حاكم الشارقة ينسف قناعات البرتغاليين التاريخية: مرشد هندي وليس بن ماجد من أوصل البرتغاليين للهند

2013-09-30 05:29
حاكم الشارقة ينسف قناعات البرتغاليين التاريخية: مرشد هندي وليس بن ماجد من أوصل البرتغاليين للهند
شبوة برس - متابعات

 

أزمة معلومات تاريخية بين الإمارات والبرتغال ملف بن ماجد وفاسكو دي جاما في مباحثات حاكم الشارقة في لشبونة

يستعد حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لزيارة البرتغال يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر، وهي زيارة ستكون مميزة جدًا نظرًا إلى شغف يكنه المسؤول الإماراتي للبحوث التاريخية التي يجريها بنفسه والتي تسبب أحدها سابقًا بجدل راق بين الدولتين.

محمود العوضي من ماربيا: تستعد العاصمة البرتغالية لشبونة لزيارة غير عادية من شخصية غير عادية في مناسبة من المتوقع لها ألا تكون عادية، حيث يستعد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى لحكام الإمارات لزيارة البرتغال خلال الفترة من 3 إلى 5 أكتوبر المقبل، وما يميز الزيارة إنها تأخذ بعدًا يتعلق بشغف الشيخ سلطان بالبحوث التاريخية، وعلاقات القواسم مع البرتغاليين، حيث يشتهر حاكم الشارقة باهتمامه اللافت بالتاريخ وتوثيق ما يتعلق بمنطقة الخليج.

المرشد الهندي أم بن ماجد؟

للشيخ سلطان آراء وبحوث واستنتاجات تاريخية لا يشعر حيالها البرتغاليون بالرضا التام، فقد فجّر قنبلة من العيار الثقيل على صعيد البحوث التاريخية، حينما أكد أن المرشد الهندي كوجراتي، هو الذي أوصل الرحالة البرتغالي الشهير فاسكو دي جاما إلى الهند، نافيًا المعلومة التايخية الأكثر شيوعًا، وهي أن أحمد بن ماجد هو الذي ساعد فاسكو دي جاما في رحلته الشهيرة، ومن المعروف أن لدى البرتغال اعتزازًا كبيرًا بتاريخها المرتبط بالاستكشافات والرحلات البحرية، وبتاريخ الرحالة الذين يحملون اسم البرتغال.

تسببت المعلومة التاريخية، التي اختلف فيها الشيخ سلطان مع البرتغاليين في حالة من الجدل، وساهم في خلق أجواء دبلوماسية فريدة في علاقات الدول، حيث أنكرت البرتغال صحة المعلومة، التي تمسك بها حاكم الشارقة، وسط قناعة تامة بأن هذا الأمر لا يتفق مع القناعات الراسخة لدى البرتغاليين.

وأكد الصحافي والباحث البرتغالي المخضرم نينو روجيرو أنه يعد العدة، ويجهز لمفاجآت تحملها بعض الوثائق التاريخية لكي يعرضها على الشيخ سلطان حينما يحلّ ضيفًا على البرتغال.

وثائق وأرشيف بطول 97 كم

وكشفت مصادر برتغالية عن أن البرتغال تحتفظ بوثائق تاريخية ومخطوطات عن منطقة الخليج، يتكون منها أرشيف تاريخي يبلغ طوله 97 كم، مما يعني أن أي شخص في حاجة إلى 20 عامًا لكي يقرأها.

ومن الممكن اختصار هذه المعلومات والتعامل معها أرشيفيًا لجعلها قابلة للقراءة على مدار عامين، لكن البرتغال قد تطلب مساعدة الإمارات ماليًا في هذه الحالة للوفاء بالمطالب المالية للمشروع ولأجور الباحثين.

تكريم واختلاف راق

وأبدى الجانب البرتغالي استعداده للتعاون مع الإمارات، وخاصة الشيخ سلطان في هذا الجانب، إعترافًا بعمق العلاقات مع الإماراتية البرتغالية، وسوف يتم تكريم حاكم الشارقة خلال فترة وجوده في البرتغال، تقديرًا لجهوده في مجالات الثقافة والأعمال البحثية، خاصة ما يتعلق منها بالتاريخ، مما يؤكد أن الخلاف المتعلق بالمعلومات التاريخية، إنما هو خلاف يتسم بالرقي، حيث يسعى كل طرف إلى إظهار الوثائق التاريخية، التي تدعم موقفه بعيدًا عن التشنج أو الوقوع في دائرة من الجدل الذي قد لا ينتهي.

وتنطلق أيام الشارقة الثقافية في البرتغال خلال فترة وجود الشيخ سلطان في لشبونة، وسط حرص على إظهار الجانب الثقافي الذي يميّز وجه الشارقة على المستويين الإقليمي والعالمي.

إفلاس وإعتزاز بالتاريخ!

اللافت في الإهتمام البرتغالي بملف بن ماجد وفاسكو دي جاما، هو أن البرتغال لديها اهتمام كبير وشغف بالغ بتاريخها، وخاصة ما يتعلق منه بالترحال حول العالم، والرحلات البحرية، على الرغم من معاناتها اقتصاديًا في الوقت الراهن، فهي واحدة من أكثر الدول الأوروبية التي نالت منها الأزمات الاقتصادية، والتي وصلت وفقًا لبعض التقديرات إلى اقترابها من الإفلاس مثل اليونان.

 * ايلاف