وجه الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور "حسين لقور بن عيدان" إلى صلاح باتيس" تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منها ويعيد نشر نصها:
إلى الصديق صلاح باتيس… مع التحية
وصلني ـ عبر أحد الزملاء ـ مقطع من مقابلة لك على إحدى القنوات اليمنية الهاربة (مرفق). لم يذكر لي تاريخها ولا مناسبتها، وربما لا حاجة لذلك؛ فالمحتوى الذي قدمته يصلح ـ للأسف ـ لكل زمان ومقام، وكأنه خطاب مُعلَّب لا يتغيّر بتغير الوقائع ولا بتكرار الهزائم.
ما استوقفني في حديثك لم يكن المضمون بقدر ما كانت اللغة المتعالية التي تحدثت بها، وطريقة رفعك للسبابة في وجه المذيع، وما حملته تلك الحركة من إشارات الغرور التي ترافقت مع كلامك عن قدراتكم الخارقة على هزيمة المجلس الانتقالي الجنوبي والحوثي معاً. لكنك كالعادة لم توضح من هم “أنتم”:
هل تقصد جماعة الإخوان وحدهم؟ أم تقصدوا معها أولئك الذين تحالفتم معهم في الظل: أنصار الشريعة، والقاعدة، وداعش؟
مع أن الجميع يعلم أنهم لا يعملون معكم وحدكم، بل مع الحوثي أحياناً، ومع أجهزة مخابرات دولية أحياناً أخرى.
أم أنكم كما جرت العادة ستستقدمون من مخزونكم من المناضلين في شوارع اسطنبول وكوالامبور او امستردام، أو ممن يتساقطون عند أقدام الحوثي في اليمن؟
ومع ذلك، يبدو أنك لا زلت لم تستوعب ما حدث لأتباعكم في وادي حضرموت أمس، وما يحدث اليوم في السوط (أو الهضبة بتسميتكم)، وقبلها ما جرى لكم ولحلفائكم في شبوة وأبين… كلها محطات كان يفترض أن تجعلكم أكثر تواضعاً، لا أكثر صخباً.
ما يثير الغرابة حقاً أنّكم لا تعتذرون عن مغامراتكم الفاشلة، ولا تقرون بهزائمكم المتلاحقة، بل تذهبون كل مرة للبحث عن رواية جديدة تُسَوِّغ استمرار استنزافكم لطاقات الشباب…وجمع التبرعات...... شباب لو وُجِّهت طاقاتهم نحو البناء والتنمية لكان خيراً لهم وللناس.
لا أريد الإطالة، لكن واجبي أن أذكّرك بأن قضية شعب الجنوب العربي لم تعد شأناً يخص حزب الإخوان ولا أيا من اليمنيين، لا من قريب ولا من بعيد. هي قضية شعب، وهوية، وتاريخ، وحق وطني لا سياسي فقط… قد تعنيكم فقط بصفتكم مواطنين جنوبيين، أما كتنظيم، فقد انتهى زمن الوصاية الذي كنتم تتوهمون امتلاكه.
مع التحية.