*- شبوة برس – د ياسر اليافعي
ملف "الإعاشة" يعد واحد من ابتكارات رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر، وقد استُخدم كوسيلة لشراء الولاءات ومهاجمة المجلس الانتقالي، فاستنزف خزينة الدولة مليارات الريالات على حساب الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والبنية التحتية.
المستفيدون من هذه الإعاشة تحوّل كثير منهم إلى رجال أعمال، وبعضهم حصل على جنسيات لدول أخرى، وآخرون عادوا إلى صنعاء، فيما اكتفى جزء منهم باستلام مخصصات كبيرة بالدولار وهم في بيوتهم، حتى اعتادوا الكسل والاعتماد على هذه الأموال دون أي دور يُذكر.
المفارقة أن معظم الأسماء في كشوفات الإعاشة لم يكن لها أي دور في مواجهة الحوثي، بل إن بعضهم كان على تنسيق مباشر مع المليشيات، ورغم أننا حذرنا مرارًا من خطورة هذا الفساد، ظل هناك من يدافع عنه، إلى أن أصبح اليوم محل شكوى من الجميع.
واليوم إذا كانت الحكومة جادة في تنفيذ إصلاحات اقتصادية حقيقية تواكب التحسن في سعر الصرف، فعليها أن تبدأ بوقف هذه المخصصات العبثية، وتوجيهها لدعم استقرار العملة ورواتب الموظفين. حينها سيقف الجميع إلى جانبها، خاصة أن الحاجة إلى هذه النفقات قد انتهت، وكل المستفيدين منها شقوا طريقهم الخاص بعد أن حصلوا على ما يكفي من أموال ومنافع.
#ياسر_اليافعي