الجنوبي العميد علي السعدي : وثيقة بنعمر لا تعنينا ولن نقبل باقل من الاستقلال

2014-01-12 20:48
الجنوبي العميد علي السعدي : وثيقة بنعمر لا تعنينا ولن نقبل باقل من الاستقلال
شبوة برس - متابعات عدن

 

في مقابلة صحفية مع القيادي الجنوبي العميد علي محمد السعدي حاوره فيها الصحفي "عبدالرحمن أنيس" نشرها جريدة "مأرب برس" ونعيد نشرها لأهميتها :

 

* لنبدأ من اتفاقية بنعمر، كيف تنظرون إلى توقيع مختلف مكونات مؤتمر الحوار لها بما فيها المكون الجنوبي؟

 

في البدايه أحييكم عزيزي عبدالرحمن أنيس، وبما أنكم أنتم من وضع الأسئلة وطلبتم الإجابة عليها بشفافية مطلقة، وأيضًا أنتم من اختارني لهذا الحوار المعقد فأرجو أن تنشروا اجتهادي كما هو ولا يتم الإنقاص منه أو الزيادة فيه لأنني قد تعرضت لتحريف ما أقول مرارًا، وطبعًا ليس من قبلكم، ولكن من قِبل بعص الصحف، وربنا يسامحهم.

 

بالنسبة لاتفاقية بن عمر والتوقيع عليها من قبل المشاركين في هذا المؤتمر العبثي بما فيهم المشاركون من أبناء الجنوب، نحن في الحراك الجنوبي أصدرنا بيانًا وضحنا من خلاله أسباب عدم قبولنا بالمشاركة في حوار لم يكن الحراك الجنوبي طرفًا في المبادرة التي أتت به.

 

وطبعا أي اتفاق يتم دون أن نكون طرفا فيه هو لا يعنينا، ولم نلتزم بقرارات ذلك الاتفاق. وطبعا شعبنا الجنوبي قدّم ولا يزال يقدم خيرة أبنائه ليس من أجل أن تفرض عليه قرارات لا ترتقي إلى المستوى الذي قدمت من اجله تلك التضحيات، وهو الحرية والاستقلال من هذا الاحتلال الهمجي الدموي المتخلف. والإبادة الجماعية التي ارتكبها هذا الاحتلال الهمجي في الضالع قبل حوالى أسبوعين خير دليل على همجية وتخلف نظام الاحتلال اليمني للجنوب.

 

  * هل تؤيد خيار الفيدرالية بإقليمين؟

 

 أنا لا أقبل إلا بالاستقلال والتحرير التام والناجز؛ لأن الفيدرالية تؤكد على أن هناك وحدة، ونحن نعلم وأنتم تعلمون والعالم يعلم أن الوضع القائم على الجنوب هو احتلال، والاحتلال وجوده غير شرعي على أرضنا، فكيف نعطيه شرعية البقاء بفيدرالية معه؟.. طبعًا لا عقل ولا منطق يقبل بأن نعطي المحتل شرعية لوجوده غير الشرعي.

 

* إلى أي مدى يمكن القول إن وثيقة بنعمر لبت مطالب أبناء الجنوب؟

 

لا أرى مدى؛ لأن مطالب الشعب الجنوبي هي التحرير والاستقلال والعشر المليونيات التي تؤكد على هذا المطلب، والمليونية الحادية عشرة التي ستشهدها مدينة الضالع البطلة في يوم 13 من يناير القادم في تشييع شهداء مجزرة القائد ضبعان قائد جيش الاحتلال في الضالع الذي قام بالمجزرة الإبادة الجماعية لأبناء الجنوب في الضالع، واستخدم قوته وجبروته الهمجي الأرعن ضد تجمع لأبناء الجنوب في الضالع في عزاء لشهيد ضحية من ضحايا هذه الضبعان، وقام بإعطاء دباباته الأوامر برمي أبنائنا بالمدفعية المباشرة، وهم في تجمّع مدني أعزل من الأسلحة أنها كارثة يرتكبها هذا الاحتلال كارثة جماعية ضد أبنائنا، فكيف يجوز أو يعقل أو يقبله منطق أن نتحدث عن فيدرالية مع نظام الاحتلال وقتله الجماعي كل يوم لنا ونحن شعب مدني أعزل من السلاح لم نقبل ولن نرتضي بأقل من التحرير والاستقلال ورحيل نظام الاحتلال الضبعاني الهمجي من بلدنا. مهما كلفنا ذلك من ثمن.

 

* وما ملاحظاتك على مشروع الستة الأقاليم؟

 

لا دخل لي في هذا المشروع حتى أعطي ملاحظات حوله الله يهديك يا عبدالرحمن، وكأنك تريد استدراجي إلى فخ لأن الأسئلة كلها تحمل إجابة واحدة وإجابة هذا السؤال شملتها الإجابات أعلاه.

