قراءة فيما بعد حوار صنعاء ( 1- 2 ) القضية الجنوبية وتحديات ما بعد حوار صنعاء..

2014-01-27 05:22
قراءة فيما بعد حوار صنعاء ( 1- 2 ) القضية الجنوبية وتحديات ما بعد حوار صنعاء..
شبوة برس- خاص عدن

 

بعد ان انتهت فترة حوار صنعاء الوطني الذي جاء بناء على المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي وبرعاية خليجية وأممية لابد لنا ان نقراء كجنوبيين قراءة متأنية ومنطقية وواقعية كيف تعاطينا مع هذا المؤتمر وما الذي استفدنا منه وما الذي خسرناه بمعنى ماهي ايجابياته وسلبياته على قضيتنا وهل تعاملنا معه ومع مخرجاته ستعطينا ايجابيات جديدة في التعاطي مع محاولة نظام صنعاء فرض مخرجاته التي تخص الجنوب الشعب والأرض والإنسان , هناك اسئلة كثيرة ومتعددة تفرض نفسها علينا كثورة جنوبية رفضت الحوار منذ الاعلان عنه وعبرت عن رفضها له بعدة طرق منها عشر مليونيات جماهيرية حاشدة عبرت جميعها بما لا يدع مجالا للشك عن رفض الحوار لأنه لا يعبر عن ارادة الشعب الجنوبي الذي يطالب باستعادة دولته كاملة السيادة والتي دخلت بمشروع وحدة اندماجية مع جارتها الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م فشل هذا المشروع بسبب اعلان الرئيس علي عبد الله صالح الحرب على الجنوب فيما سمي بعد ذلك بحرب صيف 1994م التي اجتاح فيها جيش ال( ج .ع . ي . )وميليشياته القبلية ارض الجنوب ...

 

 كان الحوار الوطني اليمني في صنعاء قد اتى نتاجا لصراع أجنحة النظام القبلي والعائلي وما نتج عنه من مشاكل تخصهم بعيدا عنا كثورة جنوبية سلمية بداءة في 7/7/2007م وما سبقها من عمل رافض للاحتلال اليمني والذي عبر عنه المتقاعدين العسكريين في الضالع وقبله ما جرى في جمعية ردفان من اعلان رافض لاستمرار الاحتلال الرابض على ارض الجنوب وما نتج عنه من تداعيات سلبية خطيرة ,

 

 وكان الحراك السلمي في اوج ثورته وزخمه ولازال كذلك حتى هذه اللحظة يعبر صراحة وبإرادة شعبية قوية رفضة للاحتلال اليمني ومطالبته باستعادة دولته .. فكان الحوار في صنعاء يمثل تآمرا خطيرا وكبيرا على قضية شعب الجنوب وثورته السلمية لن افند هذا الحدث لأنني اريد ان انتقل بكم الى ما بعد الحوار والذي كان من نتائجه تلك الوثيقة التي سميت بوثيقة حل القضية الجنوبية والتي افضت الى تقسيم الجنوب الى اقليمين وبعض التفصيلات التي لا تعنينا , إقليمين من ستة أقاليم نصت عليها تلك الوثيقة هو شكل لجمهورية اليمن الاتحادية وهم انما أرادوا بذلك القضاء على الثورة الجنوبية ووأدها وهي في اوج تألقها ووهجها الثوري الرافض لأي شكل من اشكال الوحدة مع العربية اليمنية ...

 

 وبناء على ذلك فان مخرجات الحوار الذي تم الاحتفال بنجاحه في العاصمة صنعاء يوم ال25من يناير 2014م بعد توقيع جميع الاطراف المشاركة فيه على مخرجاته بالأجماع وبحضور الرئيس هادي يوم الثلاثاء 21 يناير 2014م تلك المخرجات الذي يعنينا منها هو ما يختص بقضيتنا الجنوبية وثورتنا التحررية التي تواجه تحديات كبيرة اوجزها بالتالي:- 1- الخلافات والتباينات :- وهي خلافات ناتجة اما عن صراع الماضي في الجنوب وان كانت قد تضاءلت بسبب اعلان التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي وخلافات بين القيادات والمكونات الثورية حول كيفية استعادة الدولة وماهي الآلية السليمة لاستعادة الدولة ومن الذي سيكون بطل المرحلة ومن سيحكم وما هو شكل نظام الحكم في الجنوب مستقبلا ..

 

 وابرز سمات تلكم الخلافات والتباينات التي عايشناها ونعيشها حتى اللحظة هي بروز ظاهرة التخوين والإقصاء والتشكيك في نوايا الطرف الآخر المختلف معه ورمي التهم جزافا وبلا بينة ولا دليل عبر وسائل الاعلام المختلفة وفي المجالس والمقايل وفي صالة اللقاءات العامة والخاصة وهذه الظاهرة تم تغذيتها من قبل الاطراف التي بدت انها متنازعة ومتصارعة في صنعاء وان كان فعلا هناك صراع قوي وحقيقي بين اطراف النفوذ القبلي في صنعاء الا انهم عززوا من تلكم التباينات والاشاعات عبر رموز تتبع لهم اندفعت بقوة الى صف ثورتنا سواء قبل 2011م او بعدها وأصبحت قريبة جدا من صانعي القرار سواء غلى مستوى المحافظات او المجالس العليا لبعض المكونات وضخوا الاموال دعما لهذا الطرف او ذاك بل انهم دعموا بسخاء بعض تلكم الشخصيات او المكونات والتي قبلت بذلك لأنها كانت بدون شروط وتعبر في ظاهرها عن دعم جنوبي لجنوبي وهو الذي سينتهي الآن بعضه لان المرحلة التي اقتضت ان يلعبوا فيها الادوار قد انتهت وبدأت مرحلة اخرى سيغيرون فيها استراتيجيتهم فهل سنغير نحن من استراتيجيتنا ...

