بسم الله الرحمن الرحيم
قال السيد عبد الرحمن علي الجفري رئيس رئيس رابطة الجنوبي الحر في رده على سؤال عن لقاء شرم الشيخ .. لا علم لي بهذا الموضوع وقرأت عمّا نُشر حوله في وسائل الإعلام وأن هناك مؤتمرسيجمع بين الرؤساء السابقين علي سالم البيض وعلي ناصر وحيدر العطاس وحسن باعوم، ولا أدري لماذا يتم عمل هذا الإجتماع، فلدينا لجنة تحضيرية في الجنوب لعمل مؤتمر جنوبي جامع
وقال الجفري أننا - لن نقبل بالتسويات السياسية لأن قضيتنا وطنية.. والجنوب حتماً سيعود. واضاف السيد الجفري - الأنسب لإخواننا باليمن أن يكون عندهم نظام فيدرالي.
وقال أيضا - ما يربطنا بالدول العربية التاريخ والجغرافيا والمصالح.
جاء ذلك في مقابلة صحفية أجرتها معه الصحفية الاستاذة ولاء عمران من صحيفة الجمهورية المساء المصرية تلقى "شبوه برس" نسخة منها ويعيد نشرها :
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري، رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر، ونائب رئيس الجنوب أثناء حرب 94م، وهو واحد من أهم القيادات في الجنوب وسياسي مخضرم، عُرف عن حزبه بأنه كان أول حزب سياسي أُسس في الجنوب العربي، ولا شك بأنه يحظى بثقة شعب الجنوب وذلك لما له من مواقف سياسية معروفة – محلياً ودولياً – تجاه قضية شعبه، والحزب الوحيد الذي طالب بتحقيق مصالحة وطنية ووحدة جنوبية قبل الاتجاه للوحدة مع صنعاء ولكن للأسف لم يُستجب لذلك من القائمين على الجنوب آنذاك، ونزل إلى عدن في 13 مارس 1990م مع قيادات حزب الرابطة لأول مرة منذ حوالي ربع قرن، وحاول حزب الرابطة بكل الطرق أن تتم مصالحة وطنية على مستوى الجنوب ووحدة جنوبية وطنية قبل الوحدة مع صنعاء ولم تتم استجابة في عدن لهذا الرأي، وعاد إلى صنعاء، وتم التعجيل بالوحدة ووُقعت الإتفاقية في مايو من عام 1990م بدلاً من شهر نوفمبر بإتفاق مع الرئيس صدام حسين، كما يُقال على حد قوله، ولمعرفة آخر المستجدات على الساحة الجنوبية كان لنا معه هذا الحوار.
س1: في البداية لماذا رفضتم المبادرة الخليجية والحوار الوطني؟
ج1: لم نرفض المبادرة الخليجية ولكن رفضنا المشاركة في هذا الحوار لأن المبادرة الخليجية تخص صراعاً بين مراكز القوى في صنعاء.. ولأن قضيتنا هي قضية وطن محتل وحينما تكون القضية وطنية لا يوجد مجال للتنازل عن هويتنا ولا حريتنا ولا استقلالنا وبناء دولتنا.. وحل القضية الجنوبية لن يتأتى بتسويات سياسية، ولا بمقولة (ما لا يُدرك كله لا يُترك جله)، ولا تنطبق على قضية وطن بل تنطبق على القضايا السياسية الذي يكون متاح فيها أن يتنازل كل طرف عن شيء لكي يتم الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين.. وتوصيف القضية الجنوبية بأنها قضية سياسية هو وصف خاطيء، والشعب الجنوبي لن ييأس ولن يستسلم حتى يستعيد أرضه "وحتماً سيعود الجنوب لابنائه".
س2: ما تعليقك على إتهام "جمال بنعمر" بالخيانة من قِبل بعض الجنوبيين؟
ج2: جمال بنعمر جاء يمثل منظمة دولية ونفذ ما كُلف به وقد يخطيء ويصيب، وهو أخطأ في بعض الأمور بالفعل، لكن إتهامه بالخيانة لا يجوز لأنه في الأساس ليس مواطناً جنوبياً.
س3: البعض داخل الحراك الجنوبي يهدد بالتصعيد خاصة بعض تعرضهم لمذابح وانتهاكات وقصف مدفعي، فهل توافقهم على هذه الخطوات التصعيدية؟
ج3: أولاً.. لا ألومهم.. ولكن عن تجربة وحرص عليهم وعلى الوطن وعلى القضية الجنوبية فإن قوة القضية في سلمية النضال وإن انتهت سلميتها سيتعذر نهائياً إظهار أي فعاليات..
ثانياً.. إن العمل المسلح لن ينهي القمع والقتل بل سيزيده.
ثالثاً.. إن حق الدفاع عن النفس حق أصيل أقرته كل الشرائع الدينية والوضعية الدولية والمحلية وفي حدوده.
رابعاً.. نحن مع التصعيد السلمي بكل أساليبه حتى الوصول إلى العصيان المدني الكامل والذي بموجبه تتوقف كل أنواع التعاملات مع سلطات الاحتلال.