 

* باستثناء مشروع الاستقلال.. ما الحل الذي يمكن أن يلقى قبولا شعبيّا في الجنوب؟

 

لا حل غير رحيل الاحتلال، استحلفك بالله بعد هذه المجازر والقتل الجماعي لأبناء الجنوب.. هل أنت شخصيًّا تتوقع أن شعبنا يقبل بغير الاستقلال التام والناجز؟

 

* هل تعتقدون أن صعود الرئيس هادي للرئاسة، وهو من الجنوب قد ساهم في تخفيف الاحتقان في الجنوب؟

 

حتى وإن كان الرئيس هادي لديه النية بعدم ازدياد القتل والترهيب والنهب في الجنوب فهناك مراكز قوى في صنعاء لا يمكن لها أن تتوقف عن عنجهيتها واستخفافها بالإنسان والأرض الجنوبية، ولهذا لا نرى أي تخفيف ونظام الاحتلال يرتكب أبشع الجرائم في عهد هادي نكاية بهادي، وهي رسالة واضحة له بعدم الرضا عنه، وما قاله ضبعان عن مجزرة الضالع يعتبر تحديًا صارخًا للرئيس هادي.

 

هؤلاء دأبوا وتربوا على الهنجمة والبهررة عندما يرون أن المواجهة غير متكافئة من حيث الإمكانات وإلا الضبعان ومن لف لفه سيهربون كالفئران المذعورة.

 

* ما صحة ما يقال عن دعم الرئيس هادي للفعاليات والمليونيات الجنوبية؟

 

لا علم لي بهذا.

 

* من خلال تواصلكم مع الشخصيات الدولية هل لمستم تطورًا في الموقف الدولي بخصوص قضية الجنوب؟

 

 لم نسمع من أحد من دول العالم أنه ضد قضيتنا، بل الجميع معترف بعدالتها، وأعتقد أن الخلل يكمن في عدم التوافق على رؤية نحدد من خلالها معالم المستقبل الجنوبي وعندنا البعض يتقنفزون ويجهلون ما يجب أن نقوم به في الاتجاه السياسي، وهم سبب عرقلة تقدم قضيتنا هؤلاء الذين لا يقبلون أن يتفقوا مع أحد لأنهم لا يزالون يعيشون فكر الماضي الجنوبي الإقصائي، وهم لا يشعرون أنهم يعيشون ماضيهم الأسود، بل يفتكرون أنهم ما عاد احد أحسن منهم، وهذه مصيبة عندما يكون الجاهل لا يدرك جهله، وندعو لهم بالهداية، وأن يدركوا أن الجنوب اليوم ملك لكل أبنائه مهما كان التباين أو الاختلاف أو الانتماء السياسي وعلينا جميعًا أن نبتعد عن عقلية إذا أنت لست معي فأنت ضدي لأننا جربنا فشل هذه العقلية العقيمة ونتيجتها هذه المزبلة التي نعيشها اليوم.

 

* كيف تقيم الواقع السياسي في الجنوب؟

 

الواقع السياسي في الجنوب مرتبط بثورة شعبية جنوبية عارمة وهذه الثورة تستمد قوتها من عدالة القضية التي قامت من اجلها هذه الثورة المباركة.

 

* ما الذي يمنع مكونات الحراك الجنوبي من التوحد؟

 

لا شيء غير الأنانية وحب الظهور وحب الشهرة على حساب تضحيات أبناء الجنوب الأحرار وإلا جميعهم متفق على الهدف، وهذه الصفات تملكت مشاعر قلة قليلة من البشر ظنًّا منهم أن من يكون على رأس مكون أنه غدا سيكون مسوؤلا في الدولة الجنوبية، وهم من تأثروا بأخطاء الماضي بعد رحيل بريطانيا، حيث من جدل منشور أو قرح قنبلة جابته الجبهة القومية مسؤولا ومستواه بتول ركن والبعض يظن أن الماضي سيتكرر في المستقبل لأنهم لم يدركوا أن الواقع الجديد في الحاضر والمستقبل لا يمكن يقبل مقياس الحكم بمقياس الدور النضالي لأننا نريد مستقبلا تحكمه الكفاءات السياسية والمدركة أبعاد الواقع المحيط بنا، ولو علم هؤلاء أن المستقبل سيكون عبر صناديق الاقتراع، وأنه ممكن يصل إلى كرسي السلطة من لم يكون حراكيا إذا الشعب انتخبه، وعليهم أن يدركوا أن النضال اليوم هو واجب فرض عين علينا وعلينا أن لا ننتظر مقابله مكافأة أو شهادة وإذا استوعبوا ذلك في اعتقادي أننا سنتوحد أو عند الأقل سندخل في تحالفات تنسيقية في ما بيننا وسنقطع المسافة الصعبة التي أتعبتنا في فترة زمنيه وجيزة.