 

 وحاولت سلطة الاحتلال ان تزرع ثقافة الصراع الاقليمي وتجعله جزء مما يجري في الجنوب باتهام الثورة الجنوبية زورا وبهتانا ان احد فصائلها يتلقى الدعم من ايران والآخر من المملكة العربية السعودية وغيرها من التفاهات التي عملوا على تضخيمها وابرازها للشارع الجنوبي لتصبح فاكهة المجالس ومائدة الاجتماعات وعناوين الصحف والمجلات المحلية والاقليمية والدولية.

 

1- الاصطفاف الاقليمي والدولي خلف مفردات مخرجات الحوار والذي سيشهد فرض تلك المخرجات على الشعب الجنوبي بالقوة وابراز من يعطل ذلك كطرف معطل يمارس الارهاب والعنف وسيعزز النظام في صنعاء من تواجد عمليات تحمل في ظاهرها بصمات منظمات ارهابية تنطلق من قاعدة النظام ليستمر في تظليل الراي العام الداخلي والخارجي ليستمر في دعمهم لبسط الامن وتنفيذ مخرجات حوارهم بالقوة وسوف يقومون بأعمال الترغيب والترهيب وملاحقة النشطاء وسوف تكون على مراحل , فسيبدأ بامتصاص غضب الشارع الجنوبي وعدم مواجهته بالقوة لفترة مؤقته فقط ومن ثم ينتقلون الى مرحلة اخرى وهكذا

 

 2- المواجهة الجنوبية الجنوبية والتي سيعمل الاحتلال فيها الى تمكين الجنوبيين الموالين له او الذين ينتمون للأحزاب والتنظيمات والشخصيات التي وقعت على وثيقة الحوار اليمني ومخرجاته مقدمين لهم كل التسهيلات والمساعدات لتمكينهم في مناطقهم كلا بحسب تخصصه والمهام المناط القيام بها والتي تلبي طموحات سلطات الاحتلال وتسعى من خلالها الى وضع الترتيبات لبدء خطوات ترجمة مفردات مخرجات الحوار بشكل عملي وواقعي على الارض يصاحب ذلك كله اعلام موحد غير مختلف لكل الاحزاب ووضع الحزب الاشتراكي اليمني في واجهة الاحداث في الجنوب لتكون له الكلمة العليا في تسيير العمل الاداري في الجنوب وتقف خلفه كل الاحزاب والتنظيمات والقوى التي وقعت على وثيقة الحوار مع عدم ثقتهم بكل عناصره وافراده وهيئاته وهو الامر الذي ينبغي علينا استيعابه فالحزب الاشتراكي اليمني له تأثير قوي في الجنوب وافراده منخرطين في ثورتنا بقوة ولذا لا بد من تعزيز الثقة ومد جسور من المحبة والاخاء بيننا وبينهم وتحميلهم مسئولية التفريط في ثورة شعب الجنوب او الاسهام في محاولة وأدها او أضعافها ولا اظن ان الاخوة في الحزب الاشتراكي لا يدركون ان عودتهم للحياة السياسية وبهذه القوة انما كان نتاجا حتميا فرضته ثورة شعب الجنوب وصراع الاخوة الاعداء في صنعاء كما ينبغي على الاخوة في حضرموت بالذات ان يكونوا عند مستوى المسئولية الذي يمليها الواجب الوطني عليهم وان يجسدوا الحقيقة التي هي ان حضرموت جزء من الجنوب وليست جزء من اليمن ومواجهة كل المشاريع التي تريد ان تخرجها من محيطها الجغرافي المتمثل بدولة الجنوب الامر الذي سيصعب على سلطة الاحتلال خلق صراع جنوبي جنوبي على ثروة حضرموت والذي سيغذيه اعلامهم بقوة وما اكثر حيلة ووسائله الخبيثة في بث السموم داخل مجتمعنا الجنوبي ليتكن بالانفراد بنا واضعاف جبهتنا الداخلية وزعزعة الثقة التي عمدناها بدماء الشهداء والجرحى ...

 

ختاما ارى انه لزاما عليا وعلى كل مخلص للثورة الجنوبية ان يبحث عن كيفية مواجهة تلك التحديات التي اشرت اليها ووضع آلية عمل تظم كل قوى الثورة الجنوبية مجتمعة باي شكل من اشكال الاجتماع التي تؤدي الى استمرار الثورة والتصعيد الثوري النوعي الذي يميز هذه المرحلة عن سابقاتها وهو ما سوف اشير اليه لاحقا....

 

 كتب مناف الهتاري نائب رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية 26/1/2014م