الهيمنة الرأسمالية الغربية على اقتصاد العالم ليست جديدة بل منذ إنشاء البنك الدولي وصندوق النقد عام 1944.
لكن الجديد تحول البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى أدوات استعمارية إمبريالية أمريكية أوربية، هذه المؤسسات تتحكم في اقتصاديات الدول (النامية والفقيرة) وتفرض عليها شروط مجحفة مقابل قروض بفوائد كبيرة! ولا يمنح هذا القرض إلا بشروط تجعل الدولة المقترضة تخضع لإملاءات تمس السيادة والكرامة وتمنعها من أي شكل من اشكال الإكتفاء الذاتي بل وتهددها بالموت جوعا ان هي خرجت عن طوع تلك الأدوات الإستعمارية.
الشيء المعروف عن تدخلات تلك المؤسسات في أي دولة هو دخول الفقر و اغراق البلاد في ديون لا تستطيع سدادها.
هل تعلمون ان أمريكا لا تسدد اي ديون؟ لماذا؟
لأنها هي التي تتحكم في هذه المؤسسات المالية وبالتالي في اقتصاد العالم.
إن السياسة التي تنتهجها هذه المؤسسات هي سبب الفقر والجوع في افريقيا ودول اخرى كثيرة منها (اليمن).
تدخلات أدوات الإستعمار تتحكم في اقتصاد اي بلد في كل صغيرة وكبيرة وتفرض شروط قذرة، وأي دولة تحاول رفض اي شرط من الشروط تهددها بحصار اقتصادي واول هذا الحصار منع تصدير القمح اليها! نعم.. هذا الأسلوب استخدم ضد دول أفريقية و رضخت مكرهه لتك الشروط.
يقولون ان اقتصاد العالم يعتمد على الدولار الأمريكي؟ صحيح لكن لماذا؟
يقولون انها اكبر اقتصاد في العالم ولديها قوة عسكرية ضخمة!!!!. قوة عسكرية؟
هل سمعتم ان أمريكا سددت دين؟ طبعاً لا، لأنها لا تسدد أصلا، إذا احتاجت للسيولة قامت بطبع آلاف الملايين من الدولارات. كما ان معظم دول العالم اغرقتها تلك المؤسسات في ديون لأمريكا (التي هي ديون البنك الدولي او صندوق النقد).
بإختصار :
يجب على الأنظمة في الدول العربية (الفقيرة) وليس الغنية، والدول الأفريقية وباقي دول الديون ان تتخلص من الهيمنة الإمبريالية الأمريكية و دولارها والتعامل مع دولة اخرى تملك عملة قوية (مثل الصين واليابان والروسيا) لتحل محل الدولار في تعاملاتها التجارية.
قد يقول البعض هذا مستحيل!!! لا ليس مستحيل، هناك نموذج ناجح وهو الصين وروسيا فقد الغت التعامل بالدولار وقررت التعامل بعملاتها المحلية في التجارة البينية. كذلك البرازيل (اليورو) والهند (الروبية) وايران (اليوان واليورو) وتركيا.
على العالم الحر ان يرفض الهيمنة الاقتصادية وأن يتجه إلى الزراعة و الإكتفاء الذاتي ومحاربة الإستعمار الإمبريالي الجديد الذي يتحكم في لقمة العيش ويقوم بالتجويع الممنهج لتمرير سياسات استعمارية قذرة مثل سياسات هذه المؤسسات.
عبدالله سعيد القروة
15 يناير 2025