الجنوب العربي: القرار على الأرض قبل الاعتراف الدولي

2025-11-06 08:20
الجنوب العربي: القرار على الأرض قبل الاعتراف الدولي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

الجنوب العربي: بين الواقع الراهن وسلطة المستقبل… خيار السيادة لا تفاوض عليه

 

شبوة برس – خاص

قال الدكتور "عبدالله عبدالصمد" إن الواقع اليمني اليوم معقد بشكل غير مسبوق، ولا يمكن الرهان على أوهام الحلول أو تدخلات الخارج، مشيرًا إلى أن اليمن يعيش حالة من "اللا حرب واللا سلم"، و"اللا دولة واللا ثورة"، وهي حالة تنهك المواطن وتفكك النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ويهيمن عليها الخارج وفق أجنداته، بينما مجلس القيادة الرئاسي عاجز ومتنازع وفاقد للتماسك والقرار.

 

وأوضح "عبدالصمد" في مقال أطلع عليه محرر "شبوة برس" أن الوضع في الجنوب أكثر تعقيدًا، فالجنوب الذي حرّر أرضه وحمى حدوده وأسس بنية أمنية تحارب الإرهاب وتحافظ على الاستقرار، لا يزال رهينة تفاهمات هشة مع قوى شمالية لم تحرّر أرضها ولم تواجه الحوثيين بجدية، بل واجهت الجنوب سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا. وأضاف أن الجنوب الذي قدّم آلاف الشهداء ويعيش حصارًا اقتصاديًا وسياسيًا، لا يمكن أن يُطالب بالاستمرار في شراكة غير متكافئة لا تحترم تضحياته ولا تعترف بواقعه على الأرض.

 

وأشار إلى أن المعادلة باتت واضحة: الحوثيون هم واقع لا ينازعهم أحد، وكل المؤشرات تشير إلى أن لا أحد قادر أو راغب في استعادة الأرض منهم، بل يتم تهيئة المسرح للقبول بهم كشركاء، بينما يُطلب من الجنوب المساومة على سيادته وتضحياته.

 

وأكد أن المخرج الحقيقي للجنوب يتمثل في الانفكاك عن الوضع المختل، وبناء السلطة الوطنية الجنوبية على أرضه، انطلاقًا من الواقع الذي أصبح أقوى من أي مشروع سياسي هش، وأن العالم قد لا يقبل اليوم، لكنه سيضطر غدًا للاعتراف بمن يمتلك القرار والسيطرة ويقدم نموذجًا سياسيًا قابلًا للحياة.

 

وختم بالقول إن المرحلة المقبلة تتطلب وضوحًا سياسيًا وموقفًا حاسمًا، والجنوب مطالب بأن يؤسس لواقع سياسي جديد منسجم مع تاريخه وتضحياته، لأن استمرار الوضع الراهن يعني مزيدًا من الانهيار، والجنوب لم يعد يملك ترف الانتظار.