الجنوب يستعد لإعلانه رفض الأقاليم بمليونية فيما هادي والإصلاح يحشدون لتمريرها بالجزرة والعصا

2014-02-19 14:19
الجنوب يستعد لإعلانه رفض الأقاليم بمليونية فيما هادي والإصلاح يحشدون لتمريرها بالجزرة والعصا
شبوة برس - متابعات صنعاء

 

في الوقت الذي تستعد فيه مكونات الثورة الجنوبية للتحضير لفعالية سياسية جماهيرية قالت إنها ستكون "مليونية" في الـ 20 و 21 من فبراير الحالي، بغرض إعلان رفض الجنوبيين لمخرجات مؤتمر الحوار وتقسيم الجنوب..

 

يجهد الرئيس في كل لقاءاته مع جهات داخلية وسفراء الخارج لشرح ميزات التقسيم الفيدرالي الذي تم إقراره واستصدار بيانات تأييد دول وقرارات تفرض من مجلس الأمن مع التلويح بالجيش من خلال البيانات الصادرة عن ألويته أو التي قام بزيارتها كما حصل يوم أمس الثلاثاء حين زار قوات الاحتياط لهذا الغرض.

 

و أقر الاجتماع، الذي عقد الجمعة الماضية وضم جميع مكونات الثورة الجنوبية التحررية وبحضور الدكتور محمد حيدرة مسدوس والشيخ صالح بن فريد العولقي، تشكيل اللجنة التحضيرية وتسمية اللجان الأخرى العاملة.

 

وعلى ذات السياق مازال رفض الحوثيين والحزب الاشتراكي للتقسيم بصورته الحالية مستمرا والذي عبر الدكتور ياسين سعيد نعمان، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، عن تأييده الكامل للبيان الصادر عن الاجتماع المشترك للمكت السياسي والأمانة العامة للحزب الصادر يوم الثلاثاء الموافق 11 فبراير بخصوص رفضه قرار لجنة الاقاليم القاضي بتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم والذي أعلن فيه الحزب تمسكه بخيار الإقليمين.

 

كما نفى عضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثي "أنصار الله" عبدالكريم الخيواني, أن تكون جماعته قد طالبت بضم محافظتي حجة والجوف إلى محافظة صعدة في إقليم واحد للسيطرة عليهما, وبالتالي السيطرة على ميناء ميدي في الأولى وعلى الثروة النفطية في الثانية, مؤكدا أن "أنصار الله" ممتدة في كل أرجاء اليمن ولا تريد أن تتقوقع في إقليم واحد.

 

ونقلت يومية"السياسة"عن الخيواني توضيحه لأسباب رفضهم لقرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، اثنان في الجنوب وأربعة في الشمال، قائلاً: " إن هذا القرار اتخذ وفق رؤية خارجية ولم يحسب حسابا لمصالح الشعب اليمني".

 

وأضاف أن "التقسيم لم يتم على أساس دراسة علمية فنية وسكانية واقتصادية, بل خلا من الدراسة الموضوعية وتم على أساس مراكز القوى والنفوذ وعلى أساس طائفي".

 

وعلى ذات التوجه أكد الرئيس علي ناصر محمد حول مسألة الأقاليم التي خرج بها مؤتمر الحوار: "أن الحل يجب أن يحظى بقبول الناس ولا ينبغي فرضه بالقوة".

 

وقال أثناء لقائه مع لجنة الأزمات الدولية ي بيروت: "إن المؤتمر الجنوبي الأول الذي عقد في القاهرة في شهر نوفمبر من العام 2011 بحث في شكل الدولة وخرج بتوصيات منها الفيدرالية من إقليمين التي تمثل حلاً موضوعياً للقضية الجنوبية لأن ذلك يحاكي الواقع على الأرض من وجهة نظر تاريخية وجغرافية التي اعتاد عليها شعبنا في الشمال والجنوب، لأننا نريد حلاً يحاكي الواقع ويلامس هموم الناس، وقال: "من دون إعادة بناء الثقة مع الشعب بالأفعال وليس بالأقوال تبقى كل السيناريوهات مجرد سيناريوهات".

 

وفيما تسعى الحكومة وحزب الإصلاح لحشد الدعم الشعبي لصالح التقسيم وبالذات في الجنوب فقد انتهت أولى فعليات إقليم عدن، والتي تحتضنها الجامعة بمشاركة المحافظات التي تنتمي إلى إقليم عدن( عدن - لحج - أبين - الضالع). بمشكلة كبيرة حين قام حاضرون بالاعتداء على ناشطة جنوبية في القاعة حين نادت بالجنوب معبرة عن رفضها للتقسيم.

