قادة في عدن: لدينا الإرادة لهزيمة الحوثيين لكن الضوء الأخضر لم يُمنح بعد
> أكد تقرير نشره أمس موقع "الجاروساليم بوست" أن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن يملك الإرادة السياسية والعسكرية، إلى جانب الكوادر البشرية المؤهلة، لتغيير ميزان القوى في الحرب ضد الحوثيين، إلا أن افتقار الحلفاء الإقليميين والدوليين إلى الجدية في دعمه يترك الحوثيين أحرارًا في تهديد خطوط الملاحة الدولية.
وأضاف التقرير، الذي أعده الكاتب جوناثان سباير، أن القوات الجنوبية تواصل القتال على جبهات الضالع وأبين وشبوة، لكنها تعاني نقصًا حادًا في التجهيزات والمعدات العسكرية، الأمر الذي يمنعها من شن عمليات حاسمة ضد الحوثيين. ويقول قادة عسكريون جنوبيون إنهم بحاجة إلى طائرات مسيرة، وأجهزة رؤية ليلية، ومدفعية متوسطة المدى، وهو ما لم يتوفر رغم المطالب المتكررة لحلفائهم.
ونقل التقرير عن اللواء الركن صلاح الحسن قوله من مكتبه في عدن: "نحن فقط بحاجة إلى الضوء الأخضر، وسندحر الحوثيين – وحبريش أيضًا"، في إشارة إلى عمرو بن حبريش، وكيل أول محافظة حضرموت، والمتهم بالتواطؤ مع الحوثيين.
وأوضح التقرير أن جماعة الحوثي، رغم الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، ما تزال تحتفظ بهامش واسع للمناورة، وتمكنت في الأسابيع الماضية من استهداف وإغراق سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، بما في ذلك سفينتان يونانيتان ترفعان علم ليبيريا، في تحدٍّ لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين واشنطن والحوثيين في مايو الماضي.
ووفقًا للتقرير، تظل جماعة الحوثي الذراع الإيرانية الوحيدة التي لم تتعرض لانتكاسة حقيقية في الحرب الإقليمية الممتدة منذ أكتوبر 2023، في وقت تراجعت فيه قدرات وكلاء طهران في لبنان وسوريا والعراق. ويرى قادة جنوبيون أن الفرصة لا تزال سانحة لتكبيد الحوثيين هزيمة استراتيجية في اليمن، ما يتطلب دعمًا دوليًا واضحًا.
وقال وزير الدفاع اليمني الفريق محسن الداعري إن الحكومة صُدمت من الهدنة التي توصلت إليها واشنطن مع الحوثيين، مؤكدًا أن التنسيق مع الحكومة الشرعية غاب تمامًا. وكشف أن خطة وضعت بالتعاون مع رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، تضمنت مشاركة أمريكية وبريطانية وخليجية في هجوم بري لإسقاط الحوثيين، لكنها لم تُنفذ.
ويؤكد التقرير أن غياب الإرادة الدولية، وليس القدرات المحلية، هو ما حال دون تنفيذ العملية. فوفقًا للتقديرات الأمريكية، فإن قوات الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي تضم نحو 300 ألف مقاتل، وهو رقم يضاهي القوة الحوثية. غير أن الانقسام السياسي بين الحكومة الشرعية الطامحة إلى إعادة توحيد اليمن، والمجلس الانتقالي الساعي لاستقلال الجنوب، يعرقل الجهد الموحد.
ويخلص التقرير إلى أن العقبة الرئيسية تكمن في عزوف الداعمين الإقليميين والدوليين عن تحويل الحلفاء الميدانيين إلى قوة قادرة على قلب المعادلة. ويضيف أن "النتيجة هي أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لا تزال قادرة على تنفيذ أعمال قرصنة وقتل في خط الملاحة الحيوي بين خليج عدن والبحر الأحمر متى أرادت".
ويحذّر التقرير من أن الاستمرار في تجاهل مطالب الجنوبيين سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الأمنية في أهم ممرات التجارة العالمية. ويختم بالقول إن خصوم الحوثيين سيواصلون الصمود بما توفر لديهم من إمكانيات، لكن التغيير الحقيقي لن يتحقق إلا بوجود دعم خارجي حاسم لقوة برية جنوبية قادرة على طرد الحوثيين من الساحل – قبل فوات الأوان.
*- شبوة برس – الأيام