حضرموت الأرض والإنسان .. لا يستطيع أي مخلوق على وجه الأرض أن يتنكر لوجودها إلا كل جاحد أو منافق أو أمي لا يعترف بوجودها كدولة منذ 5000 عام وكرقم صعب في المعادلة للجنوب العربي الجهوي . فحضرموت وجدت تحت اسم الاحقاف في القرآن الكريم ووجدت قبل أن تظهر مملكة سبأ (اليمنية ) والجنوب العربي الذي يفتخر به أبناء الجبهة القومية بالآلاف السنيين بينما عمر الجنوب العربي لا يتجاوز52 عاما بالكمال والتمام .إذا لماذا هذا الاحتقار والإجحاف بهذا الاسم العظيم.. ولماذا التهميش والضياع بأرض مهد الحضارة والتاريخ التليد .. أرض التراث و الثقافة والفنون .. أرض الأنبياء ومنها أنطلق رجال الدين إلى كل أصقاع الأرض من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها .
في 1 فبراير 2014 استضافة قناة العربية المهندس / حيدر أبوبكر العطاس في حوار مع المذيع حسن معوض ولكن أبا معتز لم يكن موفق في الإجابة وخاصة ما يخص حضرموت أرضا وإنسانا .. فلم يكن حديثه لبقا ومتحلي بالعقلانية من قائد تاريخي وسياسي محنك من الطراز الرفيع ..لقد خانه التعبير هذه المرة فلم يكن ذلك الرجل الحصيف في كل ما يقال .
يقول المهندس/ حيدر العطاس قي المقابلة : (( حضرموت جزء من الجنوب والجنوب جزء من حضرموت أثناء الأزمة السياسية في 93 19م .. القوى الشمالية المتنفذة تفتـقت قريحتها أن تبث إشاعة في عام 1993م بأن الحضارم يريدوا أن يستقلوا ويريدوا لهم دولة ففعلت هذا مفعول سلبي في صف الجنوب .. فهم يلعبوا على هذا الوتر و لا زالوا إلى اليوم أن حضرموت تريد لها كيانها تريد لها شخصيتها في إطار الدولة الجنوبية في إطار الإقليم الجنوبي الواحد وأبناءها يريدوا أن يديروا أمورهم كما تريد محافظة المهرة كما تريد محافظة شبوة كما تريد محافظة أبين كما تريد محافظة لحج وكذلك محافظة عدن. كل محافظة تريد أن تتمتع بصلاحيات كاملة في إدارة شئونهم مثل غيرهم الحضارم .. لكن أن يكون الهدف منه الانفصال عن دولة الجنوب هذا الكلام كله من قريحة القوى المعادية للجنوب والمعادية للوحدة والتي أفشلت الوحدة )) .
هذا ما جاء بالحرف الواحد في المقابلة .. ماذا هذا الافتراء على حضرموت يا أبن حضرموت .. أين الوطنية الحضرمية التي تجري في عروقكم أم المصالح وحب الزعامات تغطت على وطنيتكم أنت والرئيس علي سالم البيض وغيرهم من الحضارمة ولا تفرقوا بين الحق والباطل . كيف تقارن حضرموت أرضا ومساحة وسكانا وحضارة وتراثا وثقافة وثروة بلحج أو أبين أو حتى الجنوب العربي كله .. لا يا أبا معتز لقد ظلمت حضرموت من قبل أبناءها مرتين .. المرة الأولى عندما انضمت قسرا في إطار جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية والمرة الثانية مع الوحدة المشئومة .. واليوم في المقابلة اعترفت بخطأكم الشنيع في تلك التسمية .. ثم حولتم دولة حضرموت إلى مجرد محافظة مثل أي محافظة صغيرة حتى لا يمكن أن تراء في الخريطة إلا بوجود مكبر للأحرف.. ما هذا الإجحاف يا أبا معتز أتريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء لنرجع إلى المربع الأول لتكون الدولة الاتحادية القادمة والمترامية الأطراف إلى إقليمين فقط حتى إذا انفصلتم عن الشمال يسهل عليكم (كلوسة ) الاستيلاء على حضرموت مرة ثانية كما (كلوستموها ) في عام 1967 م دون الرجوع للشعب الحضرمي في استفتى حيث إن حضرموت لم تكن ضمن اتحاد الجنوب العربي الذي أخذ استقلاله من بريطانيا و لغرض في نفس يعقوب يطالب الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي بالإقليمين فقط.. ولا ألف لا التاريخ لن يعيد نفسه.. لقد ولى زمان الاستبداد والاستعباد .. والوصاية .. فحضرموت لن تركع للجنوب العربي ولن تكون حضرموت تحت وصاية الحزب الاشتراكي.
أما قولك بأن حضرموت جزء من الجنوب والجنوب جزء من حضرموت فهذا ليس صحيح ..يا سعادة الباشا مهندس .. فحضرموت لم تكن جزء من الجنوب العربي في يوم من الأيام ولم تنضم إليه.. والآن انطلقت قبائل حضرموت بهبتهم المباركة لتطالب بحقوقهم العادلة .. وما هذه المخرجات للحوار الوطني إلا لترد لحضرموت بعض الجميل بعد أن أصبحت بقرة حلوب لمن هب ودب .. وهناك مؤشرات قوية بأن تصبح حضرموت إحدى الأقاليم الستة في الدولة الاتحادية الجديدة وهي عبارة عن رؤية دولية وإقليمية ومحلية وهذا ما يريده الحضارم في الداخل والمهجر لتمتع ببعض الشئ من الاستقلالية التي فقدوها خلال 47 عاما عجاف من التهميش والاستقصاء والأستقوى.. ولقد ولى عصر الدولة العميقة الفاسدة . إن مشروع إقليم حضرموت يعتبر خطوة لتثبيت الأوضاع فيها حتى يتمكن أهلها من الاستفادة من ثرواتهم وإمكاناتهم بشكل أفضل لفترة من الزمن . . ولكن طموحهم الأساسي هو دولة حضرمية مستقلة .. وأخيرا أختم مقالي بالمثل الحضرمي الذي يقول: ((ما يقبصك إلا قمل ثوبك )) .