خامساً.. إنني على يقين بأن كل الحسابات السياسية تؤكد انتصار القضية الجنوبية وحق شعب الجنوب في إنفاذ إرادته في التحرير والاستقلال بهويته الجنوبية وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة السيادة.. وأن المسألة مجرد وقت لن يطول، بإذن الله، وسنرى قريباً جداً تطورات على أكثر من صعيد قد تسهم في التعجيل بانتصار الجنوب وشعبه.
س4: على ذكر "الفيدرالية" كان لك رأي في فكرة تقسيم اليمن وقلت أن هذا أفضل لهم؟
ج4: نعم قلت أن الأنسب لإخواننا باليمن أن يكون عندهم نظام فيدرالي، وهذا النظام يُعد نمط من أنواع توزيع الصلاحيات وليس "تقسيم"..
ونحن في الجنوب مع هذا النظام الفيدرالي ولكن في إطارنا كجنوب عندما تقوم دولتنا بإذن الله، وللعلم هذا النظام مطروح من حزبنا مند شهر مارس عام 1956م، وهذا النظام أفضل في كل شيء لأنه أسرع في التنمية والعدالة في التوزيع ويبقي المواطن واحداً في هذا النظام وسيشعر المواطن بتسهيل أموره بشكل كبير في ظل هذا النظام كما أنه يستوعب الخصوصيات والتنوع لكل منطقة.
س5: ألا ترى أن هناك فجوة كبيرة بين الثوار في الميدان وبين السياسيين لدرجة أنهم يشعرون أنكم في واد وهم في واد أخر؟
ج5: لدينا إشكالية قديمة وهي أن شعبنا معلق بالباباوات وهذا التعلق أصابه بالإحباط لأن الفعل الميداني متقدم كثيراً عن الفعل السياسي، وما جرى في الجنوب ميدانياً وما يقوم به شعب الجنوب في نظري يجعله في مصاف الشعوب العظيمة، وابناء شعبنا وجدوا أنفسهم يقدمون تضحيات وفعلنا السياسي كقيادات أقل درجة مما يجب لأنه كان يفترض في نظر الناس أن ما قدموه من تضحيات استُغل سياسياً من قبل القيادات وحقق نتائجاً أوسع في المجال الإقليمي والدولي، وحقيقة الأمر أنه يفترض أن تكون هناك قيادة واسعة "صف أول" من قيادات في الداخل من أجيال مختلفة شباب وكبار، وحسب معرفتي بأن هناك قدرات في الجنوب ولكن للأسف تم التعتيم عليها فلم تبرز إعلامياً، وما حدث أن من كانوا في الماضي في السلطة وجدوا فرصة للبروز، والخطأ إعلامي محلي ودولي لأنهم للأسف لا يركزون على قيادات قد تكون أكفأ منّا، وللعلم الموجودون في الميدان هم أكثر خبرة منّا لأن هذه المرحلة لم تمر بها القيادات الكبيرة سناً من قبل.
ومن جهتنا في حزب الرابطة قد اقرينا برنامجاً أسميناه "السفر إلى المستقبل" الهدف منه تأهيل كوادر قيادية في أول استقرار لأوضاعنا وتتولى هي المهام ونحن في قيادة الحزب نبتعد عن مواقع القرار ورأينا استشاري وليس إلزامياً، وهذه خطتنا وهذه ليست مثالية فالمستقبل أمامهم.. ولن نهتم بشباب الحزب فقط بل سنعمل كل الجهد لفتح المجال أمام كل شباب الجنوب اياً كان انتماؤهم لتطوير مهاراتهم القيادية لإبراز من لديهم الملكات القيادية بهدف التطوير والتأهيل لكل الكفاءات الشبابية الجنوبية لتولي قيادة مستقبلهم وفق طموحاتهم.
س6: قلت أن مصر دورها محوري ولكنها ظلت في مرحلة إنكماش طوال عشرين عاماً فماذا تقصد؟
ج6: مصر دورها بالفعل محوري.. ويهمنا استقرارها.. ووجود رئاسة قوية، نأمل بأن تكون للمشير عبد الفتاح السيسي، قد تكون الأداة الحقيقية لإستقرار حقيقي كلنا نرجوه لمصر.. وبالتالي تمكين مصر من أداء دورها المحوري وبالذات بالنسبة لقضيتنا، فالعلاقة تاريخية بين قضية الجنوب العربي ومصر منذ العهد الملكي عندما كان يرسل إلى بلادنا المدرسين المصريين الذين تتلمذنا على أيديهم، وأيضاً خلال مسيرة شعبنا النضالية ضد الإستعمار البريطاني، كما أن روادنا من مؤسسي حزبنا قد درس كثير منهم في مصر، من ضمنهم المؤسس سيدي محمد علي الجفري الذي حصل على (العالمية) وكذلك السيد سالم الصافي وأحمد عبده حمزه والمناضل الكبير السلطان علي عبدالكريم الذي درس في كلية فيكتوريا في الاسكندرية.. ومعظمنا نحن الصف الثاني قد درسنا في مصر وفي جامعاتها وكلياتها العسكرية والشرطية.. وبالتالي ندرك تاريخ مصر ودورها المؤثر في المنطقة والعالم كما ندرك أهمية دور مصر في تحقيق الإستقلال الثاني للجنوب العربي إن شاء الله..
