الفيديو و النص الكامل لحديث الاستاذ عبدالرحمن علي الجفري لقناة ”روسيا اليوم“

2014-10-23 10:11
الفيديو و النص الكامل لحديث الاستاذ عبدالرحمن علي الجفري لقناة ”روسيا اليوم“
شبوة برس- خاص - جدة

 

برنامج ”قصارى القول“ ..

 

حلقة بعنوان ”جنوب اليمن .. البحث عن جنة عدن المفقودة“

المذيع: هل سيستفيد شعب جنوب اليمن أو ما يُعرف بالجنوب العربي الذي قارع الاستعمار البريطاني سنوات طويلة ثم انخرط في حركة النضال العربي وفي حركة نضال الخليج العربي باعتباره شعباً متكاملاً ومن ثَم أقيمت دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لتتحد مع شقيقتها في الشمال لتبدأ بعد ذلك مخاض أن تكون هنالك دولة واحدة بحقوق متساوية ولكن هذا لم يدم طويلاً للأسف حتى انفصلت الدولتان وانفصلت عن طريق الحرب. الآن الشوارع في عدن وفي مناطق الجنوب العربي أو ما يُعرف بجمهورية اليمن الجنوبية سابقاً تكتظ بحشود من المتظاهرين تطالب باستعادة الدولة المفقودة وبناء دولة الجنوب العربي بزعامات سياسية كانت قد تضررت أثناء الوحدة وبعد الوحدة.

معنا للحديث عن آفاق قيام دولة جنوب اليمن، أو الجنوب العربي، الأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر من جدة في المملكة العربية السعودية مباشرة، مرحباً بكم أستاذ عبدالرحمن.

 

الجفري: أهلاً وسهلاً بكم أستاذ (سلام) بسم الله الرحمن الرحيم، تفضل.

 

المذيع: على وقع التطورات، فلنقل أنها تطورات دراماتيكية الآن في صنعاء، كم استفادة حركة إعادة الدولة في الجنوب من هذه التطورات أم أنها بالعكس خسرت بسبب هذه الفوضى العارمة التي يعيشها الشمال؟

الجفري: الحمدلله والصلاة والسلام على سيدي وحبيبي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. لا شك أن ما يجري في اليمن الشقيق قد يكون أفاد إلى حد ما الحركة السلمية الثورية في الجنوب والتي تطالب بالاستقلال والتحرر وبناء دولة جنوبية عربية فيدرالية كاملة السيادة. لا شك أنه غياب دولة، ما يجري في اليمن الشقيق هو غياب دولة، لا وجود لشيء، نتصور اليوم أن وزارة الداخلية يقتحمونها ويقفلون بعض مكاتبها!! واليوم يحاولون أن يشكلوا وزارة، وبعض المواقع تكتب أنهم يريدون أن يعملوها بالقرعة، يعني شيء عجيب وغريب لم نألفه!! وبالتالي ثورة الجنوب كانت ستستمر بصرف النظر عن حدث شيء في صنعاء أو لم يحدث. لكن لا ننكر أن هذا قد يكون أفاد إلى حد ما حركتنا لكن في نفس الوقت كنا سنستمر لأن هناك تصميم شعبي، اليوم في الجنوب كما تفضلتم أستاذ سلام ناس تفترش الأرض، شعبنا يفترش الأرض في الجنوب، لكنه يعانق السماء، لأنه يبحث عن حق ونحن على ثقة بأنه على الطريق الصحيح، وأهلنا الآن في ساحات الاعتصام في عدن والمكلا نؤكد لهم أنهم على الخط الصحيح والطريق الصحيح المؤدي، بعد زمن طال أو قصر، إلى بناء الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

 

المذيع: أستاذ عبدالرحمن هل تعتقدون بأن الظرف الإقليمي، الوضع الإقليمي مناسب لإعلان هذه الدولة، يعني هل يسمح لكم بقيام هذه الدولة؟

 

الجفري: أولاً الحكاية ليست حكاية سماح.. هذا حق، سواء كان حقاً قانونياً، دولياً، إنسانياً، سنأخذه بطريقة أو بأخرى. لكن لا شك أن علينا أن نحسب حساباتنا، مدى تجاوب العالم معنا والاقليم بالذات، هذا شيء مهم. لسنا معزولين عن العالم، نحن نتأثر ونؤثر في اقليمنا وفي العالم خاصة ومنطقتنا منطقة غاية في الأهمية الاستراتيجية، وبالتالي لا شك نحن نعتقد أن الوضع الإقليمي والوضع الدولي لم يكن مناسباً لدعم قضيتنا أو للوقوف مع قضيتنا كما هو مناسب اليوم. لا شك في هذا.

 

المذيع: هل لأن منطقة اليمن عموماً، هذه الساحة الكبيرة أصبحت تتجاذبها فصائل راديكالية تحمل السلاح، من جانب تنظيمات ما يعرف بأنصار الله، جماعة الحوثي، وجماعة القاعدة.. وبالتالي فإن دول الإقليم والدول العالمية قد تجد في قيام نظام في الجنوب العربي نظام مدني لديه تجربة في الحكم المدني قد تبدو أفضل من وجود هذين التيارين المتطرفين في هذه المنطقة؟

 

الجفري: لا شك أن هذا أحد العوامل وليس كل العوامل. من العوامل الهامة أنه أصلاً من الصعب في المستقبل المنظور أن تقوم دولة في اليمن الشقيق، فعلاً دولة مدنية من الصعب قيامها. الثاني: أن الموقع الذي يحتله الجنوب العربي، سواء على البحر المفتوح، البحر العربي، سواء مضيق باب المندب، سواء جزيرة ”سقطرى“ وجزر ”عبده كوري“ من الناحية الغربية هي تشرف على القرن الافريقي، نكاد نرى الأنوار في الصومال في الليل، وأيضاً على المدخل الشمالي للمحيط الهندي، هذا موقع يملك تحكم في كثير من الأماكن، وكما تعلم في التاريخ كله أن البحار والمحيطات هي مفاتيح للإمبراطوريات، وبالتالي العالم كله محتاج ليتعاون معنا لأننا لنا مصالح مع العالم، وللعالم مصالح معنا. لنا مصالح مع الإقليم، المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى واليمن الشقيق، ولهم مصالح معنا، ونحن ننفتح لتبادل المصالح مع العالم.

 

المذيع: أستاذ عبدالرحمن ، ماهي حدود هذه الدولة؟ من أين تبدأ وأين تنتهي وبأي خط تمر؟

 

الجفري: لا أذكر الخط لكن أقول لك الآتي: تبدأ من المياه الإقليمية الغربية لجزيرة ميون (غرباً) إلى حدود سلطنة عمان (شرقاً) ومن (الشمال) يحدنا الاخوان اليمن الشقيق والمملكة العربية السعودية، ومن (الجنوب) يحدنا البحر العربي. أيضاً علاوة على الجزر، لدينا جزيرة ”سقطرى“ و ”عبده كوري“، لدينا جزيرة ”كمران“، لدينا جزيرة ”حنيش“، لدينا عدة جزر في البحر العربي وعندنا في البحر الأحمر. تلك حدودنا الدولية وهي معروفه ولا خلاف عليها مع أحد. كان هناك عدم تحديد للحدود هذه مع عمان والمملكة العربية السعودية وهذا تم، لكن لا يوجد خلاف آخر، من يقول أن هناك خلاف مع الاخوان في اليمن الشقيق، لا يوجد خلاف، إنما هذا تقسيم إداري بموجبه تم إدخال باب المندب وما يسيطرون عليه براً في أراضي محافظة تعز أو ما يسمونه إقليم الجند، هذا تقسيم اداري وليس تقسيم سياسي.

 

المذيع: والآن نلاحظ أن باب المندب أصبح يبدو هو تفاحة آدم بين القوى والفرقاء المتصارعة في الشمال، بمعنى أن الحوثيين يحاولون الوصول إليه والقوات المسلحة التابعة للرئيس عبدربه ترسل وزير الدفاع إلى المنطقة قريباً منها من أجل أن يعلن أننا نحن هنا موجودون وأنه لا يمكن أخذ هذه المنطقة، وأنتم في هذه اللعبة بين فرقاء الشمال ما هو موقعكم؟ كيف يمكن أن تحافظوا على حدود دولتكم المنشودة؟

 

الجفري: في شيئين هامين في سؤالكم؛ الشيء الأول: أن مضيق باب المندب هو ممر دولي.. وإن كان في حدودنا، إلا أنه ممر دولي، ونحن يجب أن نكون دولة نحترم القوانين الدولية والممرات الدولية المائية، هذا واحدة من سياساتنا.

 

حكاية السيطرة عليه، لا أعتقد أن الاخوان الحوثيين أنهم ممكن يفكروا في هذا، أعتقد سيخسرون كثيراً، وأعتقد أنهم أعقل من أن يتعرضوا لهذا، وإن تعرضوا لهذا من جهتنا كجنوب نحن لن نسكت، تلك أرضنا وتلك مياهنا الإقليمية ومؤتمنين أيضاً دولياً لممر إقليمي، لممر دولي مائي، مهما كان في حدودنا وفي أرضنا نعم، لكن هناك اتفاقات دولية وهناك قوانين دولية تحكم هذه العلاقة. والضرر بالممرات الدولية المائية يحدث أحياناً أثناء التوترات وأثناء الحروب لكن في ظل الظروف المعتادة لا أحد يمسها. بالتالي نحن سنحافظ عليها.

 

أود إضافة نقطة: قائد المنطقة الأخ اللواء الصبيحي، أرسل أربع كتائب، أول أمس، إلى المنطقة هناك لتحافظ عليها، وأظن قادرين على الحفاظ عليها.

 

المذيع: هذا الحفاظ عليها لصالح دولة الشمال وليس لصالحكم؟

 

الجفري: لا بأس، فعندما يحافظ عليها الجيش وهو قريب من أرضنا، ومن أرضنا، وقائده من أرضنا، تصبح عند قيام الدولة هي جزءاً من أرضنا لا خلاف على ذلك، فتصبح مؤمّنة من أي عبث، من هذا المنطلق.. نحن نتكلم عن أمر واقع الآن، نحن لا نتكلم عن شيء لم يأتِ بعد، وهو آت آت، الدولة قادمة قادمة لا محالة.

 

 

 

المذيع: واضح.. استطراداً فيما يتعلق بالدولة القادمة أنها حتمية، يعني هكذا تقولون. الآن تبدو دولة الشمال هشة ضعيفة، الرئيس لا يستطيع أن يسيطر على كل أرجاءها، بل حتى على مبانٍ في صنعاء يقتحمها مسلحون ويفرضون نقاط التفتيش وإلى آخره كما نشاهد الصور والتقارير في وسائل الاعلام.. لماذا لا يمكن الاستفادة واقتناص الفرصة في هذه اللحظة وإعلان الدولة باعتبار أنه لا يوجد ما يعيق لا توجد قوى عسكرية تستطيع أن تقمع حركة قيام هذه الدولة؟

 

الجفري: دعنا نتكلم منطق وسياسة، إلى جانب عملنا الوطني. نحن لسنا متهورين ولا متطرفين لنعلن شيء لا نستطيع حمايته أو ليثير غبار حروب داخلية بيننا وبين إخواننا في اليمن الشقيق.. نحن نفضل نعطي فرصة لإخواننا في اليمن الشقيق حتى يتعقلوا ويعلموا أنه لا مناص من قيام دولة في الجنوب.. وبالتالي يتم بناء دولتنا وتحقيق استقلالنا وتحرير أراضينا باتفاق.. ذلك أفضل لنا.. ولهم.. وللحاضر.. ولبناء علاقات مستقبلية متميزة معهم ومع دول الجزيرة تصل إلى كونفدرالية حتى.. ليست قضية لأن الكونفدرالية هي الدول ذات السيادة قائمة بذاتها تعمل اتفاقيات تعاونية بينهم، مثل مجلس التعاون لدول الخليج. نقيم بيننا علاقات طيبة، لكن اذا استمر البعض من أهلنا في اليمن الشقيق يصر على أن نكون أتباع أو نكون ضمن دولة اليمن، سيرتكب خطأ على المتوسط والبعيد، لأننا لن نسمح بهذا، سنضطر وهذا في البال أن نعلن دولة من طرف واحد ونكون قادرين إن شاء الله على حمايتها وإقامتها وإدارتها. هذا الذي نتوقعه نحن.

 

 

 

المذيع: الملاحظ في جلسات الحوار الوطني أن نسبة كبيرة قد تصل إلى النصف من المحاورين كانوا من الجنوب، ألا يعني ذلك أن صنعاء تولي أهمية خاصة وتعطي وزناً كبيراً للجنوبيين في حل المعضلات والإشكالات السياسية للبلاد؟

 

الجفري: في فرق بين إعطاء الصورة النظرية لهذا الأمر، لذر الرماد في العيون،.. إخواننا الذين حضروا لا ننكر جنوبيتهم، هم أهلنا وإخواننا لكن هم من الجزء القليل في الجنوب – وأوكد هم من الجزء القليل في الجنوب – الذي يرى استمرار وحدة مع إخواننا في اليمن، وبالتالي لا يمثل الرأي العام في الجنوب، وهم يعلمون ذلك.. نحن نحترمهم ونتوقع أن يكون هناك بعض الجنوبيين الذين لا يريدون دولة في الجنوب، ولكنهم قلّة قليلة، وهم الذين في أحزاب السلطة فوافقوا أن يكونوا شركاء في هذا الحوار.. باقي القوى الجنوبية الحقيقية التي تنادي بالتحرير والاستقلال للجنوب قالت: لا.. ونحن لا نقول استعادة دولة.. نحن نقول استقلال وتحرير وبناء دولة، فالذي انتهى لا يُستعاد، الغير موجود لا يُستعاد، الذي نريده هو بناء دولة جنوبية.. لأننا لو قلنا استعادة دولة فمعناها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، مع احترامي لمن يقول هذا، لكن إذا أنت يمني فلماذا تعمل دولة؟!! فلا يوجد احتلال إنما أخوة يمنيون في أرضهم.. الأخ الجنرال علي محسن قال: لقد أدار النظام الجنوب باستعماره، في مقابلة تلفزيونية أُذيعت وأعلنت وليست سرية.. فإذا المحتل يقول انا احتليتكم واستعمرتكم.. فلماذا ننكرها نحن؟!!

 

المذيع: ربما الجنرال يقصد بكلمة استعمار، كما تعلمون، في الأصل تعني إعمار هذه البلدان، ربما كان هذا هو القصد (ضحكات متبادلة بين المذيع والجفري).

 

الجفري: نعم، سيدي، هذا صحيح من الناحية اللغوية.. لكن من الناحية الاصطلاحية السياسية صارت شيء ثاني (ابتسامات متبادلة بين المذيع والجفري).

 

المذيع: حسناً.. من هي القوى التي تقولون أنها تمثل غالبية شعب الجنوب العربي التي تطالب ببناء الدولة؟.. ومن هي القوى التي تصر على الوحدة مع، كما تصفونها بـ، اليمن الشقيق؟.. باختصار لو تسمحون لي.

 

الجفري: كل القوى الحراكية، ونحن الحزب الوحيد في الحقيقة حتى الآن في الجنوب، وفي حزب جبهة التحرير، لكن القوى الجنوبية التي في الحراك، وكل المكونات الشبابية التي لها أثر في الشارع وهي اليوم تقود – للعلم –.. كلهم مع دولة جنوبية فيدرالية للجنوب العربي، هذا لا شك.. الأخوان الذين في المؤتمر الشعبي العام، والأخوان الذين في حزب الاصلاح، والأخوان الذين في الأحزاب الأخرى كالاشتراكي كحزب، هم يريدون دولة واحدة في فيدرالية بإقليمين أو بخمسة أو بستة على اختلاف الآراء.. لكن الاخوان الذين في الاصلاح أعلنوا قبل 3 أيام أنهم مع حق تقرير المصير في الجنوب، كلام جديد، لكننا نرحب بمن يقترب.. وهم اقتربوا ونحن نرحب بمن يقترب لأننا نعتقد أن الجنوب، سيكون له مرحلتين.. المرحلة الأولى: مرحلة النضال لبناء الدولة، تحقيق الاستقلال وبناء الدولة.. هذه المرحلة لا إقصاء لأي جنوبي مؤمن بالتحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب كاملة السيادة.. والمرحلة الثانية: مرحلة بناء الدولة والعيش في هذه الدولة، لا إقصاء لأي جنوبي أيّاً كان رأيه، نهائي.. فهذا الذي نسير فيه الآن.

 

المذيع: ما هو شكل نظام الحكم سيكون، هل هو برلماني أو رئاسي أو على الطريقة السابقة نظام حزبي يتحالف على أساس جبهة وطنية عريضة؟

 

الجفري: نحن طرحنا مشروع متكامل.. لمسيرة الاستقلال، يمكن 120 أو 130 صفحة.. لمسيرة الاستقلال والنضال بالأساليب السلمية المختلفة.. ووضعنا أيضاً الخيارات فيما يختص ببناء الدولة.. ولدينا خيارين لا غير فيما يختص نظام الحكم: برلماني أو رئاسي.. ونحن نفضل النظام الرئاسي لطبيعة أرضنا.. النظام الرئاسي ميزته أنه يفصل بين السلطات فصلاً كاملاً.. أما النظام البرلماني لا فصل بين السلطات، فالبرلمان يحاسب من؟ فالحكومة تمثل أغلبية في البرلمان فمن سيحاسب الحكومة؟.. لكن إذا هناك أغلبية من زملائنا يرون، ومن شعبنا، يرون نظام برلماني، ”فماشي الحال“.. ونؤمن بالتعددية السياسية والحزبية، فهذا لا بد منه.. نؤمن بالاقتصاد الحر الاجتماعي، وهو كما تعرف المصطلح الجديد الحديث في الاقتصاد بحيث لا تطغى الرأسمالية الفجة على حياة الناس ومعاشها وهو ما يُسمى باقتصاد السوق الاجتماعي.. أيضاً طرحنا إلى جانب هذا ورقة في نفس المشروع: نظرتنا للسياسات الداخلية والخارجية لدولتنا القادمة إن شاء الله.. وطرحنا مشروع للدستور كامل للدولة الجنوبية القادمة، نوضح فيها نظام الدولة ونظام الحكم.. وبالتالي نحن واضحين، والعالم لن يتعامل مع مجهول.

 

المذيع: أستاذ عبدالرحمن، نعم واضح.. السؤال: لماذا لا تلجأوون إلى الأسلوب المعاصر الآن الذي تلجأ إليه غالبية الشعوب التي تطالب بالاستقلال والانفصال وبالسيادة، وهو الاستفتاء الشعبي، وتطالبون بالهيئات الدولية الاعتراف بنتائج هذا الاستفتاء ومن ثم تحصلون بشكل آلي على الاعتراف الاقليمي والدولي في هذه الحالة؟

 

الجفري: قصدك استفتاء من طرف واحد؟

 

المذيع: نعم، استفتاء من طرف واحد، كما يجري الحال في اسكتلندا، وكاتلونيا/مقاطعة

الجفري: اسكتلندا لم تكن من طرف واحد.

 

المذيع: نعم ولكن هذا كان مطلب شعبي، اضطرت بريطانيا، ولكن اليمن ليست بريطانيا.. الآن الأكراد في شمال العراق يعتزمون اجراء استفتاء بغض النظر عن موقف بغداد، بمعنى أن هذا أمر مشروع ومعترف به في ميثاق الأمم المتحدة.

 

الجفري: دعني أطرح الموضوع كالتالي.. نحن مصرين على التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية.. إن استطعنا أن نصل إليها باتفاق مع أخواننا، أو بالضغط، أو بالفرض، وصلنا إليها.. ما لم فنحن سنلجأ، وهو خيار مطروح.. الأخ الدكتور عبدالعزيز الصقر، رئيس مركز الخليج للدراسات، طرح هذا الموضوع قبل اسبوعين، أنه لماذا الجنوبيين لا يعملوا استفتاء من طرف واحد ويدعوا الأمم المتحدة، أيضاً الأخ حيدر العطاس قبل ليلتين طرح نفس الطرح.. وكنتُ سبق وناقشته مع الأخ الدكتور عبدالعزيز الصقر.. هذا يظل خيار.. الاستفتاء هو آلية لتحقيق استقلال.. وليس هو حل.. هو آلية للحل.. نحن أيضاً بعض التعقيدات يجب أن ننتهي منها، لأنه هناك انتقال لكثيرين من اخواننا من اليمن الشقيق إلى الجنوب ليستوطنوا.. نحن أن يكونوا منّا الذين كانوا من زمان من قبل الوحدة من كل العالم في بلادنا واستوطنوها وقطعوا علاقاتهم بدولهم، فهؤلاء مرحب بهم، فهم مواطنين.. اوباما من الجيل الأول ويحكم أمريكا.. لكن الذين دُفعوا للاستيطان في الجنوب، فيجب أن لا يكونوا جزء من الاستفتاء.. وبالتالي هذا خيار قائم.. إعلان استقلال من طرف واحد قائم.. إعلان استفتاء من طرف واحد قائم.. لكن هذا لا يجب أن نستعجل فيه، أو أن نتجه إليه، دون عمل دقيق، تنظيم دقيق للأمور، وحسابات سياسية دقيقة.. لأن لو عملناه والعالم رفضه منّا، ولم يتجاوب معنا، فمعناه أننا نعبث.. فنحن لسنا وحدنا في هذا العالم.. وعلينا أن لا نعبث، فهذه قضية شعب.. ولا ندخل شعبنا في أزمات هو ليس في حاجة لها.. وإنما هي من ضمن الخيارات القائمة.

 

المذيع: استاذ عبدالرحمن، ربما في بعض الدول، بما فيها التي أنتم الآن في ضيافتها قد لا تعلن جهاراً موقفاً واضحاً من قيام دولة الجنوب العربي.. لكن في لقاءاتكم الخاصة في اتصالاتكم، من هي من دول الإقليم التي تعارض قيام دولة الجنوب، لا نريد أن نتحدث من هو يوافق لأنه قد يسبب لكم احراجاً سياسياً. (ابتسامات متبادلة بين المذيع والجفري)

 

الجفري: يا سلام (ابتسامة).. أستاذ سلام.. يا أستاذ سلام.. ما شاء الله، ذكاء.. إذا ذكرنا من هو رافض، فسيُعرف من هو موافق، أليس كذلك؟ (ابتسامات متبادلة)../

 

المذيع: ليس بالضرورة قد يكونوا ممتنعون.

 

الجفري: واضحة الحكاية.. وأنا أقول نترك هذا للأيام والأسابيع القادمة.. وسيظهر.. وقد بعضهم قالوا هذا علناً في عدن.. لكن نترك هذا للأيام.. أنا لا يهمني ((إعلان)) من هو معنا.. يهمني أن يكون من هو معنا، معنا كشعب في الجنوب، أليس كذلك يا أستاذ سلام؟

 

المذيع: واضح.. واضح، بلا شك.. ولكن أنتم سياسي قديم ومحنك ومناضل، مرت بكم تجارب مريرة.. هل تلمسون رغبة في الإقليم عموماً، وفي المنطقة بين الأشقاء العرب، من لا ينوي الوقوف بوجه قيام دولة الجنوب العربي؟

 

الجفري: صلّ على النبي.. نحن كنا نقول من أكثر من سنة أو سنة ونصف، أن دولة الجنوب حتماً قادمة لا محالة.. وكانت الناس تستغرب، من أين يأتي بهذا الكلام؟.. أنا لم آتِ به من أحد قال لي، صراحة، من الدول، ولكن هناك حسابات سياسية، وأنت أكيد خبير بها.. تستطيع أن تحسب من سيكون معك بموجب المصالح.. الجنوب منطقة هامة تكاد تكون الآن في المنطقة العربية اليوم.. هذه المنطقة الهامة فيها مصالح إقليمية ودولية.. وبالتالي، إذا حسبت، ببساطة، ببساطة شديدة، بالحسابات السياسية الأولية، ستحصل على نتيجة واحدة، أن من مصلحة كل من له مصلحة مع الجنوب، مع شعب الجنوب، أن تقوم دولة في شعب الجنوب.

 

المذيع: حسناً، أستاذ عبدالرحمن.. بالثواني الأخيرة.. دولة ”الهرمين“ التي تشرف على قناة السويس، ويهمها أن يكون باب المندب منطقة آمنة مستقرة.. هل تقف معكم؟ (ابتسامات خفيفة بين الرجلين)

الجفري: معي كلمتين باقولها عشان لا تختم قبل ما أقولها، ثم أرد على سؤالك.. /

 

المذيع: لم يبقَ إلا 30 ثانية.. تفضل.

 

الجفري: سأنهي فيها كل شيء.. أنادي شعبنا: نحتاج إلى اتفاق ووفاق وليس إلى سباق، يا شبعنا.. ويا شبابنا: اثبتوا، اثبتوا، هناك ثلاثة أهداف أعلنتوها: اطلاق سراح المعتقلين، جلاء الاخوان من اليمن الشقيق في مؤسسات الدولة من الجنوب، وشركات البترول أن توقف ضخها وانتاجها للنفط وإيرادها لفلوسنا إلى خزينة الدولة.. موضوع المؤتمر الوطني الجامع، يجب، يجب، أن يعقد، آن الأوان، للجميع، ولا استثناء لأحد إلا من استثنى نفسه..

 

موضوع دولة الهرمين.. لو أنا محل دولة الهرمين، وأنا لم يقل لي أحد منهم، لو أنا محل دولة الهرمين، مصر الشقيقة، الدولة الكبرى، لأكون مع دولة في الجنوب.

المذيع: أستاذ عبدالرحمن، شكراً جزيلاً.

الجفري: شكراً.

المذيع: ولكم أعزائي المشاهدين أطيب التحيات.. وهذا سلام مسافر يتمنى لكم أياماً هانئة.

 

للمشاهدة والاستماع للمقابلة : اضغـــــــــــــط هنـــــــا