صاروخ بوتين الجديد يخلط أوراق الردع في أوروبا

2025-06-27 16:35
صاروخ بوتين الجديد يخلط أوراق الردع في أوروبا
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

روسيا تتحدى أمريكا بتسريع إنتاج صواريخ "أوريشنيك"، في خطوة تخلط أوراق الردع بأوروبا وتوجه رسالة ضمنية لـ«الناتو».

 

ومؤخرا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء الإنتاج المتسلسل لصاروخ "أوريشنيك" فرط الصوتي متوسطة المدى.

 

وجاء الإعلان خلال كلمة متلفزة أمام خريجي الكليات العسكرية، حيث أكد بوتين أن هذا الصاروخ -الذي يُقدّر مداه بنحو 5500 كيلومتر- قادر على الوصول إلى أهداف في عمق أوروبا وحتى الساحل الغربي للولايات المتحدة، بحسب موقع بيزنس إنسايدر.

 

ووصف بوتين الصاروخ بأنه يحمل قوة تدميرية "تعادل السلاح النووي"، وأشار إلى أنه "من شبه المستحيل اعتراضه"، مستندًا في ذلك إلى استخدام روسيا للصاروخ في قصف منطقة دنيبرو الأوكرانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

 

وكان الرئيس الروسي قد أكد في تصريح سابق لـ"بي بي سي"، أنه "لا توجد حاليًا وسيلة لمواجهة هذا السلاح"، مما يعزز مكانته كإحدى ركائز الردع الاستراتيجي الروسي.

 

هذا التطور يأتي في سياق ما وصفه بوتين في ديسمبر/كانون الأول الماضي بـ"المبارزة الصاروخية" مع الولايات المتحدة، حيث عرض اختبار تفوق "أوريشنيك" عمليًا ضد الأنظمة الدفاعية الأمريكية، قائلاً: "نحن مستعدون لهذا النوع من التجربة".

 

وأوريشينك هو صاروخ باليستي فرط صوتي متوسط المدى روسي الصنع، ظهر لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

 

ويُعد من أحدث الأسلحة الاستراتيجية التي طورتها روسيا، ويتميز هذا الصاروخ بسرعته العالية التي تصل إلى حوالي 10 ماخ، أي ما يعادل نحو 12350 كيلومتراً في الساعة، مما يجعله صعب الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الحديثة.

 

 

وصاروخ أوريشينك مزود برؤوس حربية متعددة يمكن لكل رأس منها أن يتبع مساراً مستقلاً عند دخوله الغلاف الجوي، ويُعتقد أن عدد هذه الرؤوس يصل إلى ستة أو أكثر، مما يمكنه من ضرب عدة أهداف في آن واحد أو إحداث أضرار واسعة النطاق.

 

وتم تطوير صاروخ أوريشينك في معهد موسكو للتكنولوجيا الحرارية، ويُعتقد أنه مشتق من الصاروخ الباليستي العابر للقارات RS-26 روبيج، الذي تم إيقاف برنامجه في 2018.

 

ويتمتع الصاروخ بقدرة كبيرة على المناورة أثناء الطيران، مما يزيد من صعوبة اعتراضه، ويمكن تزويده برؤوس حربية تقليدية أو نووية، رغم أن النسخة المستخدمة مؤخراً كانت تقليدية.

 

وتعتبر روسيا أن صاروخ أوريشينك يشكل رسالة ردع استراتيجية قوية، خاصة في ظل التوترات العسكرية الحالية، ويُعتقد أنها قادرة على إنتاج حوالي 25 صاروخاً من هذا النوع شهرياً.

 

كما يمثل هذا الصاروخ نقلة نوعية في القدرات الصاروخية الروسية، حيث يجمع بين السرعة الفائقة، والقدرة على حمل رؤوس متعددة، وصعوبة الاعتراض، مما يزيد من تعقيد سباق التسلح العالمي ويطرح تحديات كبيرة أمام أنظمة الدفاع الغربية.

 

وقد كشف استخدام أوريشينك في الصراع الأوكراني عن وجود جيل جديد من الصواريخ الروسية المتطورة التي قد تؤثر بشكل كبير على موازين القوى العسكرية في المستقبل القريب.