كانت أسرة حمود تعيش في الريف ، كأي أسرة بدوية تعمل برعي الأغنام وفلاحة الأرض ، وكانت تعيش مثلها مثل بقية الأسر في قبيلة حمود ، وفقا للأعراف والعادات والتقاليد القبلية ، فانتقل حمود من الريف إلى مدينة عدن ، وفي عدن شارك حمود في الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني . وبعد الإستقلال انتقلت أسرة حمود إلى العاصمة عدن ، وعين حمود مسؤولا في الدولة ، ثم بعد ذلك عين حمود مسؤولا دبلوماسيا ، في سفارة اليمن الديمقراطية في العاصمة السويسرية برن ، ونقل حمود أسرته معه إلى سويسرا ، وهناك ادخل حمود أولاده وبناته المدارس السويسرية ، وتخلقوا أولاد وبنات حمود ، بنفس أخلاق أولاد وبنات المجتمع السويسري . لم ينتبه حمود لتحول أولاده وبناته إلى العادات والتقاليد السويسرية ، وبعد حوالي 15 عاما تم إعادة حمود إلى عدن مع أسرته ، واستبداله بموظف آخر في السفارة ، وكانت أسرة حمود قد أصبحت مثلها مثل أي أسرة سويسرية ، في الملبس والمشرب والمأكل والتعايش الاجتماعي . وفي أحد الأيام أتت إحدى بنات حمود إلى جدها وهي تلبس لبس سويسري وكأنها في سويسرا وليس في عدن وكانت تسأل جدها قائلة : ما رأيك يا جدي في ملابسي هذه ؟ فرد الجد قائلا : والله أفضل لك يا بنتي تخرجي عارية ، سود الله وجهك يا حمود هذا الشقاء الذي رحت تشقى له في سويسرا .