حين يرفع الانتقالي علم الدولة وتمسك السعودية ختم الدولة… رحلة الاعتراف الدولي للجنوب

2025-12-19 18:09
حين يرفع الانتقالي علم الدولة وتمسك السعودية ختم الدولة… رحلة الاعتراف الدولي للجنوب
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

 

"من معاشيق إلى نيويورك… الطريق الدولي للدولة"

 

برصد ومتابعة محرر شبوة برس، تؤكد الأستاذة فيروز الولي أن تحقيق الدولة الجنوبية لا يمر عبر عدن أو معاشيق، بل من قاعة مجلس الأمن في نيويورك، حيث يتم رسم شرعية الدول الجديدة عبر بيانات دولية واتفاقيات رسمية. ويعيش المجلس الانتقالي حلم "البيان رقم 1"، بينما السعودية تحمل الغطاء الدولي الضروري وتحافظ على التوازن مع القانون الدولي عبر مسودة بيان رقم 2216.

 

*السعودية: الصبر الاستراتيجي والتوقيت الحاسم

 

توضح الوالي أن السعودية ليست ضد الجنوب، لكنها تحذر من إعلان متسرع قد يمنح الحوثي فرصة للظهور كبطل الوحدة، وتطبق ما يُعرف بـStrategic Patience أي (الصر الاستراتيجي) لضمان انتقال تدريجي بمشاركة واشنطن ولندن، ولمنع إيران من استغلال أي فراغ سياسي. وتعمل الرياض على ضبط التوقيت بدقة، لأن الساعة في السياسة الدولية أخطر من القرار نفسه.

 

*الجنوب يملك الأرض… والدول الكبرى تملك الاعتراف

 

المجلس الانتقالي يمتلك الأرض والقوة العسكرية، لكن كل دولة جديدة تحتاج إلى اعتراف دولي، نظام سويفت، بنوك، مكاتب دبلوماسية، عقود نفطية، وحماية ممرات الملاحة. هنا تتضح أهمية السعودية، التي تستطيع أن تقدم الجنوب على أنه "انتقال مُدار دولياً"، وليس تمرداً.

 

*صمت الحوثي وانتظار الفرصة الذهبية

 

تشرح الوالي أن الحوثي يلتزم الصمت، منتظراً أي خطأ دبلوماسي لتحويل نفسه إلى مدافع عن وحدة اليمن، ما يمنح إيران فرصة لتوظيف الانفصال إعلامياً وسياسياً، وهو ما يحذر منه التحالف الدولي.

 

*دور الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات

 

واشنطن ترى اليمن من زاوية الأمن البحري والطاقي ومواجهة النفوذ الإيراني، بينما بريطانيا بخبرتها التاريخية تدعم حلولاً تحفظ الملاحة والمصالح الاستراتيجية، لكنها لا تمنح الانفصال شرعية بلا مظلة أممية. الإمارات، بدورها، هي الشريك الأكثر فهماً للجنوب، حيث بنت قوات محلية وموانئ وعلاقات مع القبائل، لكنها تعمل ضمن التحالف مع السعودية.

 

*الانتصار الحقيقي: بيان أممي وصمت دبلوماسي

 

تخلص الوالي إلى أن النصر للجنوب لا يأتي برفع العلم أو إطلاق مدرعات، بل من خلال بيان دولي منظم يضمن الاعتراف الدولي، ويحافظ على الأمن والاقتصاد والموانئ. هذه الفرصة التاريخية منذ 1994 تعتمد على التوقيت والاعتراف الدولي، مع رفض أي تحويل للنضال الجنوبي إلى أداة لصالح الحوثي أو إيران.