*- شبوة برس - سعيد ناصر مجلبع بن فريد
صرّح وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني مؤخرًا بأنّه "لا توجد أي مقترحات لحل الدولتين في اليمن"، في إشارةٍ منه إلى رفض فكرة استعادة الدولة الجنوبية المستقلة، وكأنّ ما يجري في الجنوب من حراكٍ شعبيٍّ واسع ومطالباتٍ عادلةٍ لا قيمة له ولا اعتبار.
من منظورٍ جنوبي، فإنّ مثل هذا التصريح لا يمكن أن يُؤخذ على محمل الواقعية، لأنه يتجاهل حقائق واضحة على الأرض، مفادها أن الجنوب اليوم لم يعد تابعًا لأحد، بل أصبح كيانًا قائمًا بذاته، له مؤسساته وقضيته وشعبه الذي قدّم التضحيات الجسام في سبيل حريته وكرامته واستعادة دولته.
إنّ القول بعدم وجود مقترحات لحل الدولتين لا يُلغي الواقع، فالقضية الجنوبية ليست رهينة لقرارات أو أوراقٍ سياسية، بل هي إرادةُ شعبٍ قرّر أن يستعيد دولته وهويته، بعد أن ذاق ويلات الضمّ والإقصاء منذ عام 1994، حين تحوّلت الوحدة التي دخلها الجنوبيون بنيةٍ صادقةٍ إلى وسيلةٍ لنهب الثروات وتهميش الإنسان الجنوبي.
إنّ الجنوبيين لم يخرجوا اليوم من فراغ، بل من تجربةٍ مريرةٍ امتدت لعقودٍ من التهميش والمعاناة، حتى بات من الطبيعي أن يرفعوا صوتهم عاليًا للمطالبة بحقهم المشروع في تقرير مصيرهم.
فمشروع استعادة الدولة ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة وطنية وتاريخية لحفظ الكرامة وتحقيق العدالة.
ولذلك نقول للوزير الزنداني:
إن كنت لا ترى مقترحات لحل الدولتين على الورق، فأنظر إلى الواقع على الأرض؛ هناك شعبٌ كاملٌ في الجنوب قد حسم أمره، وقرّر أن يعيش بحريةٍ فوق أرضه، وتحت رايته، وفي دولته المستقلة.
هذا هو المقترح الحقيقي، وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها.