سقطرى.. الجزيرة التي تعادل وزنها ذهبا.. عمر اللغة السقطرية سبعة آلاف عام

2018-05-14 13:30
سقطرى.. الجزيرة التي تعادل وزنها ذهبا.. عمر اللغة السقطرية سبعة آلاف عام
شبوه برس - خاص - حديبو سقطرى

 

تقع جزيرة سُقطرى في المحيط الهندي، بالقرب من خليج عدن، وتُعد واحدة من أهم الجُزر اليمنية، وتبلغ مساحتها الكلية (1200) ميل مربع، فيما يبلغ عدد سكانها نحو 135.020 نسمة، بحسب إحصائية عام 2004م، يمتهن معظم سكانها الصيد ورعي المواشي.

ويُقال إن اسم سقطرى جاء من لفظ (سوق قطرة) أي (دم الأخوين)، وهي شجرة تتميز بها الجزيرة دون سائر بقاع العالم.

 

وتشير الأساطير إلى أنها الشجرة التي قتل عندها قابيل أخاه هابيل، فسُميت بشجرة (دم الأخوين).

 

*متحف من الأشجار النادرة

تنقسم الجزيرة إلى قسمين: بادية، وساحل.. تقع البادية منها وسط الجزيرة، وتتميز بجبالها الشاهقة المرتفعة عن سطح البحر بنحو (5 آلاف قدم)، وتغطى مرتفعاتها بأحراش كثيفة من الأشجار المتنوعة أبرزها شجرة (دم الأخوين) النادر، وكذا أشجار الصبر واللبان والصمغ.

 

وتبدو بادية سقطرى كما لو أنها متحف طبيعي للنباتات النادرة المنفردة عن أية بقعة في العالم، وهي نباتات مسجلة لدى مركز الأبحاث الدولية.

 

وقد أقدمت هيئة البيئة الدولية على إقامة مشروع للحماية المستديمة للموارد الطبيعية بقيمة (4.9) مليون دولار، يهدف إلى وضع استراتيجية لحماية التنوع الحيوي، والتشجيع على الاستخدام المستديم للموارد الطبيعية البرية والبحرية.

 

أما الجزء الآخر من الجزيرة فيمثل الساحل، ويُعد أكثر تحضرًا تنتشر فيه المدن الصغيرة، والقرى والمراكز، وأهمها مدينة (حديبو) عاصمة المحافظة، وموري وقاظب (قرية الصيادين) الساحلية، إلى جانب مدينة قلنسية المشهورة بسمك القرش، وينابيع المياه الحارة.

 

*تعادل وزنها ذهبا

يقول المستشرق الروسي نائب رئيس معهد قسم التاريخ في جامعة موسكو البروفيسور فيتالي «إن تحليلات علماء اللغة تُبين أن عمر اللغة السُقطرية يُقارب سبعة آلاف عام، وأن الدراسات تظهر أن سكانها يعود أصلهم إلى اليمنيين القدامى».

 

وأوضح علي بن الحسين المسعودي (القرن الرابع الهجري) في الجزء الأول من كتابه (مروج الذهب) أن «العنبر السقطري لا يوجد إلا فيها، ولا يُحْمل إلا منها».

 

في حين وصفها (جان جاك بيري) في كتابه (جزيرة العرب) بالقول: «سقطرى توازن، أو تعادل وزنها ذهبًا».

 

وهذا يوم أن كان البخور والصبر يساويان قيمة الذهب.

 

*محمية طبيعية

ويزداد الاهتمام بالجزيرة يوما بعد يوم من قِبل عدد من الشركات الأمريكية واليابانية والفرنسية والمصرية المشتركة للاستثمار في المجالات الصناعية والسياحية، وفي الحفاظ على البيئة الطبيعية النادرة التي تتميز به.

 

وقد أعلنتها بلادنا محمية طبيعية في مارس 1996م.

 

*نباتات وطيور نادرة

تحوي الجزيرة على أنواع عديدة من النباتات يصل تعدادها إلى (1150) نوعاً، منها 270 نوعاً من النباتات المستوطنة التي لا توجد في دول العالم الأخرى.

 

وهناك أنواع من الطيور النادرة والزواحف والثديات والرخويات، كما يوجد القط الزبادي.

 

وقد قام فريقان بريطانيان قبل عدة أعوام بزيارة إلى الجزيرة، قاما خلالها بتحديد أنواع الأسماك والمخزون السمكي، ودراسة سياحية الغوص، فضلاً عن تحديد أنواع النباتات والطيور والزواحف والحشرات، وكذا دراسة التنوع البري.

 

*الوجود الأول للإنسان

ترتبط الجزيرة بالوجود الأول للإنسان، ويُقال إن قبيلة عاد أول من سكنها بعد غرق سفينة نبي الله نوح، عليه السلام.

وقد ذُكرت الجزيرة في كتب الإغريق والرومان والمصريين.

 

ومنذ القدم توافد إليها العديد من أطباء الأعشاب نظرًا لوجود الأشجار الطبية النادرة، وفي مقدمتها شجرة دم الأخوين التي تسمى باللغة السقطرية (عرهيب)، ويُعد (طالوت) من أبرز الأطباء السقطريين الذين تابعوا طب الأعشاب، وقاموا بتحضيرها ومعالجة المرضى من سكان الجزيرة، ولديه صيدلية متخصصة بهذه الأعشاب الطبية.

 

*انتشار الصناعات والحرف

وتنتشر الصناعات والحرف التقليدية لدى سكان الساحل والجبال، ويصل عددها إلى (65) حرفة أهمها غزل الصوف، وصناعة الشملة الصوفية السقطرية الشهيرة.

 

وتُربى في الجزيرة أيضًا مناحل العسل، لإنتاج العسل السقطري المشهور في العالم، ويستخدم كعلاج لمختلف الأمراض نتيجة لتغذي النحل من شجرة دم الأخوين، وغيرها من الأشجار الطبية النادرة المنتشرة فيها.

 

وتتميز النحل بمقاومة الجفاف، ومواصلة إنتاجها للعسل الذي يتزايد الطلب عليه من مختلف بلدان العالم، وله مذاق خاص يختلف عن مذاق العسل في بقية مناطق اليمن.

 

*كهف لكل أسرة

تنتشر العديد من الكهوف في جبال الجزيرة المتكونة من الطبقة الصخرية السميكة، وتحتل مادة الكالسيوم فيها نسبة 80 بالمائة، ويكاد يكون لكل أسرة كهفًا خاصًا بها، حيث يضطرون للجوء إليها خلال موسم الرياح الذي يمتد من شهر مايو إلى أغسطس من كل عام، حيث تهب فيه رياح قوية تتوقف على إثره أعمال الملاحة.

 

*- شبوه برس – الأيام