من يملك الأرض لا ينتظر الاعتراف.. بل ينتزعه

شبوة برس – خاص

كتب الصحفي رائد عفيف مقالة سياسية جريئة، رصدها محرر "شبوة برس"، تناول فيها واقع الجنوب العربي وما يتعرض له من حرب ناعمة تمارسها ما تُعرف بالشرعية، مؤكدًا أن من يملك الأرض لا ينتظر اعتراف الآخرين، بل ينتزع حقه بالفعل والإرادة.

وقال عفيف إن الحقيقة في الجنوب لا تُكتب في البيانات، بل تُحفر في تفاصيل الحياة اليومية؛ في وجوه الجياع، وفي صمت الأمهات أمام ثلاجات فارغة، وفي المعاناة اليومية من انقطاع الرواتب والكهرباء وغياب الخدمات، مشيرًا إلى أن هذه ليست أخطاءً إدارية، بل أدوات عقاب ممنهج تمارسها السلطة ضد شعب الجنوب.

وأضاف أن الحرب لم تعد تُخاض بالمدافع، بل بالقرارات التي تُصدرها الشرعية لإضعاف الجنوب سياسيًا واقتصاديًا، مؤكدًا أن الإهمال والتهميش أصبحا أسلحة حربٍ باردة تمارسها سلطة لا تملك من الشرعية سوى الاسم.

وتطرق الكاتب إلى الجدل الذي أثاره تصريح وزير الخارجية مؤخرًا، موضحًا أن مثل هذه التصريحات لا تصدر صدفة، بل تعبّر عن توجّه سياسي داخل منظومة الحكم، ولا يمكن الردّ عليها بالبيانات أو البيانات المضادة، لأن من يواجه سياسة منظمة لا يكتفي بورقة.

وانتقد عفيف أداء المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يكتفي بالاستنكار والرفض والتحذير في بيانات متكررة، بينما ينتظر الناس حلولًا واقعية تحفظ كرامتهم وتؤمّن احتياجاتهم، قائلاً إن "الجنوب لا يُحمى بالبيانات، بل بالفعل، ولا يُستعاد بالتصريحات، بل بالقرارات".

وختم عفيف مقاله بالتأكيد على أن من يملك الأرض يملك القرار، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي مطالب اليوم بخطوات عملية تُعيد الاعتبار لشعب الجنوب وتُثبت أن الحق لا يُستجدى، بل يُنتزع، لأن الشرعية التي فرت من الميدان لا تملك أن تحاسب من بقي فيه، ومن يحمي الأرض هو وحده من يقرر مصيرها.