 

ونشر ناشطون تسجيلا لهذا الاعتداء وقامت على إثرها مظاهرة في كريتر، كما تعاملت قوات الأمن بالقوة وإطلاق النار على حشد من أنصار الحراك الجنوني، صباح الاثنين، أمام مقر جامعة عدن، حضر للتعبير عن رفضه لمخرجات الحوار، وقامت بتفريقهم والقيام بمطاردة المحتشدين بالأطقم العسكرية. وهو ذات التعامل الذي اتخذته ضد تظاهرة احتجاجية مناهضة لمشروع تقسيم في مدينة خور مكسر بعدن وأسفر عن سقوط جرحى.

 

وكان لافتا حضور رجل الأعمال الحضرمي المهندس عبدالله بقشان صفوف الحاضرين في تدشين الجلسات التوعوية بمخرجات الحوار في الجامعة وإلقائه كلمة قال فيها إن النظام الفيدرالي سيعطي بإذن الله مستوى أفضل من تفويض صلاحيات القرار لأطراف الدولة المتباعدة وسيحسن مستوى التخطيط والمراقبة التي ستختفي معه أشكال عديدة من الهدر الاقتصادي الناتج عن التسيب والفساد.

 

وهو ما أثار حفيظة الحراكيين وبالذات حين قال عقب مشاركته الجلسة الختامية للحوار الوطني في مقابلة صحفية قبل شهرين إنه لا يتقن الحديث في السياسة ولا يحب الخوض فيها.

 

وعلى ذات الاتجاه وصف الرئيس علي سالم البيض قرار إعلان البلاد دولة اتحادية من ستة أقاليم من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بداية الأسبوع الماضي بكونه" لعبة وستأخذ وقتها لا أكثر", مشددا علي أنه لا علاقة للجنوب بكل ما يحدث ويصدر بصنعاء.

 

مشيرا إلى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور لا يمتلك أية قوى اجتماعية يستطيع الاعتماد عليها لتنفيذ أي شيء حتى بصنعاء.. وليس له أي نفوذ بعدن بالجنوب وباقي مدنه.. لقد تم اختياره كحل لوضع مؤقت".

 

وهو ما دفع القيادي الإصلاحي صلاح باتيس للدفاع عن هادي وقال "على من دمروا الماضي أن يعتزلوا الحاضر والمستقبل..

 

مشيرا في تصريح ليومية "السياسة" الكويتية إلى أن "لا أحد وصي على الجنوب سواء كان شخصاً أو حزبا أو مكونا".

 

وفي ما يتعلق برفض البيض و"الحزب الاشتراكي" والحوثيين لقرار التقسيم, قال باتيس إن "الطامعين في أن يرثوا النظام السابق وأن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء في الشمال والجنوب ينبغي عليهم أن يغيروا من تفكيرهم.

 

وعلى ذات السياق أكد نائب رئيس لجنة تحديد الأقاليم، اللواء خالد باراس، المحسوب على هادي أن قرار لجنة الأقاليم الخاص بتحديد عدد الأقاليم المكونة لليمن الاتحادي، " نافذ وفقاً للتفويض الموقع والمنبثق من مخرجات مؤتمر الحوار من كافة الأطراف لرئيس الجمهورية".

 

وجدد اللواء باراس، في تصريحات صحفية اليوم، التأكيد على أن خيار الستة الأقاليم "هو المشروع الذي حاز على التوافق النهائي في نهاية المطاف"، بين مكونات مؤتمر الحوار.

 

وعد باراس، اعتراض الاشتراكي والحوثي، مجرد " تحفظات" ووجهات نظر".

 

وفيما يؤكد الاختلالات العميقة التي طالت التقسيم على المستوى الجغرافي والسكاني أوضح كتاب الإحصاء السنوي الصادر عن وزارة التخطيط والإحصاء أن:

 

إقليم آزال يبلغ عدد سكانه 6 ملايين و962 ألف نسمة، فيما مساحته 39 ألفاً و 199 كيلو متراً.

إقليم تهامة 5 ملايين و634 ألف نسمة، بينما مساحته 129 ألفاً و 616 كيلو متراً.

إقليم الجند 5 ملايين و604 آلاف نسمة،15 ألفاً و 560 كيلو متراً.

إقليم عدن مليونين و781 ألف نسمة، ومساحته 34 ألفاً و440 كيلو متراً

إقليم حضرموت مليون و988 ألف نسمة بمساحة 277 ألفاً و 259 كيلو متراً.

وإقليم سبأ مليون و559 ألف نسمة،66 ألفاً و 214 كيلو متراً.

وهذه الإحصائيات جاءت وفقاً لعدد سكان الجمهورية سابقاً وجمهورية اليمن الاتحادية حالياً الذي يصل إلى 24 مليوناً و528 ألف نسمة - بحسب الإسقاطات السكانية للعام 2012 والصادر بتاريخ 10 يونيو 2013م.

 

* عن الوسط