جدار النار الإرهابي حول الجنوب .. تقزيم الجنرال وعملقة الشيخ !

2014-05-07 12:00
جدار النار الإرهابي حول الجنوب .. تقزيم الجنرال وعملقة الشيخ !
شبوة برس- خاص عتق

 

تشهد محافظتي شبوة وأبين حملة عسكرية قوية ظاهرها محاربة القاعدة التي تتمحور تحت مسمى أنصار الشريعة، وهو إطار يجمع جماعات بعضها صادق الولاء للقاعدة وفيها خليط من قاعدة ذات ولاء لمراكز السلطة والثروة في صنعاء , والتنظيمات الجهادية عموما أفرزتها ما أدّعته جماعة الأخوان المسلمين من مراجعات عندما ادعت تخليها عن  العنف للوصول للسلطة !!

 

وصادفت الحرب الأمريكية ضد السوفييت في أفغانستان التي لا توجد فيها قوى وطنية لحشد الأفغان إلا التيار الإسلامي أو تشكيلة القبائل الأفغانية .

 

وكان الجنوب حينها محكوما  بتجربة  حزب واحد لم يستوعب الجنوب وجفف جداول التنوع السياسي في تجربته وفي المقابل منعت صنعاء ظهور الند السياسي الجنوبي فيها وتعاملت مع الجنوبيين فيها إمّا كلافتات سياسية او كمادة خام لحماية أمنها واستغلت الجماعات الإسلامية والعسكرية في صنعاء تلك المرحلة لخلق التيار الجهادي من الجنوبيين ومن اليمنيين وحولته سلطتها بعد الحرب ندا إرهابيا ووطنته في الجنوب وجعلت منه جدارا إرهابيا حول الجنوب بحيث لا يسمع العالم من الجنوب الإ صوت الإرهاب .

   

إن المفهوم العملي للوطن وللدين تقيسه مراكز السلطة والثروة في صنعاء بالمسافة بين منازلها ومصالحها ، فعندما اجتاحتها أزمة التغيير انهزمت للجماعات وسهلت لها انفلاتا امنيا لتمسك الجنوب نيابة عنها فأقامت إمارتي جعار وعزان وعندما فرضت عليها المعطيات الدولية مواجهتها وإخراجها من أبين تحركت لكنها لم تكمل الحملة وتركت المواجهة معهم لتتمكن من فرض استحقاقات في الجنوب تتجاوز محاربة تلك الجماعات!!.

   

توزع الأنصار بعد خروجهم من أبين في ملاذات ليست مجهولة للدولة وكان يمكن إدارة حرب أمنية وضربات جوية لاصطيادها فطرقها وأماكن تجمعها ليست مجهولة لكن الدولة اختارت الفراغ الأمني أن يسيطر ويدير مناطق شاسعة من محافظتي شبوة وابين  لكي تمرر فيما يبدو أهداف تتجاوز محاربة الإرهاب فجمدت نشاط الشرطة المحلية في تلك المناطق وحتى اللجان الشعبية التي شكلتها في الحملة الأولى أوصلتها السلطة الى نقطة لم تتجاوزها في محافظة أبين !! .

 

 إن القاعدة أو أنصار الشريعة رغم ذلك الفراغ لم تتمكن ان  تدير او تؤسس إمارات في تلك المناطق كحالها في أبين أو كحال الحوثي في مناطق صعدة , وذلك لان قبائل تلك المناطق لن يسمحوا بذلك.

 

لكن الانفلات الأمني ووجود بعض ابناء القبائل فيها جعلها تتحرك في تلك المساحات التي لا يشعر الأغلبية من مواطنيها بالولاء لحكومة صنعاء ولا تتمتع قواتها المسلحة وأمنها المركزي بالثقة والاحترام فيها وفي نفس الوقت هناك شعور لدى المواطنين بان  تلك الجماعات تحركها مراكز السلطة والثروة في صنعاء فتحررها بطريقة غير معقولة من سجونها وتتجه بها الى الجنوب وان خطورتها وتمددها لم يتجاوز المسارات والمساحات التي تخدم مصالح قوى السلطة والثروة في صنعاء .

 

فمثلا يفجرون " أنبوب عياذ النشيمة" الخط الروسي لنقل النفط الخام من صحراء شبوه , وهذا الخط لا شراكة فيه لتلك المراكز والتفجيرات فيه تخدم شركة نقليات "الحثيلي" السنحاني لنقل النفط الخام والتي تملكها مراكز السلطة والثروة في صنعاء!! ولم يتجهوا إلى أنبوب الغاز الذي الشريك اليمني فيه هي ذات المراكز  الا مرة واحدة صادفت بالضرورة فترة صيانة في منشأة التصدير !!.

 

 إن الجنوب وليس أزمة التغيير من يدفع ثمن الحرب على الإرهاب منذ ان سهل له النظام السابق الملاذات فيه ولا يكفي سياسيا للجنوب إن تقزم هذه الحرب إتباع الجنرال وتعملق إتباع (الشيخ) علما إن كسر عظم هذه الجماعات وهزيمتها مشكوك فهي تتمتع بمرونة في الحركة والحرب معها لن تحسمه المواجهات التقليدية المعروفة في منطقة تضاريسها الطبيعية والسياسية معقدة , وهي ليست موالية لتلك الجماعات لكنها أيضا ليست مع رؤية السلطة لحل القضية الجنوبية , كما إن مرونة حركة الجماعات ستستعدي بها القوات العسكرية لتسرف في تدمير القرى التي ليست حاضنة لها ونجاح أو عدم نجاح الحملة سيقاس إذا ما تعدت أهدافها أو تحولت إلى عقاب للأهالي وتدمير ممتلكاتهم أو القصف العشوائي او تدمير واستباحة القرى والمنازل ونهب ممتلكاتها ...الخ .

 

فأي أخطاء أو تجاوزات من ذلك القبيل ستصب في مصلحتهم ( القاعدة) , فتدني مستوى الوعي بخطورتها الى جانب ما يحمله اغلب المواطنين من كره للدولة سيجعل تعاون المواطن المتضرر معهم ليس ولاء لهم  بل للثأر ممن الحق به الضرر.

 

 

* الكاتب السياسي : صالح علي الدويل الباراسي

   صدر باراس - شبوه