تصريح العليمي الكارثة وطائرة الحوثي

2025-10-20 18:36

 

إذا لم يكن التصريح الصادر باسم الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي مصاغا عبر الذكاء الاصطناعي فإنها الصدمة بل الكارثة بكل ما تعنيه الكلمة.

 

إنني أتحدث عن ذلك التصريح الذي برر فيه رئيس مجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية (هذا اللقب الطويل الذي يصعب حتى على بعض الوزراء وكبار المسؤولين قراءته كاملاً بدون خطأ)، أقول التصريح الذي برر فيه العليمي عملية اختطاف طائرة اليمنية من قبل الجماعة الحوثية والتي كانت السلطات اليمنية تطالب بتحويل رحلتها من عمان إلى عدن وأصر الحوثيون على أن تواصل الرحلة إلى صنعاء تحت الابتزاز والتهديد بقصف مطار عدن.

 

 

يقول الرجل في التصريح إن تواصلاً جرى مع الحوثيين عبر وسطاء طلبت فيه السلطات الشرعية تحويل مسار الطائرة إلى عدن، نظرا لعدم صلاحية مطار صنعاء وفي ظل التهديدات الإسرائيلية للمطار بالضرب بعد أن قصفت المطار سابقاً ودمرت أربع طائرات من أسطول “اليمنية” (وهو اسم شركة الطيران التابعة للسلطات اليمنية) ووعدناهم بنقل الركاب من عدن إلى صنعاء وفعلاً تم نقل بعضهم براً بالباصات على حساب الحكومة اليمنية وشركة الطيران اليمنية، لكن الحوثيين قالوا لنا (والكلام للعليمي) “إذا لم تعود الطائرة إلى مطار صنعاء سوف نضرب مطار عدن، واعطونا إنذار عن طريق وسطاء، قالوا إذا ما تخلوش الطائرة تعود إلى صنعاء سوف نضرب مطار عدن، ونوقف مطار عدن وربما نضرب المطارات الأخرى في حضرموت والمخا. . .” (انتهى الاقتباس).

 

حديث العليمي جاء في ظل الصخب الإعلامي المتعلق بإيقاف الطيار محمد عباس المتوكل أحد الطيارين الذي يتهمونه باختطاف إحدى أو بعض الطائرات الثلاث التي احتجزها الحوثيون في صنعاء وتعرضت للقصف الإسرائيلي لاحقا، ويرى بعض الإعلاميين أن العليمي بذلك يحاول تبرئة الطيار المتوكل من التورط بخطف الطائرة من التهم الموجهة إليه من قبل السلطات الأمنية في عدن.

 

ليست الكارثة في ضعف الشرعية وعجزها عن القيام بأبسط واجباتها تجاه ممتلكات الشعب، الذي يفترض أنها مؤتمنةٌ عليها، فهذا أمرٌ معروف، فالحاكم وسلطاته الذين لا يستطيعون توفير مرتبات موظفيهم منذ أربعة أشهر، ولم يستطيعوا توفير طاقة كهربائية لأربع ساعات من بين كل أربعٍ وعشرين ساعة، في مدينة عرفت الكهرباء قبل قرن، أقول هذا الحاكم وسلطاته العاجزة عن أداء أبسط واجباتها، علينا أن لا نستبعد ارتكابها أية موبقة من الموبقات دون أن يرف لحكامها جفن، وهذه كارثة وحدها.

 

لكن الكارثة تكمن في إن العليمي من خلال تصريحه هذا قام بوعي أو بغير وعي بإرسال رسالة طمأنة للجماعة الحوثية فحواها، إنكم تستطيعون أن تبتزونا كما تشاؤون، ونحن سنلبي طلباتكم.

 

يا رئيس المجلس، لقد هددوا بقصف مطار عدن وبقية المطارات ما لم تعطيهم الطائرة وما كان من حضرتك إلا إن لبيت طلبهم، وغداً قد يطلبوا منك الإفراج عن أي مجرم من المجرمين التابعين لهم والمحتجزين لدى السلطات الأمنية (الشرعية)، لا بل قد يطلبون منك أن تسلمهم وزيراً من وزرائك أو عضواً من أعضاء مجلسك وإلا سيقصفون قصرك في المعاشيق، فهل ستلبي لهم هذا المطلب.

 

إن التصدي لسياسات التهديد والوعيد والابتزاز لا يأتي من خلال الخنوع والاستسلام لهذا النوع من سلوك العصابات وقطاع الطرق بل بالاستعداد للمواجهة وإعداد ما استطعت من القوة لخوض المعركة التي ما انفككتم تتغنون بها، أعني معركة استعادة صنعاء واسترجاع الدولة المخطوفة، وليس انتظار هزيمة العصابة بالدعاء والابتهال أو بالتعويذات وكتابة التمائم.