرب قيادات جنوبية في صحراء السياسة بدون هدى.
ومن الطاف الله أن بعث لأهل الشمال ولأهل الجنوب رئيسا اكتسب خبرة وتجربة بمعايشة مآسي وكوارث حلت بأهل الجنوب وأهل الشمال على مدى عهد الرئيس المخلوع المشؤوم حين عمل كنائب للرئيس بصلاحيات لا لون لها ولا طعم.
ولما كانت الأخطار والتحديات هي التي تصنع الرجال فإنها قد صنعت لليمن هادي رئيسا حكيما وشجاعا مقداما يحظى بتأييد الداخل والخارج بصورة غير مسبوقة.
س- ماهي نصيحتكم للأطراف المتصارعة في بلادنا؟
- أقول للإخوة الأعداء في الشمال والجنوب وفي صعدة وأرحب ومأرب وشبوة كفاكم حروب وتمرد فتراحموا وأصلحوا ذات بينكم ولا تنقادوا وراء دعوات الفتنة وناضلوا دفاعا عن حقوقكم المشروعة لتستعيدوا ما نهب منها، واجعلوا من الديمقراطية والدستور هدفا ومرجعا وملاذا.
س- هل هناك بارقة أمل للخروج بمشروع انقاذ وطني ومن تقترحون هم القادرون على إعداده وتسويقه؟
- يجب أن يبقى الأمل حيا في نفوسنا وعقولنا لأن الحياة بدون أمل تعني الموت للأحياء والفشل المميت للكسالى والخاملين والهابطين والمتكلين على غيرهم لا المتوكلين على الله الواحد الأحد، ومعلوم أن في بلادنا جهابذة علوم سياسية وفقه وشريعة أذكر منهم علي ناصر محمد د. ياسين نعمان ود. علي عبدالكريم ود. أبوبكر القربي واسماعيل الوزير وشكيب حبيشي وفائقة السيد وراقية حميدان ورندة محمد سالم علي .
وأدعو العقلاء والمعنيين بمستقبل الشعب والوطن إلى اصطفاف وطني دون تردد وراء الرئيس هادي ونبذ خلافاتهم الجهوية والطائفية والمذهبية والسياسية.
فواقع المعاناة لا يبشر بخير لأحد في الشطرين ويتحمل المخلوع ومن معه مسؤولية عواقب الحملات الإعلامية الهوجاء التي يوجهونها ضد الرئيس هادي للإساءة والتشويه والإثارة المبرمجة. كما أناشد الجنوبيين والشماليين وأصدقاء اليمن من العر ب والأجانب إعلان بإدانة التصرفات الرعناء التي يمارسها المخلوع والمرتبطين المنتفعين به . وتأكيدهم على ضرورة محاكمته على جرائمه وبسطه على المال العام ومسؤوليته المباشرة عن الحروب الأهلية والإقليمية وعن إزهاق الأرواح البريئة في اليمن وخارجه .
* حاوره الزميل : فراس اليافعي
صحيفة “ الأمناء ” التقت به وحاورته حول أهم قضايا الساعة على الساحة اليمنية، وفق نص اللقاء أعلاه .
* يعتبر السياسي الكبير عبدالله عبدالمجيد الأصنج، وزير الخارجية الأسبق، رئيس تكتل المستقلين الجنوبيين، من أبرز الوجوه السياسية المثيرة للجدل، أسس مع مناضلي الحركة العمالية والوطنية المؤتمر العمالي بعدن وحزب الشعب، ومن قبلهما الجبهة الوطنية المتحدة، وحال استقراره في صنعاء كان بدعوة من المغفور لهم ـ بإذن الله ـ القاضي عبدالرحمن الإرياني، والمشير عبدالله السلال، والفريق حسن العمري، وبتشجيع من الأستاذ أحمد النعمان ونجله محمد أحمد النعمان، والعميد محمد علي الأكوع، والأستاذ يحيى جمعان، ومحمد أنعم غالب، وأحمد عبده سعيد، وعبدالغني مطهر، والشيخ سنان أبو لحوم، والشيخ نعمان بن راجح، وحسين علي الحبيشي، وعلي سيف الخولاني، والدكتور محمد سعيد العطار، والدكتور حسن مكي، وعبدالله حمود حمدان، وأحمد دهمش.
تولى الأصنج وزارات الخارجية والاقتصاد والمواصلات، وبقرار رئاسي تولى الأمانة العامة للاتحاد اليمني الجديد.
ترك صنعاء بعد محاكمة يصفها هو بالهزلية، قضت بالتحفظ عليه في زنزانة بإدارة الأمن الوطني، وبعد عام نقل للإقامة الجبرية في بيته لعام آخر.
غادر صنعاء للعلاج في الولايات المتحدة، ليستقر حال عودته في القاهرة حتى العام 1994م.
تم تعيينه وزيرا للخارجية في جمهورية اليمن الديمقراطية التي أعلن عنها الرئيس علي سالم البيض في 1994م.
كان موضع الرعاية من المغفور لهم ـ بإذن الله ـ الملك خالد بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان، والملك فهد بن عبدالعزيز، والأمراء سلطان ونايف وسلمان وأحمد أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ويعكف حاليا على إعداد مذكرات يتناول أهم المحطات السياسية الحاملة أسرارا ومفاجآت يمنية وعربية ودولية.
“الأصنج” أثار بتصريحاته عبر الصحف اليمنية والخارجية جدلا واسعا، تعرض للهجوم من قبل الكثير، ولكنه لم يتعرض للانتقادات ممن تحدث عنهم.
وتعتبر عائلة الأصنج من أوائل الأسر العدنية التي استقرت في مدينة الشيخ عثمان منذ التخطيط لتعميرها في نهاية القرن التاسع عشر 1800 وبداية القرن العشرين 1900، حيث بنت وأسست فيها أول منازل للسكن (الشخصي والتجاري)، والتي لا تزال تعرف حتى الآن بشوارع أو حوافي (الأصنج) ..