إن ما يربطنا بمصر، وبكل الدول العربية، وعلى وجه الخصوص أشقائنا في مجلس التعاون الخليجي، الجغرافيا والتاريخ والمصالح.. وجميع الدول نرى أهمية دورها واهتمامها بالجنوب لما يربطها بالجنوب من مصالح مشتركة ومثل هذه الأمور يحكمها القرار السياسي لكل دولة، ويحكم توقيت الإعلان عن تلك المواقف وضع كل دولة لأن كل دولة لها حساباتها.
س7: هل وضعتم خطة ما بعد الإستقلال؟
ج7: طبعاً، وهذه الخطة وضعناها في كتاب حمل عنوان "مشروع لإستقلال الجنوب" لن يسعنا الوقت لطرحها تفصيلياً ولكن الخطة تضمنت مشاريع التأمين والتعليم والعدالة الإجتماعية وطرحنا كيف تُدار المرحلة الإنتقالية، كما طرحنا مشروع الدستور من الممكن أن يتم مناقشته من كل القوى في المجتمع الجنوبي وتصويبه وتعديله في المرحلة الإنتقالية وسيكون هناك حوار وطني وبعد الإنتهاء منه يتم الإستفتاء عليه، وهناك مقترحات للسياسات الداخلية والخارجية والنظرة الفكرية لعلاقة الدين بالدولة المدنية الحديثة التي تثبت عدم التعارض.
س8: ماذا عن مؤتمر شرم الشيخ الذي سيضم أهم خمس شخصيات قيادية في الجنوب وأنت واحد منهم؟
ج8: لا علم لي بهذا الموضوع وقرأت عمّا نُشر حوله في وسائل الإعلام وأن هناك مؤتمرسيجمع بين الرؤساء السابقين علي سالم البيض وعلي ناصر وحيدر العطاس وحسن باعوم، ولا أدري لماذا يتم عمل هذا الإجتماع، فلدينا لجنة تحضيرية في الجنوب لعمل مؤتمر جنوبي جامع فلماذا نقيم مؤتمراً خارج هذا النطاق بأربعة أو خمسة اشخاص فقط، ولو كان هذا الإجتماع تمهيدياً للمؤتمر الجامع سنوافق عليه في هذه الحالة فقط وبترتيب من اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع.
س9: المؤشرات تقول بأن قضيتكم في طريقها للحل والبعض يقول بأن هذا المؤتمر الخماسي لتقسيم التورتة بينكم فما تعليقك؟
ج9: لن يحدث تقسيم للتورتة كما يقولون لأن من يستحقها هم شعب الجنوب وهم أولى بها, هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى من الممكن أن لا يريد العالم "القدامى" وسنستجيب لإرادة الشعب.. وكما قلت لك سابقاً المستقبل أمام شعبنا وشبابه.
س10: هناك قرار من مجلس الأمن وضع اليمن تحت الفصل السابع فما تعليقكم؟
س10: اطلعنا على هذا القرار وتجري الآن دراسته لإتخاذ الموقف اللازم حياله. وهناك بعض الملاحظات الأولية:
(1) هذا القرار الذي يحمل رقم 2140 الصادر في جلسة مجلس الامن رقم 7119 في 26 فبراير 2014م يكاد أن يكون نسخة طبق الأصل من القرار 1844 الصادر عن جلسة مجلس الأمن 6019 في 20 نوفمبر 2008م والخاص بالصومال الشقيق, مع أن الفارق شاسع بين الوضع في البلدين.
(2) صدر ترحيب حار من بعض القوى في صنعاء بهذا القرار الذي وضع بلادهم تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة (المواد 39 و40 و41 و42) مما يعني أن اليمن أصبحت تحت الوصاية المباشرة الدولية مع إعطاء الحق دولياً لإستخدام القوة العسكرية.
(3) من الملاحظ أن من حيثيات القرار ما قيل أن مخرجات حوار صنعاء قد توافقت عليها جميع الأحزاب والأطراف, وهذا لم يحدث. ولو كان قد حدث فلا حاجة لفرض أمر توافقوا عليه.
(4) إن الجنوب العربي وحراكه الثوري السلمي لم يُمثل في هذا الحوار لأن القضية الجنوبية ذات طابع خاص تتعلق بإنفاذ إرادة الشعب في الجنوب في التحرير والاستقلال والتمسك بهويته وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية الجديدة كاملة السياده, وآليات هذا الحوار لا تمكن من ذلك.. وبالتالي هو غير ملزم بمخرجات هذا الحوار ولا تنطبق عليه قرارات مجلس الأمن الموقر لأن مطالب شعبنا يؤيدها ميثاق الأمم المتحدة ومضامين القانون الدولي المعاصر.
هذا باختصار شديد وسنعلن رسمياً قراءتنا وموقفنا من هذا القرار الأممي.