في وادي حضرموت، تتلاشى كل الشعارات الرنانة عن “الهوية الحضرمية” و”الكرامة” حين يمارس الاحتلال اليمني أبشع انتهاكاته بحق المواطنين الأبرياء. اليوم، وبينما تعيش مديرية تريم تحت وطأة العسكرة والقهر، تعرضت أسرة آل باواحدي لاعتداء همجي نفذه طقم يتبع قوات الأمن المركزي التابعة للمنطقة العسكرية الأولى، في انتهاك صريح لكل القوانين والأعراف.
الاعتداء الذي جرى صباح امس لم يكن مجرد تجاوز فردي، بل مشهد متكرر لواقع قمعي يفرضه الاحتلال على أبناء وادي حضرموت، بينما تصمت القوى والعصبيات التي تزعم الدفاع عن “حضرموت المظلومة”، صمتًا مريبًا يُدينها قبل غيرها. فكيف يُعقل أن تُهان أسرة حضرمية أعزل من السلاح، ويُضرب أبناؤها بأعقاب البنادق، ويُساق أحدهم إلى السجن وهو ينزف، دون أن نسمع صوتًا من دعاة “صنعموت” أو “حضرموت أولًا”؟
إن هذا الصمت المخزي ليس إلا تواطؤًا مع الجلادين، وتخاذلًا أمام آلة القمع اليمنية التي حولت الوادي إلى ثكنة احتلالية، تكمم الأفواه وتكسر كرامة الإنسان الحضرمي. أين وجهاء القبائل؟ أين المؤتمرات والمرجعيات؟ أين أولئك الذين يرفعون شعارات “الخصوصية الحضرمية” في المؤتمرات المكيفة بينما يُسحل الأبرياء في مزارعهم؟
إن ما جرى لأسرة آل باواحدي هو جرس إنذار جديد يذكّر بأن حضرموت اليوم تُغتصب مرتين: مرة بسلاح الاحتلال، ومرة بصمت النخب المتخاذلة.
العدالة اليوم ليست مطلب أسرة واحدة، بل مطلب شعب يرفض أن يُهان في أرضه ويُستباح في كرامته.
#العدالة_لآل_باواحدي
#لا_للعنف_الأمني
#حضرموت_تستغيث