 

* بالإشارة إلى ما يجري في جنوب السودان من صراع، ما مدى إمكانية حدوث مثل هذا الصراع في الجنوب إذا استقل؟

 

نتحرر من الاحتلال القائم وغدا سنعيش في جنوب فيدرالي كل محافظة لها استقلاليتها، وهنا سنتجنب العودة إلى صراعات الماضي الأسود لأن الصراعات الماضية كانت على كراسي الحكم في الدولة المركزية وأما غدا ستكون كل محافظة لها استقلاليتها الإدارية والمالية وستكون ممثلة في المركز بالتساوي بين المحافظات وفي المؤسسات السيادية مثل القوات المسلحة والخارجية مثلا..

 

* ما تعليقكم على من يقول بأن الجنوب سيكون بيئة خصبة للقاعدة إذا استقل؟

 

الجنوب سيكون بيئة خصبة للأمن والاستقرار في جنوب جزيرة العرب، وما يجري الآن في الجنوب وراءه نظام الاحتلال اليمني، ونحن نعرف ذلك، وحتى العالم يعرف ذلك.

 

* كيف تنظر إلى تنامي أحداث العنف والاغتيالات في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية مؤخرًا؟

 

نظام الاحتلال هو من يقوم بقتل الكوادر الجنوبية حتى من يعملون معه، هو يقوم بقتلهم واهمًا أنه سيقضي على الكفاءات الجنوبية، ويدخل شعبنا الجنوبي في عجز فني غير قادر شعبنا من خلاله على استلام بلده وهذا تفكير وهمي تملك عقلية نظام الاحتلال فشعبنا الجنوبي يمتلك من الكفاءات ما يقدروا على إدارة دول وليس دوله شعبنا تعود على إدارة دولة ليس مثلهم لا يعرفون عن الدولة إلا اسمها فقط.

 

* بعد سبع سنوات من النضال السلمي.. هل لدى الحراك الجنوبي توجه نحو حمل السلاح؟

 

نضالنا سلمي، وسنظل متمسكين بنضالنا السلمي حتى النصر لأن نظام الاحتلال يريدنا ننجر إلى مربع العنف لكي يخلط أوراقه المخلوطة أصلًا، ويخفي تحت هذه المظلة الجرائم التي يرتكبها يوميا ضد أبناء شعبنا الجنوبي الأعزل والمسالم.

 

* كيف تقيّم الهبّة الشعبية التي انطلقت - مؤخرًا - في محافظات الجنوب.. وهل حققت الأهداف المرجوة منها؟

 

الهبّة الشعبية هي هبّة قبلية أتت بسبب قتل الشيخ سعد بن حبريش، وهي هبة ثأر ومطالب حقوقيه تعامل معها الاحتلال باستخفاف وهمجية، وطبعًا نتائجها جيدة في إضعاف الهنجمة العسكرية لنظام الاحتلال.

 

* كيف ينظر الجنوبيون إلى الصراع الدائر في دماج وعمران.. وهل هناك تحالف سياسي بين الحراك الجنوبي والحوثيين؟

 

 ننظر نحن إلى أن هذا صراع سياسي بين الشماليين، وأنه لا دخل لنا فيه لأن لدينا قضية منفصلة عن صراع خاص بين القوى السياسية في الشمال بعض الأطراف حاولت أن تضلل على بعض الشباب في الجنوب بأن الصراع ديني، بينما الحقيقة هو صراع سياسي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنا، وأعتقد أن حشر الجنوبيين فيه ما هو إلا فخ يراد به نصرة طرف على طرف سياسي شمالي، وتكون الضحية لهذا النصر جنوبيون، وهذا الطرف هو المستفيد على أشلاء الضحايا الجنوبيين المغرر بهم.

 

* ما رسالتك لنخبة ومثقفي الشمال؟

 

رسالتي لإخوتنا النخب المثقفة في الشمال أن يكونوا عونًا لنصرة الحق، وأن يتدخلوا برأيهم عند قوى النفوذ في الشمال ليكفوا القتل والترهيب لأبناء الجنوب وأن ينصحونهم بالرحيل من أرضنا وستظل علاقتنا بهم كدولة جوار علاقة إخاء وتراحم وعطف أفضل من أن يمارسوا علينا استعراض القوة، والتي لن تنتج إلا ازدياد التضحيات وازداد هوة الكراهية والعداء.